هوى الشام عندما قدم الفنان السوري حسين عباس أول عرض له كان في رحلته الدراسية (المرحلة الإعدادية) يوم عيد المعلم تحديداً، وكانت المرة الأولى التي يلتقي بها الجمهور.
عباس وفي حوار له مع جريدة الوطن السورية، تحدث عن تجربته في عالم الفن بدأ من هذه الحادثة وحتى يومنا هذا، حيث قال: “حين علم أستاذي (بدر قبرصلي) أنني أقلد الأساتذة، طلب مني أن أقوم بالتقليد، وكانت المناسبة عيد المعلم، لبيت الطلب عن خجل، ولم أترك مديراً ولا إدارياً ولا مدرساً يعتب عليّ، وضحك الجميع حتى الأساتذة الذين قلدتهم. في مدرستي، ثانوية الشهيد جول جمال”، لافتاً إلى أنه أحس بنشوة غريبة كونه أضحك الجميع وصفقوا له بحرارة أساتذة وزملاء، وأضاف: “أستاذي الراحل طوني حوش أثنى عليّ وقال لي (أنت مبدع) وهذه الكلمة لم تغبْ عن بالي حتى اللحظة، لأن كلمة التشجيع النابعة من القلب لا تمحى، وتدفع بالموهوب إلى الأمام. من ذلك التصفيق ومن ذلك التشجيع ومن تلك الإطلالة، بدأتْ علاقتي مع التمثيل، تلك الإطلالة قلبتْ كل كياني وكل أحلامي”.
وأكد حسين أنه بعد فترة التقليد أصبحت الرغبة تكبر بداخله وتتخطى حلمه بأن يصبح “حارس مرمى أو مصور ضوئي” إلى أن يكون ممثلا “شدّني المسرح والمعهد العالي للفنون المسرحية كثيراً، ولظروف مادية تعيسة لم أستطع الدراسة فيه”، الأمر الذي دفعه لأن يتابع دراسة (فيزياء/كيمياء) في جامعة تشرين، إلى جانب نشاطه في المسرح الجامعي، مشيراً إلى أن أول عمل شارك فيه كان مسرحية “رأس مملوك جابر” مع الفنان أيمن زيدان “واستمررت مع المسرح الجامعي، وبعدها مع نقابة المعلمين، إضافة للفرق الخاصة، ثم منذ العام 1995، عام تأسيس المسرح القومي، تابعت نشاطي المسرحي بالقومي وإلى الأن”.
وحول ما يخص وصفه بـ “الممثل الكوميدي” أوضح عباس إلى أنه لا يفضل هذه الحالة التأطيرية “فأنا أجيد الكوميديا، وكذلك أحب لعب جميع الأدوار الدرامية، وإعطائها الكاراكتر الخاصّ بها، وأن أعيش الدور وأحب الشخصية وأتقمّصها وأقتنع بها، لذلك أنا لست مع تحديد الاتجاه الفني”.
أما عن علاقته بالسينما، فقد أكد حسين على أن العمل في السينما فيه متعة استثنائية، وجذب للممثل بشكل عام، لافتاً بالقول: “أحببت السينما لأن الفيلم له ديمومة، لكن المسرح بالنسبة لي يبقى في المرتبة الأولى، وللصراحة لا أحب العمل التلفزيوني”.
واختتم حسين عباس حواره بالحديث عن طفولته، حيث أشار إلى أنه لم يكن شقياً في صغره “كنتُ مسالماً مهذباً خجولاً في حي السجن، كنا مجموعة أصدقاء، بحكم الجيرة، نلعب ونحلم ونعيش طفولتنا على بساطتها”، وأضاف “لم يخطر في بالي التمثيل مطلقاً، كانت رغبتي أن أكون إما (حارس مرمى) وإما (مصوراً فوتوغرافياً) وقد مارست هذه الهواية خلال صيفيتين، عند المصور (محمد جميل شيبا /أبو نواف)، ولم يكن دارجاً حينها الملون، الصور الملونة كانت ترسل إلى بيروت. أما كرة قدم فقد لعبت في فرق أحياء شعبية، حارس مرمى، حتى كنت أقف حارس مرمى مع فرق الكبار”.