هوى الشام| حولت الفنانة ريم سلهب منزلها الريفي البسيط الذي استغرقت في تزيينه عدة أعوام على الطريق إلى بلدة صلنفة بريف اللاذقية الشرقي إلى قطعة فنية تستوقف زوار المنطقة وتستهويهم لأخذ استراحة قصيرة والتقاط الصور التذكارية في تجربة أقرب إلى السفر عبر الزمن إلى الماضي الأصيل والتراث العتيق الذي تنضح به تفاصيل المنزل بدءاً من دلة القهوة والأغطية والمفارش واللوحات وصولا إلى الأثاث من أسرة وأرائك خشبية.
عشقها للطبيعة بدا واضحاً في اختيارها للألوان الزاهية التي غطت جدران منزلها والورود التي كانت تمضي ساعات طويلة تتفنن لترتيبها والعناية بها بأشكال وألوان متنوعة زينت أركانه والمدرج الخشبي الذي أضفى لمسة جمالية ساحرة على هذا المكان الهادئ تحت ظلال أشجار الجوز المحيطة بالمنزل.
سلهب ابنة الريف المولعة بتفاصيله أكدت في حديثها لمراسلة سانا أن الفن يسكن داخلها منذ الصغر ودأبت على تنمية موهبتها وصقلها بمرور السنين وأنها حرصت على إبراز العلاقة القوية التي تربطها بالطبيعة في مختلف أعمالها الفنية في لوحاتها وفي القطع القماشية التي أعادت تدويرها وقطع الخشب لصنع محتويات منزلها وكانت آخر مشاريعها تربية النحل الذي وجدت فيه فرصة للاستفادة من وقتها والتقرب أكثر من الطبيعة ومصدراً لتحقيق دخل إضافي يعيلها ووالدتها التي تقطن معها ويحمل الخير والمنفعة للناس في آن معاً.
“لقد أردت أن أجعل من منزلي جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة ينبض بالحياة أسخر فيه تجربتي الفنية المتواضعة لبث روح الطيبة والأصالة في حنايا المنزل وإيصال رسالتي التي تدعو الجميع لأخذ استراحة من العالم الرقمي والعودة إلى الطبيعة الأم باعتبار أن الفن يمنح الحياة والقدرة على الحب والعطاء” قالت سلهب.
أما عن القهوة بالعسل التي تقدمها مجاناً للضيوف بينت سلهب أن للعسل فوائد صحية كبيرة ويعتبر بديلاً طبيعياً عن السكر لذا تحرص على إتاحة الفرصة أمام الزوار لتذوق طعمها اللذيذ وتشجيعهم على شراء العسل الصافي الذي تنتجه مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي تراجعت مبيعاتها من العسل بشكل كبير بسبب ارتفاع سعره الناجم عن ارتفاع تكاليف الإنتاج.
الكثير من الأفكار تراود سلهب حيال المستقبل الذي تحكمه التكنولوجيا والهوة الكبيرة التي سببتها بين الأطفال والشباب من جهة والطبيعة من جهة أخرى حيث أعربت عن أملها بإيلاء اهتمام أكبر لردم هذه الفجوة ومساعدة الجيل الجديد للاستفادة من الطبيعة المحيطة وابتكار أشياء مفيدة.
ولدى سؤالها عن إمكانية تأسيس مشروع سياحي صغير بالاستفادة من المساحة الصغيرة أمام منزلها كاستراحة او تحويل منزلها إلى نزل صغير في حال توفر التمويل والحصول على قرض أبدت سلهب ترحيبها بالفكرة واستعدادها لخوض هذه التجربة لتضع قدمها في أول الطريق سعيا وراء حلمها في تأسيس مشروعها الخاص الذي سيسهم في تمكينها اقتصادياً واجتماعيا ًومعنوياً في حال كانت شروط القرض مناسبة لها.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))