دمشق – هوى الشام من رامه الشويكي
فنانة تشكيلية سورية من مدينة دمشق ريشتها الصغيرة تخفي معانٍ كبيرة، في لوحاتها ترى النور والأمل ، تلمس الدفء والحب، تتبصر البساطة والأنوثة، تقاوم من خلال إبداعها الألم والحزن الذي تعيشه ككل السوريين خلال خمس أعوام مضت ، في داخلها حلم يرفض الاستسلام تركته مخبأ ً في أعماقها ليصحو مجددأً ويكبر مع الأيام هي الباحثة عن تطوير الذات الفنية، هي القادرة على العطاء في دوراتها التدريبية هي الفنانة “علا المرعشلي”دخلنا إلى عالمها الفني والإنساني وكان لنا مع موهبتها المميزة هذه رحلة في لقاء خاص مع هوى الشام ..
بداية ًهلا تحدثينا عنك ( مواليدك – دراستك ) ؟
علا المرعشلي مواليد1977 حاصلة على إجازة في الترجمة قسم انكليزي –عربي وخريجة مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية .
كيف بدأت تلمسين موهبتك في الرسم؟
كنت أرسم منذ الصغر وتمنيت دخول كلية الفنون الجميلة لكن أهلي عارضوا الفكرة واعتبروا أن الفن يجب ألا يتعدى الهواية فتركت الرسم . وقبل حوالي سبع سنوات قابلت رساماً في مرسمه وانتفض حلمي من جديد وبدأت على الفور رسم أول لوحة زيتية لي فنجحت واكملت المشوار وتكلل بالتحصيل الأكاديمي بالإضافة لمشاركتي في مجموعة من المعارض المحلية وواحد فردي أقمته في الأردن – عمان .
كونك مشرفة على عدة نوادي الرسم للصغار ، ما أهمية تنمية المواهب في وقت مبكر برأيك؟
الرسم في عمر الطفولة يعتبر مساحة للتعبير عن مكنونات ونفسية الطفل فكل ما في لوحاته يحكي شيئا ًمن شخصيته ( الخطوط ، الأحجام ، موقع الرسم من الصفحة ، الألوان ونمط التلوين … ) فالرسم في عمر مبكر مهم جدا ً لفهم شخصية الطفل وتحليلها كما يعتبر حلاً علاجياً في كثير من الدول المتقدمة لحالات : (العنف ، الصدمة والانطواء وغيرها …).
وهذا ما كنت ألاحظه في نوادي الرسم التي أقيمها للأطفال فبسبب الظروف الصعبة التي نعيشها جميعاً كنت أجد لوحات تحتاج مني إلى الرجوع للأهل والاختصاصيين الإجتماعيين والتربويين إذ تعكس مشاكل كبيرة لم يكن الأهل على دراية بها .
اما بالنسبة للموهبة المبكرة .. فعند ملاحظة الموهبة في عمر مبكر يجب على الأهل الاستمرار في تشجيع الطفل الموهوب على الرسم دون قولبته و تحديده بقواعد فنية للحفاظ على خياله الخصب أما التعليم والتوجيه الأكاديمي فيبدأ في عمر اليافعين .
ما أعز اللوحات على قلبك؟
مجموعة من اللوحات ولكل منها حكاية في نفسي وهي ليست للبيع مطلقا ً ولعلي أذكر الآن ” لوحة لمنطقة حريصة في لبنان ولوحة العاصفة ولوحة النور “..
من هو الفنان التشكيلي الذي تأثرت به محلياً وعالمياً وكيف انعكس ذلك في أعمالك؟
انا أتابع أعمال كثير من الفنانين التشكيلين لاسيما نمط الرسم الذي يظهر شخصية الفنان بدلا ًمن النقل الصريح والواقعية المفرطة وعلى سبيل المثال لا الحصر فأنا معجبة بأسلوب الفنان مالفا ( عمر حمدي ) و( ممدوح قشلان ) فهو مدرسة متفردة تماما ً والفنان ( نذير النبعة ) بلوحاته المميزة كما كثير من الفنانين المحليين والعرب بالإضافة لمتابعتي لفنانين عالميين مثل ( فلاديمير فوليغوف ) وغيره من الفنانين التشكيلين الروس .
ولا شك أن ملاحظة و محاكاة أساليب هذه الأسماء الكبيرة في عالم الفن يورث مخزونا ًمن التجربة والتكنيكات المختلفة التي تطور طريقتي في الرسم .
وقد وفرت لنا الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي فرصة للإطلاع على أعمال كثير من الفنانين المحليين والعالمين غير أنها لا تغني عن النظر المباشر للوحة وملاحظة عمل الفنان وطريقته الفنية .
هل اختلفت موضوعات لوحاتك تبعاً لظروف البلد الحالية؟
لا أزال أحمل نظرة الأمل ولون التفاؤل ..
أبداً لا أستطيع أن ارسم المأساة ، كثير من أصدقائي الفنانين يحبون توثيق الألم بلوحات معبرة وجميلة لكني لم ولن أستطيع ذلك، لوحاتي تحمل دوما ً أملاً وتفاؤلاً لا يمكن للحياة أن تستمر دونه ..
لنقل أني في لوحاتي ألمس مساحات حبيبة دافئة في قلب كل منا ..
كيف أثرت الأزمة على علا الإنسانة والفنانة؟
الفنانة والإنسانة في داخلي “متألمة حد الصمت ” فبداخلنا وجع أكبر من اللغة والحروف ( موجوعين وبطلنا نحكي ..) لا شك تغيرت نظرتي للحياة ، وهبطت من فضاء التحليق والطموح العالي لألمس أرض الواقع الذي فرض علينا معاناة وقيود، لكني لا أزال أنظر للجانب المشرق فالحياة مستمرة وعلينا من قلب المعاناة أن نكمل الطريق فأعمارنا لن تنتظر حتى تنتهي الحرب وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا للنهوض.
وبعكس واقعنا المحبط ازددت اصرارا ًوفناً ليكون ” الحب بدل الحرب والفن بدل الفتن والنور بدل النار “..
مالصعوبات التي تواجهينها كفنانة تشكيلية ؟
أول وأكبر صعوبة في ظل الحرب هي أن معظم الفنانين فقدو مراسمهم وكيف يمكن لرسام أو فنان أن يرسم ؟ أصبح كطبيب بلا عيادة أو معلم بلا صف تعليمي .
ولا شك أن مواد الرسم أصبحت باهظة الثمن جداً و مكلفة بالإضافة إلى ضعف التسويق الداخلي و الخارجي وصعوبة التواصل مع الفعاليات الفنية الخارجية مشاركةً وحضور ..
ما هي طموحاتك المستقبلية ؟
أسعى بكل طاقتي وأتمنى من كل من يؤمن بطموحي أن يضع يده في يدي فأنا أريد أن أؤسس مركزاً تعليميا ً لمختلف أنواع الفنون يكون متاحا ً لكل طالب فن وحلقة تواصل مع الفعاليات الفنية والفنانين محليا ًوعالميا ً واسأل الله التوفيق لتحقيق ذلك.