دمشق_هوى الشام
كوني امرأة لا يعني أن أكون حبيسة البيت والمطبخ ورهينة لمزاج زوجي ومتطلبات أولادي، فمن حقي أن أعيش حياتي كما يحلو لي، وأن أحقق طموحي الذي أسعى له، فأنا إنسان في النهاية ولست أداة بيد الآخرين…
هكذا بدأت “لجين” حديثها لـ “هوى الشام” حول ما يعترض طريقها كأم بالدرجة الأولى وكموظفة في الدرجة الثانية.
وتضيف لجين “أشعر وكأني (أنحت في الصخر) ففي البيت أنا المسؤولة عن القيام بأعمال منزلية وتربوية مختلفة كمتابعة الأولاد صحياً وتعليمياً وتربوياً وأخلاقياً وعاطفياً بينما يعتبر زوجي نفسه مسؤولاً من الناحية المادية أو الاقتصادية فقط، وكل تقصير وخلل أكون أنا المسؤولة الأولى والأخيرة، وفي العمل أيضا أنا الموظفة والمسؤولة عن سير عملي ونجاحه وأي تقصير أتحمل أنا النتائج، لذلك يتوجب علي السعي الدائم لتحقيق التوازن حتى لاتميل كفة عملي على حساب بيتي وأولادي وإلا خسرتهما معا.
إشعال العشرة.. مقابل العمل
من جهتها تقول م .ق عن رأيها بموضوع المتزوجة العاملة ” تعاني المرأة المتزوجة العاملة من ظروف صعبة هذه الأيام فهي المسؤولة عن بيتها وأطفالها وحياتها الخاصة ، والرجل في أغلب الأحيان غير راض ٍعنها ويحاول دائماً أن يشعرها بالتقصير تجاه مسؤولياتها “.
وتضيف م.ق ” من أصعب مسؤوليات المتزوجة العاملة محاولتها التوفيق بين عملها وبيتها حتى لاتخل بتوازن الأسرة ، وعلى الأغلب تكون مهمتها تجاه الرجل أصعب من الأبناء ، فالرجل متطلب دائماً وخروجها من المنزل يشعره بأنه فقد حلقة من سلسلته التي يحب أن يمتلكها كحب استملاك ، ويطالبها على سبيل المثال ” بإشعال أصابعها العشرة ” وتقديم ” الكثير من أنوثتها والحب ” له كرجل وزوج مقابل السماح لها بالعمل وبصريح العبارة أن تكون ” على سنغة عشرة ” وهذا شيء يرهقها حيث تشعر وكأنها موظفة في بيتها ، وهو تنازل تلجأ إليه كثيرات مقابل السماح لهن بالعمل”.
الأولاد عائق.. والحلول قاصرة
وتقول س . د عن تجربتها كامرأة عاملة “أعتمد على والدتي(جدة الأولاد) للاهتمام بالأولاد أثناء وجودي في العمل خاصة أن أوضاع الأزمة وظروف البلد الحالية فرضت علي البقاء لمدة أطول خارج المنزل فأزمة السير الخانقة والمواصلات الصعبة زادا الضغط النفسي والقلق خاصة أن زوجي يرفض مساعدتي بهم أو البقاء عندهم حال وجودي خارج المنزل حتى لو كان متفرغا”.
وتبين س.د أن” ترك الأولاد عند الجدة له مساوئ أيضا فلابد للجدة أن تتأفف يوميا من صعوبة الاعتناء بهم (وعلى قولة كسروا هيك وكبوا هيك وعفرتوا ) (ولحقي تمنينات ونق اذا بتلحقي”.
وأضافت س.د ” مازاد الطين بلة أن الخادمات المنزلية يطلبن أجورا عالية ومن الصعب أن نجد يدا أمينة حتى دور الحضانة أصبحت بأسعار خيالية لايمكن تحملها”.
عمل المرأة يدفع الرجل للكسل او استغلالها
وتقول ر.ش “يتحمل الرجل العبء الأكبر في دعم المرأة وتشجيعها على العمل والوقوف إلى جانبها لتحقق لنفسها مكانة مناسبة في المجتمع لا لاستغلالها مادياً بل لأنه يؤمن بدورها بعيداً عن الأفكار والمعتقدات التي تهمش المرأة وتقصر دورها على البقاء في المنزل ورعاية الأولاد فعليه ألا يقلق من نجاحها طالما يعتبرها شريكته في الحياة .
وتشرح” إن عمل المرأة مسألة نسبية تختلف بين امرأة وأخرى حسب إمكاناتها التعليمية والمهنية والثقافية والفكرية ، فهو مسألة خاصة بها وحدها فهي من يحدد كيفية المشاركة في نفقات الأسرة ونسبة هذه المشاركة عندما تعمل وإلا جعلت منه رجلا كسولا. وأصبحت هي ضحية لاستغلال الرجل تعمل داخل البيت وخارجه وهو يجلس مرتاحاً معتمداً عليها في كل شيء يدفعها للعمل ( لغاية في نفس يعقوب )”.
عمل المرأة ضرورة شخصية قبل ضرورات المادة
فمن جهتها تقول علا .م مدرسة منذ 15 سنة “لاشك أن الظروف الاقتصادية والمادية الصعبة تجبر المرأة على العمل في كثير من الأحيان لكن هذا لا يعني أن عمل المرأة ضرورة مادية فقط فهناك حاجات نفسية واجتماعية وثقافية تدفع المرأة للعمل كالحاجة لتقدير الذات والشعور بالقدرة على العطاء والمساهمة في بناء المجتمع بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية التي يوفرها العمل للمرأة والتي تبعدها عن الملل والاكتئاب اللذين قد تعيشهما مع بقائها في المنزل بسبب الروتين اليومي والفراغ والشعور بعدم التقدير”.
وتضيف المدرسة ان “المرأة التي تجد نفسها قادرة على العمل وتختارالمجال و الوقت المناسبين تستحق كل التشجيع والدعم فهي بذلك لا تحقق مردودا ماديا مستقلا عن الرجل فقط بل تحقق ذاتها و جزء من راحتها النفسية رغم التعب الجسدي والإرهاق اللذين تعيشهما مع التزاماتها المتعددة”.
راما الشويكي