هوى الشام
يعلم معظمنا أن قلة النوم تضر بعمل الدماغ، ولكن أولى نتائج أكبر دراسة حول النوم في العالم أجرتها جامعة Western Ontario، تؤكد أن النوم لفترات طويلة يؤثر بالطريقة نفسها على الدماغ.
وسعى علماء الأعصاب إلى حل المزيد من الألغاز المتبقية حول الغفوة الليلية، من خلال أكبر دراسة للنوم تم إجراؤها على الإطلاق.
وشملت المرحلة الأولى من دراستهم تحليل عادات النوم لدى 40 ألف شخص، وتحليل اختبارات المعرفة إليهم، والتي تقيس المهارات اللفظية والتفكير والذاكرة على المدى القصير.
وبينما كانت الذاكرة مستقرة نسبيا بغض النظر عن أوقات النوم، وجد العلماء أن المهارات اللغوية تأثرت بشدة بمقدار النوم الذي حصل عليه المشاركون.
وحالما انخفضت ساعات نومهم الليلية إلى أقل من 7 ساعات، بدأ الإدراك في الانخفاض. وشملت تلك التجربة حوالي نصف المشاركين الذين ناموا أقل من 6.3 ساعات في الليلة.
وبالنسبة لأولئك الذين ينامون 4 ساعات أو أقل، كانت تأثيرات الدماغ أكثر دراماتيكية.
وقال قائد الدراسة، الدكتور كونور وايلد، وهو عالم الأعصاب في جامعة Western Ontario: “يتراجع الإدراك مع تقدمنا في العمر، وبالنسبة لأولئك الذين ينامون 4 ساعات أو أقل، بدا الأمر وكأنهم زادوا في العمر 10 سنوات تقريبا. وهذا ينطبق على الأشخاص الذين ينامون أكثر من اللازم”.
وأثناء النوم، يحصل الدماغ على “الاسترخاء” في السائل الدماغي النخاعي، حيث يتم إخراج البروتينات غير المرغوب بها المرتبطة بألزهايمر. ولكن مع الكثير من النوم، يمكنك تجربة ما يسميه العلماء “نوم الخمول”.
وعندما نستيقظ كما هو مفترض، خارج نطاق نوم حركة العين السريعة، تكون معدلات نبضات القلب أبطأ ودماغنا أقل نشاطا، وكذلك ضغط الدم. وهذا يساعد على الاستيقاظ دون تعريض النظام للصدمة.
ومن ناحية أخرى، عندما نستيقظ في منتصف نوم حركة العين السريعة، تنقطع العديد من الأنشطة، ما يؤدي إلى نوم الخمول والشعور المترنح.
وقال الدكتور وايلد: “عندما ننام أكثر من اللازم، يكون الخروج من حالة النوم أصعب، كما يضعف الإدراك قليلا”.
وبالنسبة لأولئك الذين لم يحصلوا على قسط كاف من النوم، يمكن لليلة واحدة من النوم الجيد أن تكون كفيلة باستعادة الوظيفة الإدراكية، ولكن في حال استغرقنا في النوم أكثر من اللازم، ستتدهور وظائفنا الإدراكية بسرعة أكبر.