دمشق – هوى الشام من مها الأطرش
برصاصه، حول الفنان طارق قيسي وجوه الكثيرين من مشاهير وغيرهم الى فن يتباين مداه بين الظل وعدمه مصورا بموهبته الموروثة تفاصيلا تعكس عمق رؤيته وقدرته على إبراز الجمال والتميز تاركا لنفسه مساحة للجوء هربا من ندب القبح والبشاعة التي خلفها سواد الحرب في وجوه الأوطان.
طارق الصحفي الملتزم والمثابر لاتشغله ساعات العمل الطويلة عن موهبته وجلسات الرسم التي يرجع تشكلها إلى دور المورثات فهو ابن عائلة مارست الرسم هواية فيقول في حديث مع هوى الشام”إن لقلمي الرصاص والفحم تجذر يمتد الى جدي ومن ثم والدتي التي لها الفضل في تقريب المسافة بيني وبين الورق”.
ليس كأي طالب عادي رافقت كراسة طارق مسيرته في مراحل دراسته فكانت تختزن خطوط أنامل نحو التميز بشهادة أساتذته وزملائه فاشتغل على نفسه لينمي موهبته التي لم يستطع أن يقومها اكاديميا ما ابعده عنها وقتا من الزمن، ليجد نفسه يعود إليها بإلحاح ، موضحا “عدت للرسم لحاجتي إلى مساحة لذاتي في هذه الأزمة”.
رسم طارق وجوها لشخصيات سياسية وفنية عالمية وعربية مشهورة وأجاد في توظيف الظل وتحديد التفاصيل التي تتميز بها كل شخصية ويكون الاختيار غالبا غير محددة الاتجاه وربما يرتبط بتجليات لحظة او حدث وهو ما حصل يوم استشهاد سمير القنطار وذكرى استشهاد عماد مغنية فيما تكون الملامح في رسوم أخرى هي التي تنادي رصاصه معبرا عن عدم رضاه عن بعض رسوماته فهو يعتبر نفسه هاو وآدائه يتحسن مع الممارسة والتمرين.
واضح من لوحات طارق ميوله لرسم وجه الانسان ويصف ذلك بقوله “ما زلت مستمتعا بما أفعل وخصوصا عندما تزداد صعوبة الملامح وهو ما يشكل تحديا مع ذاتي وطالما انا محافظ على حالة الاستمتاع بالتقاط الملامح فأظن أني لن انتقل الى ميدان آخر هذا رأيي حتى اللحظة وكل الوجوه جميلة لكني أتعامل مع وجه الأنثى والطفل بخصوصية الحذر الجميل والرقيق وهو ما أتمنى أن يكون واضحا فيما أقدم لذاتي ولأصدقائي”.
رسوم طارق التي ترى الضوء عبر نافذة صفحته الشخصية على الفيس بوك تحصد عشرات الإعجابات والتعليقات وتفتح باب الوصول لشريحة واسعة بحسب رأي طارق وتمنح التواصل مع أشخاص وخبرات متعددي الانتماء والثقافة لكنه لا يغني عن مضاعفة الجهد والتمرس ليصير الطموح أكبر في المشاركة بمعارض تقبل الهواة وتضعهم على سكة الاحتراف الجهد والتمرس.