هوى الشام
تحدث المخرج السوري زهير قنوع عن مسلسله الجديد “كوما” (أخر محل ورد، سابقاً)، الذي انتهى من تصويره في الفترة القليلة الماضية، منوهاً على أن رمزية عنوانه تعود إلى الفترة التي كان فيها البلد مريضاً وجريحاً، بالإضافة إلى أن أم البطلة تعاني من كوما.
وأضاف قنوع في حوار له مع جريدة الوطن السورية، أن عرض المسلسل سيكون في الشهر التاسع من العام الجاري “فنحن لا نعول على الموسم الرمضاني، لأنه ظرف غير صحي لمشاهدة أي عمل وتجعلنا فكرة العروض الرمضانية محدودين ومؤطرين”.
وتابع زهير في الحديث عن مستوى الدراما السورية ككل، وتأثير الحرب عليها، مؤكداً أنها تعتبر في السنوات الماضية غير لائقة، “قلما نجد عملاً يحترم الحالة العامة للسوريين منذ بداية الحرب إلى الآن، وهذا شيء طبيعي في بلد يتعرض لحرب منذ 8 سنوات”.
مشيراً إلى أن الموسم الرمضاني منذ عام 2011 حتى اللحظة يُعد غير لائق، وقلة هي الأعمال منذ ذلك التاريخ التي ترتقي لمستوى الدراما السورية “ما تبقى هي أعمال غير مفهومة المحتوى ومستواها الفني هزيل، كما أن التقنيات المستخدمة فيها تعود إلى القرن الماضي، وإذا ما راقبنا الأعمال المصرية والمستوى الذي وصلت إليه فنياً وتقنياً نخجل من أنفسنا”، مضيفاً “نستطيع استثناء (فوضى) لأنه كان عملاً جيداً والعام الماضي برز (الندم) وقبله (شهر زمان)”.
أما بالنسبة لحالة الإنتاج في سورية، فقد أوضح قنوع أنه لم يعد لدينا منتجون “مع احترامي لكل الذين يسمون أنفسهم منتجين وعدم احترامي لنتائجهم، فالمنتج يجب أن تكون لديه وجهه نظر ومعرفة ومال لينتج ويسوق، لا أن يأخذ موافقة محطة على محتوى سخيف ويشغل الناس بتراب الأموال، وبهذا المفهوم لن أعمل مع أي منتج من المنتجين الموجودين اليوم”.
وحول تجاربه في الدراما العربية، نوه قنوع إلى أنه قدم مسلسلات في مصر ولبنان، إلا أن رضاه عن تجاربه في لبنان لم يكن جيداً “أنا راض فقط عن (أدهم بك) وباقي التجربتين (العشق المجنون، أول نظرة) كانتا مجرد خيار أفضل من الموجود في سورية، وإذا جاءني خيار جيد في أي بلد بالعالم فسأذهب لأنني لست متمسكاً بالدراما السورية السيئة”.
كما تطرق أيضا في حواره إلى تجربته المسرحية، حيث أكد بالقول: “المسرح هو الذي بناني وعملت به مدة عشرين عاماً والمرة الأخيرة في العام 2001 أي منذ 17 عاماً”، إذا لماذا هجره كل هذه المدة، يجيب: “المسرح هو الذي هجر الحياة ولم يعد موجوداً وأصبح يشكل حول العالم حالة من الحنين، وهناك تجارب مسرحية سورية جميلة ولكن السؤال ماذا يعود المسرح لمبدعيه؟”، منوهاً إلى أنه ليس مع نظرية “الفن من أجل الفن” بل هو مؤمن بأن الفن “مهنة” يقدم رسائل نبيلة ويجب أن يتمتع مزاولوه بارتياح مادي “أي فن لا ينتج عنه دخل مادي جيد لا أريده واعتبره حماقة وتضييعاً للوقت”.
وأكد مخرج (الجزء الثاني من دنيا، والجزء الثاني من يوميات مدير عام ) على أنه مع أي عمل يحقق نجاحاً “لكني عموماً ضد الأجزاء ولا أفضلها ولا أفضل حتى الجزء نفسه وأحب كل حلقة أن تكون جزءاً أو جزأين”.
أما المخرجين السورين الذين تستهويه أعمالهم، فلفت قنوع بالقول: “المخرجون الموجودون في السوق والسوق يعني المحطات العربية وليس المحطات السورية مثل (الليث حجو، حاتم علي، شوقي الماجري، المثنى صبح، باسل الخطيب، وسامر برقاوي)، وأضاف: “نسمع اليوم أسماء مخرجين ومنتجين لا ندري من أين أتوا ربما من دهاليز الدراما والسؤال أين أسلحة الدراما السورية الفتاكة!”.
وعن دعم الدولة للدراما السورية، أوضح زهير قنوع أنه لم يكن مقدراً لها أن تتطور في منتصف التسعينيات لولا دعم الدولة “هذا تاريخ موثق وليس رأياً شخصياً، لأن منتج القطاع الخاص كان ومازال جشعاً وغير احترافي، ودعم الدولة كان سبباً من أسباب نجاح الدراما”، منوها أنه لا يوجد دولة في العالم دعمت الدراما مثل ما دعمتها الدولة السورية، “فهي رغم الحرب لم تهمل أو تقصر تجاه الدراميين بل هم من قصروا بحق أنفسهم، وأثناء الحرب قدمت عمل (شهر زمان) من إنتاج الدولة وصورت في شوارع دمشق وكان ذا مستوى فني رائع”.
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website. If you continue to use this site we will assume that you are happy with it.Ok