شاب يجسد بالكاريكاتير مأساة سكان الجزيرة جراء الاحتلال الأمريكي..فيديو

هوى الشام|   يواكب الفنان الشاب عبد الله العبيد منعكسات الحرب والحصار والاحتلال وسرقة النفط والقمح وانقطاع المياه والكهرباء بلوحات الكاريكاتير المخطوطة بأدوات بسيطة، ليلامس كل ما يعانيه أقرانه من سكان الجزيرة شمال شرقي سوريا.

يتابع الشاب العبيد شرح رسوماته للزوار في أول معرض له أقيم في المركز الثقافي العربي في مدينة الحسكة السورية، مسترسلا في تمرير رؤاه للقضايا السياسية والاقتصادية والمعيشية، محاكيا معاناة سكان الجزيرة السورية، بما في ذلك سرقة النفط والغاز من قبل الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له، ودعمه للإرهاب الدولي، مرورا بجريمة قطع مياه الشرب عن مليون مدني من قبل التنظيمات “التركمانية” المسلحة الخاضعة للجيش التركي، وصولا إلى كذب المزاعم الغربية وتزييف الحقائق تجاه الحرب الإرهابية على سوريا.

حاكت اللوحات الكاريكاتيرية، مشاكل ومعاناة السكان، والتي كان ينشرها الفنان العبيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت استحسانا وتفاعلا بما في ذلك اللوحات التي تتناول تقصير المؤسسات الحكومية في أداء واجباتها كتوفير الخبز بكميات كافية وغياب الرقابة التموينية وتقنين الكهرباء وغير ذلك..

قال الفنان العبيد لــ “سبوتنيك” إن للمعرض طابع فني وسياسي ووطني، يتصل بقضايا وطنية وثوابت سورية وما تواجهه من حروب إرهابية متعددة المصادر والجهات، وأن رؤيته الفنية عبر الرسومات جسدت في إطار فني مباشر جمع بين الفن والفكر والموقف حيث سلطت رسوماته الضوء على جرائم الإرهاب والمحتلين وبالوقت ذاته التفاؤل باندحاره لتبقى سورية ثابتة منتصرة رغم كل التحديات.

وبيّن العبيد أن الكاريكاتير هو الفن الأكثر قدرة على تجسيد الكوميديا السوداء التي يعيشها الناس، مضيفا: “نحن نعيش في منطقة مورس ويمارس عليها أبشع أنواع الإرهاب الدولي والداخلي، وقد حاولت أن أسلط بعض الضوء على عينة من مشاكل المياه والكهرباء في ظل وجود الاحتلال الأمريكي الذي يطمع بكل خيرات السورية فيقوم بسرقة النفط والغاز والقمح والثروات الباطنية، وبوجود الاحتلال التركي وأعوانه الذين يرتكبون جريمة كبيرة في قطع مياه الشرب التي تعتبر أهم مصادر الحياة للإنسان”.

رسائل سياسية
قال إبراهيم عواد خلف، رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في محافظة الحسكة، لـ “سبوتنيك” بأن “معرض الشاب العبيد أقيم بالتعاون بين جمعية صفاف الخابور الثقافية مع مديرية الثقافة بالحسكة، مؤكدا أن الرسوات استطاعت إيصال رسالة مما تعانيه محافظة الحسكة بشكل خاص وسوريا بشكل عام من مشاكل وهموم نتيجة ظروف الحرب المستمرة منذ عقداً كامل”.

وبيّن خلف أن “الرسومات قدمت رسائل سياسية واضحة للعالم، بعضها يتعلق بالحصار المفروض على البلاد تحت مسمى قانون “قيصر الأمريكي” الجائر، إلى جانب معركة مياه الشرب التي تستخدم كسلاح لتعطيش مليون مدني، إلى جانب استخدام القمح والنفط كأسلحة تجويع ضد الشعب السوري من قبل المحتل الأمريكي وأذنابه”.

ظروف استثنائية
بدوره أكد عبد الرحمن السيد مدير الثقافة بمحافظة الحسكة لــ”سبوتنيك” أن هذا المعرض الأول للفنان عبد الله عبيد، وأنهم حريصون على تنويع محتوى المعارض التي تقام إضافة إلى استقطاب الفنانين الشباب وتسليط الضوء على تجاربهم الفنية وتقديمها للجمهور انطلاقاً من دور المؤسسات والجمعيات الثقافية بالاهتمام بالفنانين الجدد لمتابعة المسيرة الثقافية والفنية في المحافظة المحافظة التي تعاني ظروفاً استثنائية في كل شيء.

واعتبر السيد إن المعرض الفني للفنان عبد الله العبيد هو معرض سياسي – خدمي أجمل كل ما تعانيه محافظة الحسكة وسوريا من واقع ومنها حرق المحاصيل الزراعية للفلاحين عبر البالونات الحرارية من قبل طائرات المحتل الأمريكي خلال المواسم الماضية، إلى جريمة قطع المياه من قبل الفصائل التركمانية وقطعالكهرباء من قبل الفصائل الكردية واستخدمها كسلاح فتاك بحق مليون مدني، إلى الواقع العربي المخزي في معالجة القضية السورية والتطبيع مع إسرائيل وهزائم ترامب – أمريكا على عتبة الحرب على سوريا.

وعبر الحضور عن إعجابهم بمحتويات المعرض، حيث أوضح ضياء العلي هو ناشط إعلامي لــ”سبوتنيك” أن الفنان عبيد استطاع عبر رسوماته أن يصل إلى قلوب وعقول الجمهور عبر ما ضمنه من أفكار اجتماعية وفنية وسياسية منوعة تعكس ارتباط الفن بالمجتمع ودوره في التعبير عن معاناة وآمال الناس.

مبيناً بأنه سعيد بهذا المعرض وهو نتاج عمل سنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الفنان عبيد، والذي كان يبهرنا كل يوم وكل حدث وكل مشكلة نواجها برسم كاريكاتوري يعبر فيه عن حالتنا النفسية والاجتماعية ليعبر عنا بشكل فني وبكل إبداع.

يشار أن الفنان عبد الله عكله العبيد مواليد 1988م، خريج معهد إعداد المدرسين بالحسكة اختصاص رسم عام 2008م، من أبناء قرية الخمائل في ريف الحسكة أهتم بفن الرسم منذ المرحلة الابتدائية ،وأثناء دراسته في المعهد رسم أول صورة كاريكاتيرية ،فوجده موضوع ممتع وشيق ،ويعمل على تطوير أسلوبه وأدواته، وأن تكون رسوماته واضحة دون اللجوء للكتابة داخل اللوحة تأثر بكثير من فنانين الكاريكاتير السوريين.

المصدر: سبوتنيك

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))