الإنسان ابن ماضيه، ولنفهم ما يحدث الآن يجب أن نفهم ما كان يحدث في الستينيات، وهما فترتان ينجح صنّاع العمل في الانتقال بينهما ببراعة تستحق الإشادة، ومع أن العمل يُعرض على قناة مشفرة، غير أنه أحدث حالة التفاف جماهيري حوله، فسرعان ما تجد بعض الحلقات طريقها على منصات اليوتيوب، لتشهد تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، التي سرعان ما تنشر وتشارك بعض المشاهد التي تُفصح عن مضمون المعنى.
واحدة من أهم ميزات العمل التي يتفرّد بها، هي جودة تركيب الأحداث على مستوى الحلول الإخراجية، مبررات فنية قوية، يكشف عنها كل اختيار لواحدة من مفردات العمل البصرية، بداية من اختيار الممثلين، وقبلها اختيار الفكرة، ثم كتابتها بشكل جيد، إلى الموسيقى التي تناسب تصاعد الأحداث والصراع بشكل مميّز، وهو صراع كان بدأ أصلاً من الدقائق الأولى للعمل الذي يجذب المشاهد ويدفع إلى متابعته وانتظار الحلقة المقبلة.
الرومانسية والإثارة البوليسية تجعلان شارع شيكاغو استثنائياً في هذه التوليفة المشوّقة، من خلال العمل على تكوينات درامية متوازية ومتقاطعة في آن معاً، فالقصة تشهد فصولاً من التغيّرات الاجتماعية والسياسية المهمّة في البلد، بطريقة غنيّة بالأحداث والتفاصيل السياسية والاجتماعية اليومية.
العمل يدخل في مستويات تُعتبر جديدة على الدراما المحلية، منها على سبيل الذكر، مشاهد العراك والشجار التي تهرب منها الأعمال المحلية بسبب صعوبة تنفيذها، نجدها الآن بشكل مقنع يحاكي أفلام الأكشن، ففي أحدها تهجم جماعة من “المتشددين” على شارع شيكاغو بهدف إغلاقه، وإلغاء أجواء التحرّر فيه، في ترميز جيد لواقع المناخات الفكرية السلفية التي عصفت بمنطقتنا الآن وفي الماضي، فيخرج رواد الحيّ –شارع شيكاغو- ويدافعون عن شارعهم ثم يحتفلون بتمسّكهم بالمتنفس الذي يحقّقه لهم هذا الحيّ.
كشكل يبرع صُنّاع العمل في انتقاء زوايا الكاميرا والمونتاج والقطعات الرشيقة، التي تضع الجمهور في أجواء الشارع وما يدور فيه من أحداث، الأمر الذي يشكل بادرة جيدة للدراما المحلية في عدم التردّد أمام تنفيذ المشاهد الصعبة.
هناك ثلة من نجوم الصف الأول الذين ظهر كلّ منهم بمستوى جيد يليق بمشواره وتاريخه الفني، القدير “دريد لحام”، رغم زمن ظهوره القليل كضيف شرف، إلا أنه يُظهر حرفيته وتمكنه من أدواته، كما أن الفنانة أمل عرفة التي تؤدي شخصية سماهر، تُقدم واحداً من أفضل الأدوار في مسيرتها المهنية، امرأة تعاني الازدواجية بين نوعين من الحياة، المغنية والراقصة من جهة، والفتاة البعيدة عن عائلتها، التي تشعر بالعار مما تقوم به من جهة ثانية، إنها شخصية متعدّدة الأبعاد وذات تركيب درامي متداخل، اشتغل عليها المخرج وفق مبدأ “من الداخل إلى الخارج”، فلا تختبئ الممثلة خلف الشخصية، لكنها بالعكس تنجح في استحضار الشخصية إلى منطقة الممثل، خصوصاً وأن الغناء من المهارات والمواهب المعروفة عن أمل عرفة، لديها أغان ومشاركات كشخصية تغني في أدوار فنية متعددة، مثل “خان الحرير” و”عشتار”.
العمل يستحق المتابعة بعين المتأمل وعين المعجب بالشغف والجهد الكبيرين اللذين بذلهما فريق العمل على جوانيات الأمكنة، بشغف يُظهر الوله والاحتفاء بدمشق التي تنفض عنها ركام الحرب.
هوى الشام| تعد القهوة واحدة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، حيث يستهلكها الملايين يوميا…
هوى الشام| أفلت المنتخب الإيراني من تعثر كاد يكون دراماتيكيا أمام نظيره الكوري الشمالي، وخرج…
هوى الشام| ناقش مجلس الوزراء خلال جلسته المنعقدة بتاريخ 12-11-2024 بشكل موسع موضوع التمديد للعاملين…
هوى الشام| جددت المقاومة اللبنانية اليوم استهدافها العديد من تجمعات قوات العدو الإسرائيلي في عدد…
هوى الشام| طالبت الجامعة العربية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتدخل بقوة من أجل إنقاذ وكالة…
هوى الشام| بداية من منتصف ليل الخميس ينطلق لقاء المنتخبين الفنزويلي والبرازيلي ضمن الجولة الحادية…
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.