هوى الشام| لم يكن الدين ورجالاته طيلة عقد الحرب الإرهابية المرير في سورية بمنأى عن دائرة النار المشتعلة بفتيل حقد صانعيها وداعميها فكان علماء الدين ممن نصروا الحق بعلمهم ونبذوا الفتنة بفكرهم وتصدوا للتكفير باعتدالهم شهداء الكلمة والحق.
الإرهاب استهدف كل من يقف في طريق مخططاته الخبيثة وفق رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور توفيق محمد سعيد رمضان البوطي في حديث لـ سانا فكان رجالات سورية الدينية والوطنية في دائرة الاستهداف لما لهم من أثر في ترسيخ القيم والمفاهيم الصحيحة التي حاول الإرهاب تشويهها وتزييفها باعتبارهم مرتكزا علميا ومرجعيا لرفع مستوى الوعي والتحذير من المؤامرة.
وأشار الدكتور البوطي إلى أن الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي كان صوت الحق القوي عبر دراساته وبرامجه وكتبه وله أثر فاعل في توعية الأمة وتحذيرها من الانجرار وراء المؤامرة لذلك استهدفته التنظيمات الإرهابية وغيره من رجال الدين في سياق محاولاتها إسكات كلمة الحق وضرب الإسلام المعتدل في المنطقة من خلال إثارة الفتنة والتكفير لكن مخططاتهم فشلت تحت أقدام الجيش العربي السوري وصمود الشعب بكل أطيافه.
احترام الطوائف والأديان ومنح حق إقامة الشعائر الدينية حقوق حماها القانون السوري وفق القانوني غسان غرز الدين الذي بين أن سورية طرحت نموذجا بأكثر من مناسبة عالمية كمثال للتماسك الاجتماعي والتآخي الديني وذلك بفضل القانون السوري الذي كفل الحريات وفرض الاحترام المتبادل بين جميع أطياف المجتمع.
اغتيال رجال الدين بأطيافهم المتنوعة في سورية يمثل وجها آخر لحقيقة أسياد الإرهاب وأجنداتهم المنشغلة في ضرب الوسطية والاعتدال بقصد زعزعة تماسك ووحدة مجتمعها حيث أوضح غرز الدين أن القانون السوري والدولي ينظر لهذه النوعية من الجرائم على أنها اغتيال وجريمة يعاقب عليها القانون مبينا أن هذه الجرائم المنظمة تقف خلفها منظمات دولية أو محلية متطرفة ويقصد بتنفيذها التأثير السلبي في المجتمع ولكن سورية بتماسكها ووحدة شعبها تغلبت على كل ما أريد من أهداف تآمرية عليها.
وكانت المجموعات الإرهابية استهدفت العديد من رجالات العلم والدين في سورية بالتزامن مع بدء الحرب على سورية.
ففي عام 2012 كانون الثاني استشهد الأب باسيليوس نصار كاهن مطرانية حماة برصاص المجموعات الإرهابية أثناء قيامه بإسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماة .. وفي شهر شباط استشهد الشيخ الدكتور أحمد صادق خطيب جامع أنس بن مالك بدمشق برصاص المجموعات الإرهابية.. وفي العام نفسه استشهد فادي حداد كاهن في كنيسة مار إلياس بريف دمشق بعد خطفه من قبل المجموعات الإرهابية.. كما استشهد في تموز الشيخ عبد اللطيف الشامي إمام مسجد آمنة بنت وهب في حلب بعد اقتحام مجموعات إرهابية الجامع أثناء أداء المصلين لصلاة التراويح واختطافه ورميه بالرصاص فيما بعد وفي كانون الأول استشهد الشيخ عبد الله صالح مدير أوقاف الرقة باستهدافه من قبل مجموعة إرهابية أمام منزله في حي الدرعية بالمدينة.
وفي آذار عام 2013 استشهد العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بتفجير انتحاري وقع في محراب جامع الإيمان بدمشق وراح ضحيته أكثر من 42 شهيداً من طلاب العلم والشيخ رياض عدنان صعب إمام مسجد المحمدي في المزة فيلات بدمشق إثر استهدافه بعبوة ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية في سيارة مركونة أمام منزله كما استشهد في أيار إمام مرقد السيدة رقية في دمشق الشيخ عباس اللحام في تفجير انتحاري وفي تموز استشهد الشيخ أسامة توفيق الأعسر إمام جامع قرية القرير بريف بانياس في طرطوس برصاص المجموعات الإرهابية.
وفي نيسان 2014 استشهد الأب فرانس فاندرلخت بحي بستان الديوان بحمص القديمة في دير الآباء اليسوعيين برصاص مجموعات إرهابية بعد أن أمضى الأب الهولندي بسورية قرابة 50 عاماً في خدمة السوريين.. وآخرهم كان في تشرين الأول عام 2020 مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني بتفجير إرهابي استهدف سيارته لينضم إلى صفوف شهداء سورية الذين كتبوا بدمائهم نصر سورية الأبي.
المصدر :سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))