هوى الشام

تميزت الفنانة المصرية شويكار التي رحلت يوم الجمعة الماضية بأدوارها المتنوعة والمختلفة وعدم تصنيفها في قالب فني واحد، فقدمت الأدوار التراجيدية والكوميدية، والشريرة، وأكدت خلال الأيام الأخيرة من عمرها عدم اعتزالها الفن حتى لو ابتعدت عنه فترة طويلة.

لكن خلال السنوات الأخيرة مرت شويكار بالعديد من الوعكات الصحية، ففي عام 2016 تعرضت لكسر في الحوض وظلت في المنزل لفترات طويلة، وفي مداخلة تلفزيونية وقتها وصفت حالتها ” مدشدشة ” وبالرغم من أنها لا تقبل بزيارتها سوى للمقربين، لكن علاقتها بنبيلة عبيد وميرفت أمين ظلت مستمرة.

وشهدت الأيام الأخيرة رحلة قصيرة مع المرض، فأصيبت بالتهاب في المرارة التي انفجرت وأدت إلى وفاتها عن عمر 82 عاماً.

بدأت في خوض تجربة التمثيل منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، وصارت من أكثر الفنانات جماهيرية في مصر والعالم العربي، حتى لقبت بـ ” دلوعة السينما المصرية “.

الأرملة الجميلة:

التحقت شويكار بالمدارس الفرنسية، وعندما أتمت السادسة عشرة من عمرها، تزوجت من شاب ثري يدعى حسن نافع، أنجبت منه ابنتها الوحيدة “منّة الله”، وبعد عام واحد من الزواج، أصيب الزوج بمرض خطير، توفي على إثره بعد عامين من الزواج، لتصبح الصغيرة أرملة في الثامنة عشرة من عمرها.

في العشرين من عمرها، كانت تدير أملاك زوجها الراحل، وتواصل استكمال دراستها، وتربي طفلة صغيرة، لكنها مع ذلك لم تفقد أبداً شغفها بالحياة، ودلالها غير المزيف، ولم يستطع الحزن والحداد، أن يقضيا على حيويتها، فاستحقت جائزة الأم المثالية من نادي سبورتنغ الرياضي.

صلة عائلية مع المخرج السينمائي حسن رضا، كانت سبباً في دخولها عالم الفن، فشاركت في ثلاث مسرحيات، ثم مثّلت أول أدوارها في السينما في فيلم “حبي الوحيد” عام 1960.

ثم توالت عليها عروض التمثيل، حتى رُشحت لأداء دور البطولة النسائية أمام فؤاد المهندس في مسرحية “السكرتير الفني”، ومن هنا بدأت رحلة الثنائي الكوميدي الرومانسي، المهندس وشويكار، حتى طلبها للزواج، ثم استمرت حياتهما معاً عشرين عاماً، حققا فيها العديد من النجاحات الفنية، وعشرات الأفلام والمسرحيات، والاستعراضات التي لم تزل تحمل بصمة فريدة في عالم الاستعراض التمثيلي.

في عام 1980 انتهت علاقة الزواج بينهما بعد أن تسببت كزيجة ثانية للفنان الشهير، في الإطاحة بزواجه الأول، حتى أن المهندس لم ينكر أن زواجه من شويكار كان سبباً في كسر قلب زوجته ومرضها الطويل.

وصية:

كشف أحد أفراد أسرتها عن وصيتها، وأشار إلى أن شويكار أكدت عدة مرات بألا يكون لها سيرة ذاتية تُجسد في مسلسل أو فيلم، منوهاً بأنها كانت تتحدث بجدية، وأنها كانت تؤكد على أن الخصوصيات لا يمكن أن تظهر خارج إطارها الخاص؛ لأنها تراها شيئاً مقدساً.

كما كشف محمد فؤاد المهندس أن شويكار طلبت عدم إقامة عزاء لها حتى لا ترهق الناس بسبب ظروف البلاد وكورونا.