هوى الشام
صحفيو سورية الذين امتهنوا المتاعب وأصروا على تقديم جميع الاثمان من أجل الكلمة حيث استشهدوا واصيبوا وهجروا وفقدوا املاكهم وجابهوا اعتى ماكينات الاعلام في دول العالم لكنهم اليوم في عيدهم ليسوا بخير.
العاملون في صاحبة الجلالة يعانون الفقر المدقع ويشحدون أجور بيوتهم ومصاريف معيشتهم وينظرون الى رفاقهم ممن يعملون في وسائل الاعلام العربية والاجنبية على الارض السورية بعين الحسد والغيرة لعدم مقدرتهم على مواكبة التكنولوجيا وعدم توفر وسائل الاعلام الحديثة بين ايديهم كما هي متوفرة عند ادنى صحفي في العالم ويدفعون ضرائب لخزينة الدولة أكثر من محل يبيع في اليوم بقيمة مليون ليرة سورية.
الاعلاميون في سورية عملوا في اصعب واعقد الظروف وأخطر الاماكن خلال الازمة في سورية ومع ذلك انخفض معدل الاستكتاب لديهم من 400 الى 79 دولارا وارتفعت الاسعار عشرة اضعاف واتجه الصحفي الى العمل خارج اوقات دوامه باعمال لا تليق بسمعة الاعلام كسائق تكسي ومعقب معاملات وبائع خضار والسبب هو الجوع والفقر الذي لحق به دون من ينتبه الى حال السلطة الرابعة وأحوالها.
الاعلام في سورية وبالرغم من رفع رئيس الجمهورية في خطاب القسم الاخير لسقف الحرية الاعلامية ومطالبته بالتوجه الى الاعلام الاستقصائي الا ان الاعلام للاسف تحول من مهنة النبلاء الى مهنة الدخلاء لان القائمين على الاعلام تركوا الابواب مشرعة ليدخلها بعض المرتزقة ويديرون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية وليطغى الصحافي الفاسد الذي يبيع شهادته الكاذبة على الواقعة في سوق النخاسة على حساب الصحافي الصالح والناقد والذي همش وتراجع دوره كونه غير محبب في سوق الفساد الذي خلفته الأزمة في سورية.
حرية الصحافة مكفولة في الدستور ومع ذلك يقاد الصحفي الى محكمة مكافحة الجريمة الالكترونية للتحقيق معه لاي شكوى كيدية بحقه قبل التحقيق بملف الفساد الذي يشير اليه الصحفي في مقاله وبدلا من توجيه الصحافة الى النقد البناء واجراء التحقيقات المعمقة وكشف شبكات الفساد نرى ان الصحافة تواجه تكتيكات جديدة غير مسبوقة من حد حرية الصحفيين وهيمنة رجال الاعمال على وسائل الاعلام بغض النظر عن المعاناة التقليدية التي تعانيها القانونية والسياسية والاقتصادية فهل يراجع المعنيون بواقع الاعلام حساباتهم ويعيدون الهيبة للاعلام الناقد ؟؟
المصدر : شبكة تحقيقات الإعلامية