صفحاتنا تترجمنا بمفردة الحالة .. بقلم : مها الأطرش

خاص هوى الشام من مها الأطرش| شكرا للذي جعلنا وبعد حين نغوص في أعماقنا نحدد مشاعرنا ونرمز لها ونشير اليها ونوجهها فقد بات يسيرا بعد ان كان الاعتراف بالمشاعر سلبية كانت أم إيجابية أمرا شاقا يحتاج إلى الكثير من التدبير والتخطيط وفي أغلب الأحيان نلغي الفكرة ونبطلها لمجرد أن نشعر أنها قد تفهم خطأ أو قد تكون في غير مكانها أو..أو.. من الاحتمالات التي كانت تحول دوننا ودون اي وسيلة في تقديم الفكرة وترجمتها.

لابد ان بيت القصيد من الأسطر الأولى بات معروفا بحيث فهم القارئون أن الفيس بوك هو أداتنا للتعبير عما في داخلنا فهو اليوم وعبر نافذة “الحالة” عيادة طبيب نفسي يجلسك على كرسي العلاج ويستفزك بسؤال بسيط تستخرج عبره آلامك وأفراحك وآرائك وتوجهاتك لتعلن بالنهاية عن شخصيتك و عقليتك ومشاعرك فيقوم هذا الطبيب ” الفيس بوكي” بإفساح المجال للمعززات المحطية من ثناء وإطراء ومديح وتبادل أفكار عن طريق “التعليق” على الحالة التي بدورها تمنحك شعورا بأنك محبوب وتمتلك صفات رائعة يمكن لمن حولك اكتشافها كما يعبرون لك عن مدى أهمية حضورك ووجودك لتتزود من جتهك بطاقة إيجابية وثقة مفعمة بالأمل أنك شخص مميز.

ومن القصيد الأول نستنتج أن مستخدمي الفيس بوك بالمعظم باتوا يجدون من هذه الوسيلة صرخة أو متنفس يسمح لهم بإطلاق خباياهم في عالم افتراضي يؤمن لهم طريقا معبدا للوصول إلى قلوب الآخرين وتسجيل حضور متكرر قد يمنحك قدرة على التعبير أكثر من الواقع وحتى أنه تجاوزها إلى تقديم الواجبات الاجتماعية من تهنئة وتعازي ومواساة وغيرها.

ولكن حتى هذا العالم الافتراضي لا يخلو من النكسات والارتدادات النفسية والمزاجية التي يعبر عنها البعض بالعتب تارة وبالخصام تارة أخرى فحين يقول لك أحدهم ليش متجاهلني ماحطتلي ولا “لايك” أو أنت متصل لي مابتجاوبني ولا تتفاعل مع منشوراتي” بوستاتي”.

كلها مصطلحات تواصلية فيسبوكية أصبحت جزءا من حياتنا اليومية وعلاقاتنا الاجتماعية التي لا يغفل عنها القلب أوالعين ليس لأنها تقدم تكنولوجي ولا لانها ثورة عصرية بل لأننا نحن البشر نحتاج التواصل والتعبير نحتاج الثناء والتقدير نحتاج أن نكون حرفا أو معنى أو صورة تترجم إنساننا الكائن فينا.

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

Hawa

Recent Posts

مطالبُ إضافيّةٌ للمواطنين .. شعر : الدكتور جهاد بكفلوني

هوى الشام| كتب الشاعر والأديب الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة جديدة عن انتصار الشعب السوري وثورته…

4 أسابيع ago

مطالبُ المواطنينَ .. شعر : الدكتور جهاد بكفلوني

هوى الشام| كتب الشاعر والأديب الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة عن انتصار الشعب السوري وثورته المباركة…

شهر واحد ago

سوريا بعد التحرر من نظام الأسد .. قراءة في المشهد

خاص هوى الشام | إعداد : يسرا القرعان | مشهد ما كان بالإمكان تخيل حدوثه،…

شهر واحد ago

رواد العوّام.. روائي وناقد ومؤسس منصة جدل لرفع المحتوى الثقافي في المكتبة العربية

هوى الشام من وسام الشغري | إذا كانتْ كل الدروب تنتهي إلى روما فإن كلّ…

شهر واحد ago

الفنان الكبير موفق بهجت يعلق على مشاهد الفرح الشعبي بسقوط نظام الأسد

خاص هوى الشام من سامر الشغري | في حديثه إلى أصدقائه المقربين عبر سنوات، كان…

شهر واحد ago

اتحاد الكتاب العرب في سورية يضع نفسه تحت تصرف الحكومة الانتقالية

هوى الشام| بمناسبة بزوغ فجر الحرية الذي بسط شمس الخير والسلام والمحبة فوق ربوع وطنٍ…

شهر واحد ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.