هوى الشام|شهد مجال الصيدلة في سوريا استحواذاً شبه كاملٍ لعنصر النساء ليس فقط على مقاعد الدراسة بل أيضاً على الصيدليات المنتشرة في عموم المدن والمناطق السورية.
وكشفت إحصاءات رسمية أن عدد الصيدلانيات في البلاد يصل إلى نحو 18400 صيدلانية من بين 23000 صيدلاني في سوريا عموماً.
الصيادلة أكثر تجذرا من الأطباء
في هذا السياق أشارت نقيب صيادلة سوريا الدكتورة وفاء كيشي في تصريح خاص لـ “سبوتنيك” إلى أن “عدد الصيادلة في سوريا بلغ 23000 صيدلاني وأن نسبة الإناث تتراوح بين 80-75%، وهي نسبة قديمة منذ تأسيس كلية الصيدلة التي أطلق عليها الكثيرون اسم “كلية البنات” نظراً لعدد الطالبات الكبير الذي يفوق عدد الطلاب بشكل ملحوظ”.
وفيما إذا كان للهجرة دور في زيادة نسبة الإناث، ألمحت الدكتورة كيشي إلى أن الصيادلة أكثر تجذرا بالأرض، مؤكدة أنه: “ليس للهجرة أي دور في زيادة نسبة الإناث”، مضيفة أن”هجرة الصيادلة خلال سنوات الحرب الماضية كانت قليل جدا قياسا إلى هجرة الأطباء وأردفت: “ربما يكمن السبب في أن كثير من النساء يجدن أن مهنة الصيدلة خفيفة وأنيقة ونظيفة، لكن هذا لا يعني أنها سهلة بل تحتاج دقة وعناية كبيرة كونها مرتبطة بحياة وصحة البشر فضلاً عن علاقتها التجارية المباشرة مع معامل ومستودعات ومستوردي الأدوية”.
الصيدلانية ألطف
سوزان التي تخرجت عام 1980 وتعمل صيدلانية منذ 40 عاماً تحدثت لـ “سبوتنيك” وقالت “خلال دراستنا الثانوية اتفقت مجموعة من الزملاء الطلاب على دراسة الطب بعد الحصول على الشهادة الثانوية العامة فيما اتفقت مجموعة من الفتيات على دراسة الصيدلة وكنتُ إحداهن وأضافت “هذه المهنة تناسب المرأة لأنها ألطف من الرجل في التعامل وتتصرف بمهارة مع شرائح الناس كافة ومن كلا الجنسين، أما مهنة الطب فهي بحاجة إلى صبر وقوة تحمل كبيرة ولهذا فهي تناسب الرجل أكثر من المرأة”.
الأقوى في التفاوض التجاري؟
بدوره صرح الدكتور الصيدلاني أيمن السايحة والذي تخرج عام 2007 بالقول: “ليس من الغريب أن تجد من بين 1200 طالب وطالبة في كلية الصيدلة أقل من 200 طالب، والباقي طالبات، فالإناث يرغبن بدراسة الصيدلة كون مدة الدراسة خمس سنوات فقط، ويمكن لهن أن يباشرن العمل بعد التخرج مباشرة فيما تحتاج دراسة الطب البشري مثلا 12-10 عاماً وبعدها يمكن البدء بالعمل، ووفقاً لآراء المجتمع السوري، فإن الفتاة يمكن أن تتزوج وتنجب أطفالاً خلال هذه المدة الطويلة، وهذا ما يفسر توجه المرأة إلى هذا الاختصاص” مضيفاً أن “الرجل أقدر من المرأة في القضايا التجارية المتعلقة بالتفاوض واختيار الأفضل من الأصناف المتوافرة في السوق”.
مهنة نسائية!
من جانبها أوضحت دانة كلاس (وهي خريجة صيدلة عام 2013 ) أنها أحبت دراسة الصيدلة كعلم طبي مهم لزيادة مخزونها المعرفي، وقالت “مهنة الصيدلة مناسبة للمرأة أكثر كونها لا تحتاج إلى تنقل كون مكان العمل ثابت، أما الطب فمشواره طويل وفترات دوامه طويلة وصعبة فيما الصيدلة فهي تتطلب جهداً أقل وساعات أقل من الدوام”.
آمال الجباوي (خريجة صيدلة عام 2018) قالت: “إن الصيدلة مهنة مريحة بالنسبة للمرأة خلافاً للمهن الطبية الأخرى كالطب البشري وطب اﻷسنان فهي تتطلب جهداً أقل”، مضيفة أن “تعامل المرأة مع الزبائن أكثر مرونة من الرجل لكن العلاقة مع معامل ومستودعات اﻷدوية فتحتاج إلى رجل لأنها تتطلب مهارات تفاوض معينة يتفوق بها الرجل على المرأة”.
العودة إلى المناطق المحررة
في سياق آخر، أوضح عضو مجلس نقابة صيادلة سوريا الدكتور جهاد وضيحي في تصريح لـ سبوتنيك أن “عدداً كبيراً من الصيادلة السوريين عادوا إلى مناطقهم بعدما حررها الجيش السوري، وافتتحوا صيدلياتهم من جديد لا سيما في ريفي إدلب والرقة”.
وبيّن الدكتور وضيحي أن نقابة صيادلة سوريا تبذل جهدها لتقديم الدعم لجميع الصيادلة المتضررين لاسيما في المناطق المحررة وتحقيق الأمن الدوائي وتقديم الخدمة الطبية في تلك المناطق بشكل أساسي، وقال “لقد قدمت النقابة تسهيلات بما فيها معونات اجتماعية للصيادلة المتضررين خلال الحرب في جميع المحافظات السورية موضحاً أن عدد هؤلاء كبير”.
وتجدر الإشارة إلى أن نقابة صيادلة سوريا زودت خلال السنوات الأخيرة عدداً من المحافظات السورية بالأدوية بعد النقص الحاصل نتيجة الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، في ظل انتشار جائحة كورونا فضلاً عن الحصار الغربي المفروض على البلاد، والذي يربك القطاع الصحي والدوائي السوري ويعرقل تأمين حاجات السوق السورية من الأدوية والخدمات الطبية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
المصدر :سبوتنيك
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))