الفنون السبعة

عباس النوري: “الدولة اثبتت فشلها في رعاية الثقافة”

هوى الشام
وجه الفنان عباس النوري انتقادات لحال الثقافة في سوريا معتبرا أنه “لا يوجد سينما حقيقية”، وأن التجارب الثقافية التي تقدم بالعموم هي اقتراح تجارب.
وأشار في لقاء مع “بوسطة” إلى أن علاقته بالسينما “تساوي الصفر من حيث التعامل والفعالية”، مضيفاً: “إلى اليوم ليس هناك فيلم سينمائي سوري تمكن من بناء علاقة مع الجمهور”.
ولفت في حديثه إلى الجيل السينمائي الجديد القادم باستحقاقات اكاديمية غير مزيفة، قائلاً: “كيف سيتعامل هؤلاء ومنهم ابني مع واقع يرفض أفكارهم ومشاريعهم ومقترحاتهم والأبواب لا تفتح إلا لمن ناسب، وقد أذهب الى القول بأني لا أفضل لابني أن يعمل في بلده”.
ونوه إلى أن الثقافة الحقيقية هي الوحيدة القادرة على مواجهة “كل هذا التزوير في الواقع الراهن المعاش وفيما سلف”، وأضاف: “في تاريخنا حقائق نبتعد عنها لصالح تكريس التابوه والانتصار، وكأنه القيمة التي يجب أن نعيش على الافتخار بها، فكفانا افتخاراً وكذباً وتزويراً، نحن تعودنا أن نقرأ التاريخ من باب الإعلانات ومن باب البطولات، فلا نستطيع الحديث عن أي شخصية تاريخية مثلا إلا بإطار القداسة والتابوه والمحرمات”.
ولم يغفل صاحب شخصية (أبو عصام) في مسلسل (باب الحارة) انتقاد حال الدراما السورية معتبرا أن الوضع العام في البلد “لا يبشّر بوجود دراما حقيقية، الدراما الوحيدة تكمن في هذا السقوط المريع لكل منتج ثقافي وإعلامي درامي او غير درامي”، ونوّه إلى أنه لا يزال واقفاً عند “اعتقال مسلسل ترجمان الأشواق” حسب قوله، مضيفاً: “اعتقلت الدولة المسلسل وهي من انتجه، واعتقلت بذلك الحركة الإنتاجية كاملة”.
وعما إذا كان هناك أي خطوة تبشّر بأي انفراج، أوضح عباس أننا من الممكن أن نسمع عن تجارب لأعمال عدة، إلا أن معظمها “أعمال تشبه علب السردين، ليس لها قيمة على الاطلاق، والهدف منها الربح السريع”، لافتاً إلى أن تقديم وجبات فنية حقيقة إلى الجمهور تحتاج إلى ثقافة، والثقافة بحاجة إلى رعاية، يجب أن تأتي من الدولة “والدولة اثبتت فشلها في ذلك”.
أما في الحديث عن تكريمه المرتقب ضمن مهرجان الإسكندرية السينمائي، أعرب النوري عن أمنيته في أن نصل يوماً إلى مستوى الأصالة التي يتمتع بها المصريين، مشيراً: “الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان الإسكندرية أكبر مثال على ذلك، فهم أسموها باسم ناديا لطفي، واحدة من علامات السينما المصرية، وتساءل: “هل يمكننا أن نسمي أي مهرجان سينمائي باسم عبد اللطيف فتحي مثلا؟” وتابع: “طبعاً لا، فنحن نعنون دائماً بأسماء من تعودنا على تصديرهم في واجهة الثقافة على مستوى المسرح أو السينما”، مؤكداً أنه عندما نتوقف عن تصدير هذه الواجهات، من الممكن أن نعرف مثلا بالأثر المسرحي، موضحاً “بتاريخ المسرح في سورية، كان للناس الأُمييّن دور أكثر ريادة من كل الأسماء التي لمعت فيما بعد، حتى ممن حملوا شهادات دكتوراه وأتو بها من الاتحاد السوفيتي او غيره”.
واختتم عباس النوري حديثه بالقول: “الأصالة لدى المصريين أوصلتهم إلى احترام التراتب، ودعم من لديه مشروعاً ليكبر. أما لدينا، فالكثير من الناس لها مشاريع رُميت في القمامة لصالح أشخاص انتهازيين، قادرين على إيقاف أعمال المبدعين ومصادرة المشهد”.
Hawa

Recent Posts

الأديب محمد عامر المارديني يثبت هوية الأدب الساخر في مركز ثقافي القطيفة

هوى الشام من نبوغ محمد أسعد | أقام المركز الثقافي في القطيفة ندوة أدبية للعديد…

11 ساعة ago

إيلون ماسك يبحث عن موظفين لوزارته بهذه الشروط..

هوى الشام| يبحث الوزير المرشح لقيادة وزارة الكفاءة الحكومية في إدارة دونالد ترامب، إيلون ماسك،…

11 ساعة ago

مبعوث أمريكي إلى بيروت وتل أبيب غدا

هوى الشام| قال مصدر سياسي لبناني لوكالة "رويترز" إن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط آموس…

12 ساعة ago

الشتاء واحتراف الانتظار .. بقلم : شذى حمود

هوى الشام | على مدى سنوات من الحرب على سورية احترف السوريون انتظار كل ما…

13 ساعة ago

إعادة تأهيل ساحة العباسيين ومحيطها بدمشق

هوى الشام| أكد محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي وجود خطة لتأهيل ساحات العاصمة وتجميلها عبر…

14 ساعة ago

واشنطن تسمح لأوكرانيا ضرب العمق الروسي

هوى الشام| نقل موقع Axios عن مصدر أن الولايات المتحدة أبلغت نظام كييف بقرار الرئيس…

15 ساعة ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.