هوى الشام| الإعاقة التي أصيب بها نتيجة حادث تعرض له وسببت له شللاً رباعياً بالأطراف لم تقف عائقا أمام الحرفي عصام طلب لاستكمال عمله في ورشته الصغيرة فتمكن بأدواته البسيطة من إنتاج قطع فنية معجونة بروحه ومشاعره وخبرته الحرفية وفق تعبيره.
الشاب طلب أوضح لمندوبة سانا خلال وجوده في ورشته الصغيرة بمدينة التل بريف دمشق أن تطعيم الخشب بالصدف هو إحدى الصناعات التراثية العريقة والقديمة التي تميز بها الحرفيون السوريون على مدى التاريخ وساهمت بحمل اسم سورية وجودة صناعتها إلى جميع أنحاء العالم مشيراً إلى ضرورة دعم وحماية هذه المهنة ولا سيما في ظل الظروف الراهنة.
من أكثر المشاهد التي تمنح الشاب طلب السعادة حسب وصفه هي عند انتهائه من صنع أي قطعة ووضعها أمام عينيه قبل إرسالها للزبون والتحدث معها بكل أحاسيسه المفعمة بالإنجاز والأثر الذي تركه عليها.
ومن ورشته الصغيرة التي يعمل بها معه مجموعة حرفيين يتابعون عملهم بدقة وصبر تحدث طلب عن قصته التي بدأت بعد تعرضه لحادث تسبب له بشلل في الأيدي والأرجل فتوقف فترة عن العمل لأسباب صحية وبعد أشهر ورغبة منه بالعودة للحياة والإنتاج والعمل خضع طلب لبرامج تعليمية لصقل مهارته اللغوية وشارك في دورات عديدة بمساعدة أحد أصدقائه لتطوير لغته وإبراز موهبته بكتابة الشعر والقصص إضافة لعمله بحرفة الخشب ونتيجة ذلك كتب رواية والعديد من القصائد.
وبعد انتهائه من فترة التدريب على اللغة والكتابة الأدبية عاد طلب إلى ترميم ورشته التي أسسها قبل الحادث بمفرده وأخرج منها سابقاً مئات القطع الإبداعية نتيجة الخبرة التي اكتسبها على مر السنوات من بعض الحرفيين الذين رافقوه في عمله حيث بدأ حبه وتعلمه هذه الحرفة منذ أن كان عمره عشر سنوات ما مكنه من تطوير إمكانياته وخبرته واستقطاب العديد من الأيدي العاملة وتدريبها بعد فتحه ورشته الخاصة موضحاً أن المشروع انطلق بشخصين في البداية وحالياً يتجاوز العدد فيه ثمانية أشخاص يتمتعون بخبرة كبيرة في هذا المجال.
تطعيم الخشب بالصدف وخيط الفضة يحتاج إلى ذوق رفيع وموهبة وحب للمهنة هذه الأمور أساسيات العمل وفق طلب الذي يبين أنه بمجرد دخول قطعة الخشب إلى الورشة تتم معالجتها عبر مراحل تتم بوقتها ومكانها المحددين ففي البداية يتم حفر القطعة وتطعيمها بسيخ من العضم أو القصدير حسب رغبة الزبون وبعد الدق والحفر عليها تخضع للجلخ وتوزيع الصدف بالنقوش المحفورة وبعد تركها حتى تجف تخضع للجلخ اليدوي لتصبح على مساحة واحدة ليتم إخراج الخشب الزائد منها وحفها مرة أخرى.
ومن هذه المنتجات ما يتعلق بصنع المكاتب أو الأثاث المنزلي (لغرف النوم والسفرة والضيوف والصالونات) أو الزينة حسب طلب الذي لفت إلى أن أي قطعة أثاث تتكون من نحو 15 قطعة خشبية وسطياً من الجوز أو الزان.
ويجدد طلب تأكيده أن هذا النوع من العمل يحتاج إلى الإبداع والمشاعر العالية والابتكار لتحافظ هذه الحرفة على تميزها مبيناً أن قطعه وصلت إلى العديد من البلدان في الخارج ومنها لبنان والأردن ودول الخليج وزبائنه من هذه البلدان يحرصون على زيارته أثناء قدومهم إلى سورية واقتناء قطع مميزة من ورشته.
وضع طلب الصحي استدعى أن يكون أخوه وسام كاليد اليمنى له والذي يرافقه معظم الوقت وفي كل مكان حيث أوضح في تصريح لـ سانا أنهم ضمن الورشة يتابعون عملهم بدقة متناهية وجميعهم يضعون لمساتهم الخاصة على هذه القطع الفنية.
وشدد وسام على أن انتاج أي قطعة بشكل مميز يحتاج إلى التعاون وهو ما تشهده ورشة أخيه طلب فهناك فريق متكامل سبب هذا النجاح مؤكداً أن الشخص الذي يعمل بهذه الحرفة يجب أن يمتلك الصبر والموهبة ليتمكن من الإبداع معرباً عن أمله بإيلاء المزيد من الاهتمام والرعاية للحفاظ على الحرفيين العاملين بهذه المهنة ودعمها.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))