غزة عاصمة الأنفاق الأسطورية .. وإسرائيل تكتفي بالتوغل

0
220
الأنفاق الأسطورية في غزة

هوى الشام من مرام قباقلي | هل سيتجاوز الاحتلال الاسرائيلي المعضلة الكبرى ألا وهي الأنفاق الأسطورية التي حفرتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي حيرته وأرقته في ظل بدء هجماته البرية البربرية ومحاولته الدخول بضعة أمتار إلى قطاع غزة.

  • كيف كان التحرك العسكري داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد بدء معركة طوفان الأقصى :

من الأولويات التي شغلت الاحتلال هي أنفاق حركة حماس وكيفية التعامل معها ، فبعد استدعاء (400 ) ألف جندي للقتال وإجلاء المستوطنين في المناطق الحدودية المتاخمة لغلاف غزة وجنوبي لبنان ، بنى الاحتلال قرية طبق الأصل عن قرى غزة  في النقب و أسماها غزة الصغيرة وبدأ بالتدريبات على حرب المدن، واقترح خبراء ومحللون عدة حلول تبدو مستحيلة وهي استخدام الروبوتات في كشف مناطق الأسلحة أو استخدم غاز الأعصاب والاستعانة بفرقة السامور المدربة بخبرات أمريكية او إغراق الأنفاق ولكن هذا ما يزال غير كاف لحل معضلة الانفاق بسبب ندرة المعلومات عنها.

 

  • خطة الاحتلال الإسرائيلي في البدء بالتوغل البري:

بالرغم من انقسام الداخل الاسرائيلي بين معارض للهجوم البري حرصا على سلامة الأسرى وخوفا على الجنود الإسرائيليين من الوقوع في قبضة المقاومة ومؤيد متعطش للانتقام وتليمع صورة الكيان قام الاحتلال بعمليات توغل محدود لاكتشاف رد فعل المقاومة.

الخطوة الخجولة بالتوغل البري سبقها قطع الاتصالات والإنترنت وقصف عنيف لم يشهده القطاع سابقا وهي برأي محللين استرضاء للداخل الإسرائيلي، مع اليقين بأن الدخول بحرب برية يعني وجود كمائن ستكون مقابر جماعية لجنود الاحتلال وحتى اللحظة يرفض نتنياهو التوقيع على الخطة البرية للهجوم البري لمعرفته بأن جيشه غير جاهز للاجتياح البري ولابد من إعطائه فرصة للتدريب على خوض المعركة.

 

  • أنفاق أسطورية وأسلحة متطورة :

تعود فكرة الأنفاق نفسها إلى الاحتلال نفسه عندما بدأ بنظام الكيبوتس في عام 1948 حين قام  بالسيطرة على أراض زراعية يعيش ضمنها مجموعة من المحتلين وجاؤوا بفكرة حفر نفق تحت الأرض وبناء مصانع قالوا إنها تستخدم لصناعة الحليب لكنها في الحقيقة هي لصناعة  الأسلحة التي كان يتعطش الاحتلال للحصول على أكبر عدد منها لزيادة قوته وعتاده العسكري آنذاك ،  واستفادت المقاومة من هذه الفكرة في  عام 2001 بعد انتفاضة حجارة  الأقصى، حيث كانت تستخدم لنقل البضائع والمواد الغذائية ولا يتعدى طول أول نفق بضعة  سنتميترات ،  ومن ثم طورت المقاومة نفسها لتوسع الأنفاق وبنت شبكة  معقدة طورتها خلال العشر سنوات الماضية، فأصبحت قوة فولاذية وورقة ضغط يحلم الاحتلال الإسرائيلي بحرقها، بما تملكه من شبكة كهرباء وإنترنت ومكان لاجتماع القادة ومكان للأسرى وللمعتقلين ويبلغ طولها أكثر من 13 مترا تحت الأرض أما عرضها فهو غير معروف.

 

  • كيف صنعت المقاومة سلاحها:

عبقرية المقاومة لم تقف عند حد الأنفاق الأسطورية بل تعدتها للسلاح، حيث استفادت من مخلفات القذائف التي أطلقها المحتل عندما كان يجتاح القطاع، فمن بضعة صواريخ إلى معمل لبناء الصواريخ في الأنفاق ووجود المسيرات ونظام دفاع جوي اسمه( متبر وياسين ) وغيرها من الأسلحة المتطورة بإمكانيات محدودة ضربت القبة الحديدية ووصلت صواريخها حتى تل أبيب.

 

  • نتائج التوغل البري:

لم يعترف المحتل بهزيمته ضمن العمليات البرية المحدودة بل اعتبرها تمهيد للاجتياح البري ،فيما أعلنت المقاومة أنها أدارت المعركة بكفاءة عالية وأثبتت أنه غير قادر على التواجد داخل القطاع ، وأن الاحتلال ينتظره المزيد من المفاجأت  إذا دخله ،  برغم ما حملته من خسائر بشرية كبرى لأهالي القطاع،  حيث ارتكب الاحتلال (57) مجزرة وعدم مقدرة سيارات الإسعاف من الوصول إلى أماكن القصف أثناء قطع الاتصال ، وعُثر على جثث  ملقاة معظمهما من الأطفال والنساء  وأشلاء لم تعرف هويتها بعد عودة الاتصالات تدريجيا، وقد دمر الاحتلال 200 ألف وحدة سكنية.

وبانتظار ما ستحمله الأيام القادمة من المؤكد أن المقاومة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعدما ظن المحتل أنها ماتت مع انحياز وتطبيع بعض العرب، وهو ما توضحه الصور الواردة من العديد من العواصم العربية والغربية التي تشهد مسيرات طوفانية دعما لفلسطين وغزة والقضية العادلة.

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

لا يوجد تعليقات