هوى الشام
لم تعد الإضاءة مجرد إنارة لسوق، أو شارع، أو حي، أو بناء، أو ممر، أو غرفة، أو صالون.. وإنما باتت علماً قائماً بذاته، يسعفه في ذلك الفن، وتدعمه الفلسفة وعلم النفس.
ومرّت مرحلة الإضاءة المعمارية عبر التاريخ بعدة محطات، حيث في البدء كان ضوء النهار واللهب كمصدر للضوء الاصطناعي، ومع بداية العصر الحجري جاءت المصابيح والشعلات ليتم تكييف مصباح الزيت من خلال العديد من الابتكارات التقنية لتلبية مجموعة واسعة من المتطلبات.
وفي أول منافس لمصباح الزيت كانت إضاءة الغاز، حتى شرع المصباح الكهربائي في عمله الأكثر لمعانا منذ بداية القرن التاسع عشر، إلا أن الاختراق الفعلي كان بفضل توماس ألفا إديسون، الذي نجح في عام 1879 في تطوير المنتج الشامل المتوافق مع المصباح المتوهج، وعلى الجانب الآخر، كان لمصباح بخار الزئبق قيم إنارة مضيئة ممتازة، مما جعله منافساً للمصباح المتوهج.
وبعد جهود مضنية من البحث العلمي، بدأت جميع المصابيح القياسية التي نعرفها اليوم على الأقل في شكلها الأساسي، وكان لبعضها سلبيات أكثر من المزايا، بسبب مشاكل الوهج والظلال القاسـية، ليواجـه المتخصصــون في الإضاءة بعـد ذلك التحـدي المتمثل في التحكم بـكميات الضوء.
ويرى المهندس المعماري مجد أبو دياب المتخصص في فن الاضاءة المعمارية في حوار مع صحيفة الخبر أن البناء المعماري بمثابة الجسد الترابي الذي لا قيمة له بدون الروح والطاقة المنبعثة من النور المنبعث منه وهو مصدر الضوء والحركة والحياة.
وأشار أبو دياب الى أن فن الإضاءة يعتمد على مفاهيم ومتطلبات هامة تعتمد على برامج حاسوبية متخصصة، تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل المؤثرة بالضوء، ويسهم في توفير الجو الصحي لمكان العمل، ويساعد في زيادة الإنتاج ويخفف الإصابة بضعف النظر والارتخاء والكآبة.
وبين المتخصص بفن الإضاءة المعمارية أن الإضاءة المدروسة الجيدة تبرز الأشياء وتكون فعّالة ومؤثرة بالعناصر التي تسقط عليها، وتساعد في إبراز جمالية العمارة، والتماثيل، والنصب التذكارية، واللوحات الفنيّة الجداريّة المنفذة بالألوان الزيتيّة، أو بالتمبرا، أو بالفسيفساء والخزف، والنحت النافر أو الغائر، أو اللوحات الإعلانيّة الطرقيّة.
طلال ماضي- صحيفة الخبر