في اليوم العالمي لسلامة المرضى…جهود كبيرة لضبط العدوى خلال جائحة كورونا
هوى الشام
تعتبر سلامة المرضى خلال تلقيهم الخدمة الطبية في المؤسسات الصحية أولوية صحية عالمية حيث تظهر إحصائيات منظمة الصحة العالمية وجود نحو 134 مليون حدث ضار يقع كل سنة نتيجة انعدام مأمونية الرعاية بالمشافي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتأكيداً على ما فرضته جائحة كورونا من اتخاذ تدابير عالية لتأمين سلامة المرضى والعاملين الصحيين في الوقت نفسه اختارت منظمة الصحة العالمية موضوع “سلامة العاملين الصحيين…أولوية لسلامة المرضى” ليكون عنوان اليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2020 الذي يصادف في الـ 17 من أيلول من كل عام حيث يواجه العاملون الصحيون حالياً وعلى مستوى العالم تحديات كبيرة خلال عملهم لجهة علاج المصابين بالفيروس وضمان عدم انتقاله إليهم من بيئة العمل التي من الممكن أن تصبح بؤرة لتفشي المرض في حال عدم توافر وسائل الحماية الفردية بالشكل المطلوب والتزام الكوادر الصحية بها.
وفي سورية ومنذ عام 2009 بدأت وزارة الصحة بتطبيق مشروع اعتمادية المشافي ومتابعة نظام الإبلاغ عن أي حادث يتعرض له المريض داخل المشفى كما أطلقت العام الماضي مشروع الجودة معتمدة دليل “تقييم سلامة المرضى” الصادر عن منظمة الصحة العالمية.
وفي تصريح لـ سانا اعتبرت عضو فريق الجودة بوزارة الصحة ورئيسة وحدة إدارة الجودة بالهيئة العامة لمشفى دمشق الدكتورة سوزان النوري أن تخصيص يوم عالمي لسلامة المرضى مناسبة لتذكير المرضى والكوادر الطبية بالمخاطر المحتمل حدوثها في المشافي والمراكز الصحية خلال تلقي الرعاية الصحية موضحة أن مشروع الجودة بالمشافي يهدف إلى تقليل هذه المخاطر بتوفير بيئة رعاية صحية آمنة والتأكيد على الإجراءات المتخذة لحماية المرضى من خلال توفير الحماية في البنى التحتية للمشفى “الممرات والأدراج ونوعية الأرضية وآليات إطفاء الحرائق وتصميم البناء”.
ولتوفير بيئة آمنة في المشافي وتحقيق سلامة المرضى وفق الدكتورة النوري يؤكد فريق الجودة بالوزارة خلال جولاته على المشافي على إجراءات الوقاية ومنع العدوى لافتة إلى أن هذه الإجراءات باتت مطلوبة بشكل أكبر في ظل جائحة كورونا مشيرة إلى أهمية استمارات الإبلاغ عن الحوادث المعتمدة في المشافي لإجراء الدراسات الإحصائية وجمع المعلومات حول الأخطاء الطبية والحوادث داخل المشفى لمعرفة نمط تكرارها وكيفية تجنبها ومنع حدوثها مجدداً.
من جانبه أشار رئيس فريق ضبط العدوى في مشفى دمشق الدكتور شاكر ميقري إلى أهمية ما تسمى الاحتياطات القياسية التي تطبق كإجراء وقائي لمنع حدوث أي عدوى للمريض أو العامل الصحي وحتى لزوار المشفى ولا سيما في غرف العمليات والعناية المشددة وفي أقسام العزل المخصصة للحالات المشتبه بإصابتها بمرض معد كما هي الحال في جائحة كورونا التي نعيشها حالياً حيث يقوم فريق ضبط العدوى بتزويد أقسام العزل بكل وسائل الحماية.
وأكد الدكتور ميقري أهمية تدريب العاملين الصحيين على كل إجراءات الحماية الفردية والزامهم باتباعها كارتداء القفازات وقناع الوجه والبدلات وتعقيم الأدوات الطبية وكيفية التخلص من النفايات الطبية بحسب نوعها عادية أو مخبرية أو شعاعية إلى جانب تقديم اللقاح للعاملين الصحيين بشكل دوري كلقاح “الإنفلونزا” و”التهاب الكبد الفيروسي ب”.
ولفت صالح الصالح منسق الجودة بمشفى الباسل لأمراض القلب بدمشق وهو مدقق رئيس معتمد بنظام إدارة الجودة إلى أن اهتمام المشافي والقطاع الصحي بشكل عام بتحسين جودة الرعاية الصحية والالتزام بقواعدها ومعاييرها وسلامة المرضى محور أساسي تركز عليه المهن الصحية لتطوير المواصفات والاعتمادية الدولية للمشافي مؤكداً دور إدارة الجودة بالمشافي لضمان بيئة عمل آمنة للكوادر الصحية وللمرضى وتطبيق معايير ضبط العدوى ومنع وقوع الأخطاء الطبية والاستمرار بنظام الترصد وجمع البيانات وتثقيف المريض وذويه بكل ما يحقق السلامة الصحية.
وأشار الصالح إلى أن أهمية سلامة المرضى تتمثل في قلة الأخطاء والحوادث الطبية وحماية المجتمع من العدوى وتخفيف الأعباء التي تترتب على زيادة مدة علاج المريض بالمشفى وتجنب المساءلات القانونية والمالية.
يذكر أن الهيئة العامة لمشفى الهلال الأحمر العربي السوري بدمشق حصلت عام 2019 على شهادة الآيزو 9001-2015 المتعلقة بنظام إدارة الجودة العالمية بعد مشفى الباسل لأمراض القلب بدمشق التي حصلت على هذه الشهادة عام 2017.