هوى الشام
في مثل هذا اليوم الثلاثين من تموز عام 1930 جرت أول مباراة نهائية لكأس العالم بين الأورغواي المستضيفة وجارتها الأرجنتين، ويمكن القول إن منتخب السيليستي سجل ما يُعرف ببراءة الاختراع بوصفه المنتخب الوحيد الذي قلب تأخره مع انتهاء الشوط الأول بهدف لاثنين إلى فوز بأربعة أهداف لاثنين وهذا لم يحصل خلال إحدى وعشرين بطولة، فأصبح العيد عيدين في الأورغواي والفرح من كل الاتجاهات، الفرح والعيد بمئوية الاستقلال، الفرح والعيد بالفوز بلقب كأس العالم وترجم ذلك على أرض الواقع من قبل حكومة الأورغواي بجعل اليوم التالي لنهائي المونديال عيداً وطنياً رسمياً.
ولا بد من التذكير بأن ملعب سانتيناريو امتلأ عن آخره منذ الصباح حيث لم يبقَ قارب في الأرجنتين إلا وقدم للأورغواي ناقلاً المشجعين الهاتفين: النصر للأرجنتين والموت للأورغواي، وقام رجال حفظ النظام بجهود جبارة في تفتيش الداخلين للملعب مانعين دخول أي شيء إلى الملعب إلا الروح العدائية، ودانت الأورغواي بأكملها بالفوز للنجم ذي الذراع المبتورة كاسترو الذي صنع هدفين وسجل هدفاً في الشوط الثاني، وخيم الحزن والأسى على ستابيلي وزملائه بعدما تقدموا في النصف الأول 2/1 ولكنهم لم يستمروا متقدمين وبالتالي الثأر من أورغواي التي هزمتهم في نهائي أولمبياد 1928 ولا شك أن العيد الأكبر الممزوج بالفرحة التي لا يسعها الكون كان عند المحامي الفرنسي جول ريميه الذي سلم كأس البطولة والدموع تذرف من عينيه.
سجل للأورغواي دورادو وسيا وأريارتي وكاسترو (12 و57 و68 و89) وللأرجنتين بوسيللي وستابيلي (20 و37)، وجرت المباراة في مونتيفيديو بصافرة الحكم البلجيكي لانجينوس أمام 68346 متفرجاً.
الوطن