كريستيانو رونالدو..”يُصنع” في الصين

هوى الشام

في الوقت الذي أحدثت فيه الثورة الإقتصادية نهضة كبيرة في الصين وأفرزت “جنوناً ” في صفقات انتقال العديد من اللاعبين الكبار للعب في ​الدوري الصيني​، إلا أن تلك النهضة لم تساهم حتى الآن بشكل كبير في إيجاد تأثيرات إيجابية على كرة القدم التي ما تزال تبحث عن العودة إلى ما يمكن وصفه بحقبة التسعينات حيث كان ​المنتخب الصيني​ أحد المنتخبات التي يحسب لها ألف حساب في القارة الصفراء.

ولم يألوا المسؤولون الصينيون جهداً في استقطاب أبرز اللاعبين وتقديم عروض أشبه بالخيال إلى نجوم الصف الأول أي ​ليونيل ميسي​ و​كريستيانو رونالدو​ على الرغم من أن الأرجنتيني والبرتغالي يديران ظهرهما “حتى الآن” لتلك العروض ويفضلان البقاء في أوروبا.

لكن هذا الأمر لم يمنع مثلاً نجم ​ريال مدريد​ من الاستفسار عن الحياة في الصين وهو ما كشفه البرازيلي ​فيليبي سكولاري​ مدرب ​غوانغزو ايفرغراندي​ السابق حين أشار إلى أن رونالدو سأله عن تلك المسألة وهو ما دفع الكثيرين للتنبؤ بأن كريستيانو رونالدو قد ينهي مسيرته الكروية هناك.

مما لا شك فيه ان انتقال نجم بحجم كريستيانو رونالدو إلى الصين حتى ولو كان في السادسة أو السابعة والثلاثين من عمره، سيحدث ضجة كبيرة يمكن أن تنعكس إيجاباً على الكرة الصينية على كافة الصعد الرياضية والإعلامية وحتى التسويقية لدوري يقدم فرقاً باتت قادرة على الفوز بدوري أبطال آسيا والتأهل إلى ​كأس العالم للأندية​.

ربما يشكل انتقال رونالدو إلى الصين فيما لو حدث “ضربة معلم” خاصة وأن اللاعب البرتغالي سيأخذ معه كل الوهج الذي يحظى به الآن مع ريال مدريد وسيصبح الدوري الصيني أحد الدوريات التي ستشغل وسائل الإعلام العالمية وهذا سيضفي من دون أدنى شك فرصة لهذا الدوري من أجل تقديم نفسه بطريقة جديدة قد تكون مقدمة لهجرة المزيد من النجوم في السنوات المقبلة.

قد يكون من الصعب التنبؤ بنجاح تلك الخطوة بشكل كامل على الصعيد الفني، لكنها ستساهم بكل تأكيد في تعزيز التوجه نحو أفق جديدة لم تعرفها الكرة الصينية من قبل، بمعنى ان وجود رونالدو سيمنح المسؤولون هناك الكثير من الفرص من أجل تطوير القاعدة والشروع في إعداد جيل جديد يكون قادراً على التأهل إلى كأس العالم للمرة الثانية بعد الأولى عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين لاستضافة ​كأس العالم 2030​، فإن وجود نجم بحجم كريستيانو رونالدو هناك سيساهم في وضع الكرة الصينية على السكة الصحيحة لم تسهم كل التعاقدات العالمية حتى الآن في تحقيق تطلعات وآمال مئات الملايين من محبي هذه اللعبة في تلك البلاد الشاسعة.