صناعة سائل الجلي

هوى الشام|من محل صغير في قرية عين البيضا بريف اللاذقية بدأت إنعام شاهين مشروعها بصناعة سائل الجلي وبيعه بعد أن غادرت مع عائلتها مدينة حلب جراء الإرهاب واستقرت في عين البيضا التي تحتضن اليوم مشروعها (بريكس) وتنتج فيه نحو 15 صنفاً أدخلت فيها منتجات الطبيعة الغنية.

شاهين التي حصلت مؤخراً على شهادة الايزو 9001 وتستعد لطرح منتج جديد تتذكر بدايتها البسيطة مع وصولها إلى القرية وتقول في تصريح لمراسل سانا: أتينا إلى اللاذقية لا نملك شيئاً بعد أن هجرنا من حلب بسبب تهديدات الإرهابيين ومع الحاجة للعمل بدأت بإنتاج سائل الجلي بطريقة بدائية وتصنيع صابون الغار على الساخن وبيعه لأهالي القرية.

وخلال عملها تعرفت شاهين على دائرة تنمية المرأة الريفية التابعة لمديرية زراعة اللاذقية ومنها استطاعت الوصول لعرض منتجاتها خارج القرية عبر المعارض الأمر الذي ساعدها في تطوير أدواتها مشيرة إلى أن خطوتها المفصلية كانت بعد قرض حصلت عليه عن طريق الدائرة الأمر الذي ساعدها في التوسع بإنتاج أصناف جديدة وطرحها للبيع في صالة المرأة الريفية والتي نالت استحسان الجميع وزاد عليها الطلب.

ويساعد شاهين في مشروعها عائلتها و5 عائلات من القرية بالتعبئة والتغليف مع الاستفادة من الأفكار التسويقية والدورات التدريبية التي اتبعتها عن طريق مديرية الزراعة إضافة إلى إدخال خبرة عائلتها الأكاديمية والعلمية في التصنيع حيث إن زوجها دكتور في البيتروكيميا وابنها طالب في كلية الكيمياء بجامعة تشرين.

تصل منتجات شاهين التي تحمل اسم (بريكس) حالياً إلى مختلف المحافظات ولديها وكيل بدمشق وتتذكر بفخر أنها مع انطلاقة مشروعها كانت تبيع منتجاتها دون أي ربح مبررة ذلك أنها كانت تريد الترويج لمنتجاتها والتعريف بجودتها.

زوجها الدكتور في البيتروكيميا علي خربطلي لفت إلى أنه اضطر مع عائلته لترك مدينة حلب بعد تهديدهم من قبل الإرهابيين وترك كل ما يملكون فيها وقال: وجدنا في قرية عين البيضا بالعام 2012 الملاذ ومنها فكرنا باستثمار خبرتنا ودراستنا وخاصة مع الطبيعة في القرية الغنية بالزهور والصبار والألوفيرا التي يمكن استخراج الزيوت العطرية منها وانطلقنا منها لنكون وسطاء بين الطبيعة والمستهلكين.

ويضيف: طورنا طريقة التصنيع البدائية بإدخال مواد جديدة في التصنيع الأمر الذي شجع دائرة التنمية الريفية على تبني مشروعنا وتقديم منفذ بيع دائم لنا في صالة البيع الخاصة فيها.

ويرجع خربطلي النقلة الكبيرة للمشروع من غرفة صغيرة إلى ورشة كبيرة إلى جودة المنتج التي زاد معها الطلب الأمر الذي دفعنا لزيادة القدرة التصنيعية وتوسيع كادر العمل والتسويق بعد الحصول على قرض من الدائرة.

النقلة الأخرى التي يتحدث عنها الدكتور خربطلي كانت بحصول المنتج على شهادة (الايزو) واصفاً ذلك بأنه جاء نتيجة التعاون والمثابرة وتطبيق كامل معايير الجودة لافتاً إلى العمل حالياً على مشروع جديد لتصنيع الصابون من تكرير الزيوت المستخدمة ومعالجتها بطرق صحيحة وعلمية بما يسهم في طرح منتج مقبول من حيث السعر والجودة إضافة إلى أفكار جديدة لتوسيع العمل وشراء كميات كبيرة من المواد وتخزينها بطرق سليمة.

فريق العمل في المشروع ضم لاحقاً الابن أحمد خربطلي الطالب في كلية الكيمياء بجامعة تشرين وخطيبته نور حسين زميلته في الجامعة اللذين لفتا إلى أهمية توظيف الخبرات العلمية بالتطبيق العملي وهو ما انعكس إيجاباً على المنتج والدراسة في الوقت نفسه وبينا أنهما عملا أيضاً على الوجود في السوق وطرح المنتجات بأكثر من محل ومنافسة الشركات الكبيرة مع الحرص على تطوير المنتجات من حيث النوعية وبيان المواصفة وفائدة كل منتج مع التغليف المميز والجميل والالتزام بالمواصفة القياسية السورية لكامل المنتجات التي تصل إلى 15 منتجاً من صابون معطر وطبي وغار وشامبو ولوشن وكريمات نهارية وليلية وغيرها.

من جهتها أشارت رئيسة دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية زراعة اللاذقية المهندسة رباب وردة إلى أن الدائرة ومنذ انطلاقة عملها ركزت على النساء الريفيات لمساعدتهن لإقامة مشاريع مختلفة تتعلق بتمكين وتحسين وضعها المعيشي ومنح القروض لتصنيع وتأسيس مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر.

وبينت أن الدائرة تستهدف بدعمها حالياً 375 سيدة لكل منها قصة نجاح ومنها إنعام شاهين مشيرة إلى أن الدائرة تابعت عملها عن كثب عبر أخذ عينات وتحليلها بمخابر معتمدة وتقديم المساعدة التسويقية وعرض المنتج في منافذ البيع واتباعها دورات تدريبية ومنها على نظام الايزو حيث نجحت بعد مشوار لأشهر عدة بالحصول على الشهادة لأنها واظبت على نوعية مميزة للمنتجات ومطابقة للمواصفات القياسية السورية.

المصدر: سانا

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))