الشاعر منير خلف لـ هوى الشام: الكتابة للأطفال أشبه بالسير في حقول ألغام ومجلة فيحاء ستحاكي طموحاتهم وإبداعاتهم

خاص هوى الشام من نبوغ محمد أسعد | الأديب والشاعر منير خلف عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب له كتب متعددة في الشعر ودراسات أدبية مختلفة يلتزم بالأصالة واللغة ويكتب للأطفال بإحساس صادق وهو رئيس تحرير مجلة فيحاء الخاصة بالأطفال والتي انطلقت حديثا وخص موقع هوى الشام بالحوار التالي :

حدثنا باختصار عن انطلاقة هذه المجلة الجديدة ؟ وما هو ملخص منظومتها؟

جاءت مجلةُ (فيحاء) محاولةً بذْلَ ما في وسعها محاكاة لطموحاتِ أطفالنا في البحث عن الفائدة والمتعة والجمال، ولم تأتِ فيحاءُ لإلغاء ما كانت تنتهجُهُ مجلةُ: شام الطفولة، وإنّما جاء إنشاؤها استكمالاً لما بنى عليه زملاؤنا من قبلُ.

هل هناك شكل أو جنس أدبي ستهتمون به بصفتك شاعرا كبيرا .. أم أن الحال يتساوى بين كل الأشكال الأدبية؟

عندما يحاولُ أحدُنا أن يُمسِك بيد الآخر لا يقدّمُ إلا ما يحتاجه الآخر دون تقييد من المبادر، كذلك فمجلة فيحاء تفتح نوافذَ رحبة ومتنوّعةً أمام من يحتاج أن يُطلقَ عصافيرَ قلبه في الهواء الطّلْقِ أيّاً كانت أجناس تلك العصافير أو ألوانُ ريشها، المهم أن نكون على قدر المسؤولية في فتح المجال أمام أطفالنا ليعبّروا عن أحلامهم وطموحاتهم، ويدوّنوا أفكارهم بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم، وما تجودُ به قرائحهم الإبداعية سواءً أكانت رسوماتٍ أم كتاباتٍ نثريّة أو شعريّة أو على شكل خواطرَ أو سرداً قصصيّاً أو نصّاً مسرحيّاً.

ماهي الطريقة التي سوف تتعاملون معها في النشر للأطفال الموهوبين ؟
أبواب مجلة فيحاء مفتوحة أمام أطفالنا المبدعين للأخذ بيدهم وتشجيعهم، ولا شكّ أن كتابات الأطفال تُعرضُ أمام لجان خاصة بقراءة إبداعاتهم بلطف وعناية واهتمام، وتشذيبها من الأغلاط التي تسيء إلى بنية العمل، وقد تمّ تخصيص باب لإبداعات الأطفال تحت مسمّى: مبدعو فيحاء، أما في ما يتعلّقُ برسوماتهم فتنشرها المجلة لهم كما تشاء حركة ريشاتهم الطفوليّة الساحرة دون تدخّل فيها من قِبلنا البتّة.

هناك تراجع في المستوى الأدبي في الكتابة لأدب الأطفال لم تنتبه إليه وسائل الإعلام .. ماذا ستفعلون حيال ذلك؟

الكتابة للأطفال أشبه بالسير في حقول ألغام، نحاول قدر الإمكان أن نّقدّم لأطفالنا ما يناسبُ أعمارهم وتطلّعاتهم، وإنقاذهم من أجهزة التواصل التي قطعتْهم من تواصلهم مع ذواتهم من ناحية، وقطعتهم كذلك من جذورهم التاريخية،  وتراثهم الذي ينبغي الوقوف عنده، ولفت أنظارهم إليه والنهل من معينه، ومحاولة إعادة الرشد إليهم ودعوتهم إلى أحضان القراءة من الكتاب، وإرشادهم إلى حسن استعمال الأجهزة التي بين أيديهم واستغلالها بما ينفعهم.

حدثنا عن سبب التزامك بالشعر الموزون ؟وهل ستدعمون هذا النوع من الشعر في مجلتكم ؟

لا ينبغي أن يكون الدعمُ لصنفٍ معيّن دون غيره، إذ لا بدّ من إنارة الطريق أمامَ فِلْذاتِ أكبادنا، ومنحِهم مساحاتٍ واسعةً للتعبير عن ذواتهم وما تحتاجُ إليه أجنحتهم التّوّاقة إلى التحليق ليتنفّسوا هواءً نقيّاً صافياً.

 

لوحظ في الآونة الأخيرة دعم السجع على أنه شعر وخاصة عند الأطفال ..ما هو موقفكم من ذلك ولاسيما أن هذا يخرب الحالة الشعرية في المستقبل ؟

هذا لا يخرّبُ ذائقتَهم لأن النفس مفطورة على الجمال، وهم يبحثون عمّن يوصلهم إلى الطريق بصدق وإخلاص، هممهم عالية، ونفوسهم ظمأى إلى ماء المعرفة وسحر الطبيعة، واكتشاف المجهول، لذا لا بدّ من التفاؤل وزرع شتلاتِ أملٍ في تربة أرواحهم الخصبة.

ماذا يقول الشاعر منير خلف لأدباء الأطفال وللأطفال الموهوبين ؟

أشدّ على أيدي قلوبهم، وأسعى معهم إلى التزوّد من العلم والمعرفة، لنسيرَ معاً نحو الكتاب الذي هجرَهُ كثيرون منّا، نصاحبُهم ونصادقُهم، ونفكّرُ معهم وبهم، وبما تنضحُ به أفكارهم، نُعلّمهم ونتعلّم منهم الكثير، حتى نكون محطّ ثقتهم، ومأوى سرائرهم وموئلَ تطلّعاتهم القادمة.

ماهي طموحاتك التي لم تتحقق في عام مضى ..وهل لديك أمل في تحقيقها في عامنا الجديد،على الصعيد الثقافي .؟

ليس العام هو الذي يمضي، وإنما أعمارنا وأيامنا هي التي تنقضي، هي أوراقُنا التي تسقط من شجرة العمر، واللحظات الفارقة بين عام مضى وعام مقبل لا تُقاسُ إلا بما أنجزَهُ المرءُ أو بما يفكّر فيه ويحاول أن يترك أثراً مشرقاً وراءه، فالحكمة في من يُدرك الوقت قبل فواته، ويتعرّف إلى نفسه قبل أن تكتم الجهالةُ أنفاسَهُ، ويغدو في مهبّ النسيان ريشة لا قيمة لها.

ولو لم تكنْ يدُ الأمل حنوناً مربّتةً على أكتاف حضورنا ما استطاعت أصابعنا أن تنبت بصبايا الحروف وبنات المعنى، ولولا الأمل لسادَ الملل.

شكرا لك الشاعر منير خلف

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))