هوى الشام| بعد 231 عاماً على رحيلها الدموي، أظهر الفرنسيون الملكة ماري أنطوانيت مقطوعة الرأس في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية. ما قصة هذه الملكة؟ ولماذا تم استحضارها بهذا الشكل؟
هكذا أطلت الملكة أنطوانيت في حفل الافتتاح من شباك قصر “La conciergie” الذي سُجنت فيه فعلياً قبل قتلها، وهي ترتدي فستاناً أحمر زاهياً، وتحمل رأسها المقطوعة، فيما بدا شعرها مُصففاً بطريقة مُعقّدة وبلون برتقالي لافت يُذكِّر بألسنة اللهب. ولكي يكتمل المشهد غنّت أنطوانيت نشيداً ثورياً فرنسياً شهيراً تقول كلماته “سنشنق الارستقراطيين ونعلقهم بالمصابيح”، وذلك ضمن عرض قدمته فرقة ميتال فرنسية تدعى “غوجيرا”.
وماري أنطوانيت هي ابنة امبراطور النمسا فرانسيس الأول والامبراطورة ماريا تيريزا.
أشهر القضايا التاريخية التي طالت الملكة..
من أشهر القضايا التي طالت الملكة ماري أنطوانيت “قضية العقد” التي حصلت في العام 1785. وتتلخص القصة في أن امرأة محتالة تدعى جان دي لا موت خدعت الكاردينال دي روهان، وادعت أنها وسيطة للملكة ماري انطوانيت وأقنعته بشراء عقد ماسي باهظ الثمن باسم الملكة، لكنها سرقت العقد وهربت. غضب الفرنسيون عندما سمعوا بخبر شراء الملكة لقلادة ذات سعر خيالي وتحولت ماري انطوانيت إلى عدو الشعب رقم واحد. ورغم ظهور برائتها في ما بعد، إلا أن سمعتها تضررت بشدّة بسبب هذه القضية.
أما القصة الثانية التي ساهمت في صنع صورتها السلبية تاريخياً، فهي الجملة الشهيرة “إذا لم يجدوا الخبز، فليأكلوا الكعك” التي نُسبت زوراً إليها، علماً أنّ الفيلسوف جان جاك روسو هو الذي أورد هذه الجملة في كتابه “الاعترافات”، الذي ألّفه عام 1765، أي قبل أن تصبح ماري أنطوانيت ملكة فرنسا. وحتى اليوم لا يوجد دليل موثوق على أنّ ماري أنطوانيت قالت هذه العبارة أو أي شيء مشابه لها.
وأُتهمت ماري انطوانيت أيضاً بتبديد أموال الخزينة الفرنسية على أناقتها وحفلاتها الباذخة. لكن لا يمكن تحميلها وحدها نتائج الانهيار الاقتصادي الذي عانت منه فرنسا في تلك الحقبة، نتيجة لعقود طويلة من الإسراف والتبذير وغياب العدالة الاجتماعية وسوء الادارة من قبل الطبقة الحاكمة، بالاضافة إلى حروب لويس الــ 16 المكلفة، ومشاركة فرنسا في حرب الاستقلال الأميركية (1775 – 1783).
كان إعدام ماري انطوانيت جز من سياسة “حكم الإرهاب” الذي ساد أثناء فترة الثورة. وفي 27 آذار/مارس عام 1793، ألقى روبسبيير، أحد أبرز قادة الثورة الفرنسية خطاباً أمام المؤتمر الوطني مطالباً بقطع رأسها، معتبراً أنّها رمز للنظام الملكي الذي سعت الثورة للقضاء عليه، واتهمها بالتآمر مع القوى الأجنبية ضد فرنسا. حُوكمت ماري أنطوانيت في 14 تشرين الأول/أكتوبر عام 1793، واستمرت المحاكمة يومين فقط، قبل أن يتم اقتيادها في عربة مكشوفة في شوارع باريس وإلقاء القاذورات عليها من قبل الغوغائيين وصولاً إلى إعدامها بالمقصلة.
ورغم صورتها السلبية والإشاعات التي لاحقتها، كانت ماري أنطوانيت سيدة راقية شديدة التهذيب، وقد أظهرت نبلاً ولباقة وشجاعة في أحلك لحظات حياتها. ويُروى أنها أثناء اقتيادها إلى المقصلة، داست بالخطأ رجل الجلاد فاعتذرت منه قائلة “أنا آسفة سيدي”.
المصدر:الميادين
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))