لماذا يتعرض كل من يقتل حشرة الدبور في ألمانيا لدفع غرامة مالية !؟
هوى الشام
بارتفاع درجات الحرارة في أوروبا صيفا ترتفع أعداد الحشرات أيضا، التي تكون من ضمنها وأكثرها شيوعا الدبابير، فهي تسبب إزعاجا لكل من يحاول الاستمتاع بشراب بارد أو وجبة خفيفة في الخارج في حرارة أيام الصيف المرتفعة.
وقد تملي غريزة كل إنسان عليه بأن يقضي على الحشرة المزعجة فور تعرضها له، غير أن مثل هذا الفعل في ألمانيا على وجه الخصوص له عواقب وخيمة تصل حتى غرامات مالية كبيرة.
حيث يمنع القانون الفدرالي لحماية الطبيعة التعرّض المتعمد لحشرات الدبابير -إلى جانب حيوانات برية أخرى-، أو أسرها، أو إصابتها، أو قتلها دون سبب مقنع.
تختلف الغرامات المالية العقابية حسب الولاية التي ارتكبت فيها المخالفة، حيث قد يجبر الأشخاص الذين يقتلون دبورا واحدا على دفع غرامات مالية تتراوح بين 5000 يورو و50 ألفاً بسبب مخالفتهم لأحكام القانون الآنف ذكره.
يقول محامي حقوق الحيوان (أندرياس أكنهايل) أن التهديد الذي تشكله الدبابير يُساء فهمه غالبا من طرف الناس، حيث أن من بين عشرة آلاف نوع من هذه الحشرات؛ نوعان فقط قد يشكلان خطورة على البشر، وهذان النوعان عادة لا يقصدان الأماكن التي يتجمع فيها الناس أو يقطنون بها.
وأعقب (أكنهايل) بأنه على الرغم من أن أغلب الدبابير لا تشكل مصدر تهديد غير أن القانون يسمح ببعض الاستثناءات، حيث يخوَّل الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الدبابير من القضاء عليها قبل تعريض أنفسهم للخطر، وأشار أيضا إلى أن أي عملية إزالة عش دبابير غير مرغوب في منزلك في ألمانيا يتطلب منك الحصول على رخصة قانونية تسلمها لك السلطات المحلية، لكن الشركات أو المؤسسات المختصة في حل هذا النوع من المشاكل تملك تراخيصا مسبقة للتعامل معها، لذا إن اتصل أحد المواطنين بها فلا يصبح عليه القلق حيال الحصول على ترخيص أو ما شابه.
يقول (أكنهايل) أن هذه العقوبات والغرامات المالية كانت موجودة منذ سنوات كإجراءات ردعية، ويعقب بالشرح بأن قتل الحشرات كان له تأثير كبير على الطبيعة حيث أن الدبابير تساهم بشكل فعال في الحفاظ على توازن النظام البيئي من خلال قتل البعوض، والحشرات المضرة بالفواكه، وبعض الحشرات الضارة الأخرى، كما أنها تلعب دورا مهما في تلقيح الأزهار.
وأشار (أكنهايل) إلى أن هناك طريقة أقل ضررا في التعامل مع الدبابير المزعجة، مثل وضع صحن به حلويات في مكان بعيد حتى يشكل لها مصدر إلهاء، وأضاف محامي حقوق الحيوان بأن للثقافة والوعي دور هام جدا في حماية النظام البيئي، مشيرا إلى نجاح كبير تم تحقيقه من ناحية زيادة أعداد هذه الحشرات في المناطق الريفية كنتيجة لوعي المزارعين بضرورة تخفيف استعمال المبيدات فيها.