هوى الشام| ترى الكاتبة والمخرجة السورية لوتس مسعود، أن مهمة الفن عكس حالات عن الواقع، لا عكس الواقع كما هو، فهو «ليس نشرة أخبار»، كما تعتبر أن الكتابة ليست مهنة، أو قراراً يتخذه الشخص بأنه سيصبح كاتباً.
وتؤكد لوتس مسعود، أن الإمارات باتت اليوم أرض الأحلام لمعظم العرب، مشيرة إلى أنها استطاعت تحقيق ذلك التوازن المدهش بين التقدم الحضاري والتكنولوجي، وتعزيز ودعم الإبداع الإنساني الممثل بالفنون، وفي مقدمها المسرح.
*درستِ الحقوق قبل الانتقال لدراسة الصحافة التلفزيونية في لبنان، الآن أنت كاتبة ومسرحية ومخرجة سينمائية. ما الدوافع التي حدت بك إلى هذا التوجه؟ هل وجودك في أسرة فنية، الوالد الفنان الكبير غسان مسعود، والشقيق سدير، كان من بين هذه الحوافز؟
بالتأكيد تأثرت بجو العائلة التي أنتمي إليها، تأثرت بجو القراءة والثقافة في البيت، تواجدي مع شقيقي في بروفات مسرحيات والدي منذ الصغر جعلني أُغرم بهذا المكان، وأشعر بالانتماء إليه. في عمر مبكر بدأت أكتب ما يمكن اعتباره محاولات تشبه المسرح، وتحولت هذه المحاولات «الطفولية» إلى محاولات «مراهقة»، وصولاً إلى المحاولات الناضجة التي جعلتني أقدم «كأنو مسرح» و«هوى غربي»، وأخيراً «في رواية أخرى»، إلى جانب ما قدمته من أفلام قصيرة. لكن أعتبر أن إنجازي الأكبر هو ما قدمته في المسرح.
تحفيز
*ما الذي حاولتِ تقديمه في مسرحياتك: «كأنو مسرح» و«هوى غربي» و«في رواية أخرى»؟
أرى أن الفن يمكن أن يعكس حالات من الواقع، لا كما هو، لأنه ليس نشرة أخبار، حاولت في نصوصي قدر الإمكان أن أعبر عما مررنا به، في «كأنو مسرح» تحدثت عن الحرب وسواها، وفي «هوى غربي» تحدثت عن نتائج أخرى للحرب بعيداً عن الأحداث الأمنية، فيما تحكي «في رواية أخرى» عن الإنسان السوري الذي يعيش في ضياع، نتيجة ما مر به، وأين أصبح اليوم، أسئلة طرحتها دون إجابة، لأن مهمة الفن تحفيز عقل المشاهد.
الشراكة مع الوالد
*شاركك الفنان غسان مسعود إخراجياً في «كأنو مسرح»، و«هوى غربي». كيف كان التعامل بين الكاتب والمخرج في العملين؟
كانت مهنية جداً، مليئة بالنقاشات، بعيدة عن العواطف، دون مجاملات، مخصصة لخدمة العملين. الكثيرون يظنون أنه كونه والدي سيكون مرناً ومتساهلاً معي، العكس تماماً، كان حريصاً على ألا يمر شيء دون تحضير صحيح.
*كيف تنظرين إلى تجربتك السينمائية، وآخرها «الخروج إلى الداخل»؟
أحاول من خلال تجربتي السينمائية، ترجمة أفكاري إلى صورة، وإذا ما كنت قادرة على استخدام أدوات المخرج بدلاً من أدوات الكاتب لإيصال فكرة معينة، سواء في الفيلم القصير «اليوم الأول»، أو في فيلم «الخروج إلى الداخل» لاحقاً.
الكتابة ليست مهنة
*تقولين إن الكتابة ليست مهنة، كيف تشرحين ذلك؟
لا أرى الكتابة مهنة، لأن الإنسان لا يقرر منذ الصغر أنه سيصبح كاتباً، كأن يقول سأكون طبيباً أو مهندساً، الكتابة ليست قراراً أستيقظ صباحاً وأتخذه، إذا لم أمتلك حاسة استشراف التفاصيل من حولي بشكل مختلف وتوظيفها، من الصعب أن أكون كاتباً.
*كيف تقيمين الواقع الحالي للمسرح في سوريا؟
واقع المسرح في سوريا ليس صحياً، شأنه شأن أي مجال آخر طالما أن البلد في وضع غير صحي، وهذا يؤثر وينعكس على كل المجالات، وليس على المسرح فقط، لكن المهم أن هناك محاولات دائماً للحفاظ على المسرح وحمايته، هي قليلة لكنها مؤثرة.
الإمارات أرض الأحلام
*كيف تنظرين إلى واقع المسرح العربي حالياً؟ وما رأيك بما تقدمه الإمارات للنهوض بهذا الواقع؟
أحترم الحالات الموجودة على الساحة العربية، لأننا يوماً بعد آخر نغرق في التكنولوجيا والذكاء الصناعي، لذلك من المهم أن نعود لإنسانيتنا عن طريق المسرح. وفي هذا السياق تفتح دولة الإمارات آفاقاً مهمة جداً لكل العاملين في كل المجالات، فما بالك بالمسرح؛ الإمارات باتت اليوم أرض الأحلام بالنسبة لمعظم العرب، الذين يجدون فيها المجال والأفق لتحقيق تطلعاتهم. لقد استطاعت الإمارات أن تحقق ذلك التوازن المدهش بين تقدمها الحضاري والتكنولوجي، والفنون بمختلف أشكالها وفي مقدمها المسرح.
البيان – جمال الصايغ