هوى الشام |نجح السوريون على مدار نحو 9 سنوات في نشر جزء من ثقافتهم في مصر، لا سيما فيما يتعلق بنشاط المطاعم السورية، صاحبة الحضور الواسع في المحافظات المصرية المختلفة، والتي تعتبر منافسا قويا لباقي المطاعم والثقافات الغذائية.
ولم تكن الأزياء بعيدة عن ذلك التأثير، وهذا ما يمكن لمسه بشكل مباشر من خلال انتشار أزياء سورية في أوساط المصريات، لا سيما “الإيشارب السوري” بأشكاله ولفته الشهيرة.
ولجأت الكثير من المصريات إلى محاكاة أزياء نظيراتهن من السوريات، وكان لـ “الإيشارب السوري” النصيب الأكبر، لجهة سهولة ارتدائه وشكله الأنيق، فضلا عن انفتاح المصريين عموما على الثقافات المختلفة، ورغبتهم في تجريب كل ما هو جديد ملائم لثقافاتهم، بما في ذلك ثقافات الملابس.
وبالتالي، لجأ الكثير من التجار وأصحاب المحال المصريين إلى إدراج “الإيشارب السوري” ضمن بضائعهم، وذلك في ظل إقبال المصريات والسوريات المقيمات في القاهرة عليه.
ولم يعد الأمر مقتصرا على المحال والمصانع التي يديرها سوريون، وهذا ما يؤكده في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، مصطفى هاشم، وهو تاجر ملابس محجبات بمدينة الغردقة (جنوب شرقي مصر).
ويقول هاشم إن هناك انتشارا كبيرا لـ “الإيشارب السوري” مع إقبال الكثيرات عليه، باعتباره “جديد على المصريات وشكله لافت ومميز بخلاف السائد المعتاد”.
ويردف: “كنا نبيع فقط أزياء المحجبات العادية التي اعتادت عليها المصريات، والموضة الجديدة في أزياء المحجبات بما يتناسب مع الثقافة المصرية، إلى أن أدرجنا الإيشارب السوري ضمن معروضاتنا لكثرة الإقبال عليه، وسؤال الزبائن عنه بشكل مستمر”.
ومن الناحية الجمالية، تتحدث خبيرة موضة المحجبات زيزي العقيلي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلة: “الإيشارب السوري انتشر بشكل كبير في الفترة الأخيرة في مصر لعدة أسباب، أولها أنه سهل الارتداء دون أية دبابيس، إضافة إلى كونه عملي ومريح جدا، ويعطي شكلا مستديرا للوجه”.
وتوضح العقيلي أن “الإيشارب السوري” عبارة عن قطعتين، الأولى “باندانه” والثانية حجاب صغير مقفل كالخمار الصغير، من نفس اللون.
ويتم ارتداء “الباندانه” ثم الحجاب دون دبابيس، بحسب العقيلي التي أشارت إلى أن بعض الفتيات يترددن في تجربته خشية ألا يكون مناسبا لهن، لكنه “أنيق ويناسب الفتاة ذات الوجه المستدير، وكذلك الفتاة صاحبة الرقبة الممتلئة التي يمكن تغطيتها به بالكامل”.
وتلفت إلى أن “الإيشارب السوري” عملي أكثر في فصل الشتاء بشكل خاص، لا سيما حال ارتدائه على قطع الملابس التي تغطي الرقبة، معتبرة أنه “يعطي أناقة للملبس بشكل كبير”، فيما يتميز بفصل الصيف بأنه من القطن وخفيف.
وعن أكثر الألوان انتشارا، تشير العقيلي إلى ألوان الكحلي والأسود ودرجات الأبيض الداكن، وإن كانت الفتاة ذات بشرة بيضاء.
مصممة الأزياء مروة البغدادي، تقول في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “مصر والكويت من البلدان البارعة في لفات الحجاب المبتكرة”، مؤكدة أن “الشعب المصري يحب الجديد ويحب التجريب”.
وتوضح أن “اللفات السورية لا تليق على الجميع، وكل شخص لديه ذوقه الخاص.. وهي مميزة لصاحبات الوجه الكبير؛ لأنها تقطع جزءا من الوجه بتفاصيلها، وتساعد أيضا صاحبات الجبهة العريضة”.
ويؤكد أيضا أن “اللفة السورية منتشرة بجميع الألوان، ولا يرتبط ارتداؤها بفصل معين من فصول السنة، فهي ذوق شخصي فقط”.
المصدر:سكاي نيوز
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))