ماذا أراد بوتين من الأسد.. العملية السياسية ورسائل قمة سوتشي بقلم الدكتور محمد بكر
هوى الشام
استقبل الرئيس الروسي نظيره الأسد في سوتشي بحضور وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، اللقاء جاء في مرحلة خاصة ومفصلية من مجريات الحرب في سورية، ترسم فيها المعركة مع المجاميع المسلحة في الداخل خواتيمها وتؤشر للسيطرة على المزيد من الجغرافية لصالح الجيش السوري وحلفائه.
فيما تبقى المعركة مع الأطراف الإقليمية والدولية والرسائل السياسية التي تبعث بها حاضرة ،لم تسلم فيها تلك الأطراف نهائياً بمفرزات وواقع الميدان السوري .
من هنا يغدو الحديث بين الرئيسين عن الظروف التي باتت مهيأة لصياغة وإطلاق العملية السياسية شاملة الأطر في سورية كما جاء في التوصيف الروسي والتي تؤسس لخروج كافة القوات الأجنبية من سورية كما قال الرئيس الروسي، هو بمنزلة تثبيت النهايات وتعزيز الرؤى السياسية في صياغة حل سياسي نهائي طال انتظاره.
وتقليلاً من جملة رسائل ” العناد” التي يبعثها الأميركي وحلفائه سواء في التصعيد العسكري الأخير الذي تصدره الإسرائيلي بامتياز، أو لجهة الخطاب السياسي الحاد، وذلك لأن الروسي يدرك جيداً ووصلته تأكيدات بالجملة والمفرق أن كل التطورات والتصعيد العسكري في سورية خلال الفترة الماضية، لم يكن الهدف منه تدحرج الأمور لصدام عسكري مباشر ،وإنما لأهداف سياسية تكتيكية بحتة وهذا ماأعلنته صراحة فرنسا والكيان الصهيوني.
اللافت في لقاء الرئيسين بوتين والأسد هو الجزئية التي تم فيها الإشارة إلى قرار إرسال قائمة بأسماء المرشحين في الحكومة السورية إلى الأمم المتحدة للمشاركة في لجنة صياغة الدستور على أساس جنيف، وكذلك تمت الإشارة إلى المضي بمسار العملية السياسية وفق نتائج مؤتمر الحوار السوري في سوتشي ومؤتمر أستانا،
مايؤشر لرسائل سياسية تريد أن تبعث بها موسكو لواشنطن والمجموعة الدولية أساسها توافقي وينطلق ربما من إمكانية اقتسام ملامح وماهية المسار السياسي وفق محددات تراعي مفرزات الميدان أولاً، وتدفن أي حديث عن شروط مسبقة ثانياً، وماعدا ذلك فالباب مفتوح والطروحات المتوازنة مقبولة.
من هنا نقرأ ونفهم ماقاله رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة إلى أستانا بأن الثورة أخطأت عندما حملت السلاح وأنهم يسعون في الفترة القادمة إلى العمل السياسي فقط.
ثمة معروض سياسي تريد موسكو أن تروج له في سوق الخصوم يستند بطبيعة الحال إلى رؤية سياسية قد تكون مختلفة من حيث هامش المشاركة السياسية للمعارضة السورية في جسد التشكيل السياسي السوري الجديد، لامجال فيه للتفاوض على رأس هذا الجسد الذي هو بالتأكيد الرئيس الأسد.