هوى الشام من مرام قباقلي| ولادة طفل في غزة يعني أن تولد من رحم المعاناة وأن ترى أحداثا لا يقوى على احتمالها الكبار؛ أن تلفظ أنفاسك الأخيرة بعد قصف منزلك الذي كنت تظنه أمنا ؛ أن تنال الشهادة قبل أن ترضعك والدتك؛ أن تكون محاصرا في سجن كبير منذ ولادتك؛ أن تكون مختلفا عن أطفال العالم في الرعاية والتعليم واللعب فلا تحصل على قدر كاف بسبب الحصار؛ وهناك احتمال كبير أن يأتيك الموت في أي وقت.
أطفال صغيرة في قطاع غزة تواجه أحداثا لا يقوى الكبار على رؤيتها فالجيش الذي “لا يقهر” و كسرت شوكته منذ سبعة أيام في معركة طوفان الأقصى لم يجد وسيلة للرد على الكتائب الفلسطينية المقاومة التي أذهلته في حرب لم يسبق له أن واجه مثلها إلا بقصف المدنيين والأطفال والنساء العزّل الذين لا يملكون سوى رحمة الله فلا ملاجئ يذهبون إليها.
إجرام جيش الاحتلال الذي يتعرض له أطفال غزة في قصف وحشي متواصل دون رحمة أو شفقه لم يكن بجديد فقد سبق له أن ارتكب الكثير من المجازر بحق الأطفال الفلسطينيين من مجزرة صبرا وشاتيلا مع استمرار تعامي المجتمع والإعلام الغربي والدول الغربية الداعمة للكيان التي تحاول أن تتهم المقاومة باستهداف الأطفال في ادعاءات زائفة تستهدف الرأي العام الغربي والتغطية على إرسالها مئات الأسلحة والصواريخ المدمرة التي تقتل أطفال ونساء غزة.
وبالرغم من كل هذا ترى الأطفال الفلسطينيين يقاومون رغم كل لحظات الخوف والرعب من إجرام الوحش الإسرائيلي مع يقينهم بأنهم ليسوا بحاجة لقراءة تاريخهم هم يعيشون تاريخهم لحظة بلحظة؛ يتحملون ما لا تقوى أجسادهم الصغيرة على تحمله؛ صابرون واثقون بالنصر وبتحرير وطنهم؛ حيث نرى طفلا في مقطع انتشر يقول لأبيه (لا تخاف يا أبي وهو بجانبه في المستشفى بعد القصف؛ وطفلا آخر يضحك والرماد والدمار من حوله) هم يعلمون العالم درسا في البطولة والصمود.
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))