هوى الشام| يسعى الإنسان للعيش طويلا، ويبحث عن طرق للوصول إلى هذا الهدف، وهناك العديد من الدراسات التي تشير إلى احتمالية تحقيق هذا الحلم.
وآخر متوسط عمر، ورد في تقرير إحصاءات الصحة العالمية لعام 2019، سجل ارتفاع متوسط الزيادة في العمر بشكل عام، من 66.5 عام إلى 72 عاما.
المستقبل يحمل مفاجآت سارة
إلا أن المستقبل يبدو أنه يحمل الكثير من الأخبار الجيدة للراغبين في حياة أطول، ففي دراسة نشرت نتائجها مؤخرا مجلة “رويال سوسايتي أوبن ساينس”، أشارت إلى أنه يمكن للإنسان أن يعيش حتى سن 130 عاما أو أكثر، مؤكدة في الوقت ذاته أن هذا لا يزال “احتمالا ضئيلا”.
وعملت الدراسة بشكل أساسي على تحليل بيانات المعمرين الذين تخطوا عتبة 110 سنوات، وكذلك الذين تخطوا 105 سنة من عمرهم.
وعلى هذا الأساس تمكن الباحثون بقيادة أستاذ علم الإحصاء في مدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان أنتوني ديفيسون، من دراسة معلومات سجلتها قاعدة البيانات الدولية بشأن أكثر من 1100 شخص بلغوا سن 110 أو أكثر في 13 بلدا.
وتوصل الباحثون من خلال البيانات المتاحة إلى أنه من المحتمل أن يعيش الإنسان لسن 130 عاما، لكنهم في الوقت ذاته أكدوا على أنه من خلال عملية استقراء البيانات يمكن استنتاج “ألا حدود لأمد حياة البشر”.
غير أن الدراسة أشارت إلى أن خطر الوفاة الطبيعية يزداد مع التقدم في السن، مشيرة إلى أن احتمال الموت بعد الوصول إلى سن 110 يصبح 50%.
ويقول أنتوني ديفيسون، إن الحياة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص تصبح شبيهة بلعبة العملة المعدنية، “إذا جاءت على الصورة فأنت حي وإذا جاءت الجهة المقابلة فأنت ميت”.
ويؤكد ديفسون أن:
أي دراسة عن المتقدمين في السن تستخدم “أسلوب الاستقراء” سواء كانت هذه الدراسة طبية أو إحصائية.
ويشير ديفسون إلى أن وفقا للحسابات، تبقى فرص وصول شخص في عمر 110 إلى عمر 130 عاما لا تتجاوز “واحدا بالمليون”، ومشددا على أنها فرضية “ليست مستحيلة لكنها مستبعدة للغاية”.
صاحبة أكبر رقم قياسي في الحياة
يبقى اسم الفرنسية جان كالمان صاحبة أكبر رقم قياسي في تاريخ البشرية الحديث، والتي توفيت في عام 1997 عن 122 عاما، ولم يتجاوز هذا العمر أحد حتى الآن.
والآن تقترب اليابانية كاني تاناكا من تحقيق الرقم القياسي العالمي إذا حالفها الحظ وعاشت لأربع سنوات جديدة، فعمرها الآن بحسب السجلات الرسمية وصل إلى 118 عاما، ودخلت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية كأقدم شخص على قيد الحياة في العالم.
اليابان على القمة
وتتمتع المرأة اليابان بشكل خاص بمتوسط عمر كبير، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية تتمتع المرأة اليابانية بأطول متوسط عمر متوقع يصل في العالم إلى 86.8 عاما.
وتخصص اليابان يوما خاص للمسنين تسميه “عيد احترام المسنين”، وفي سبتمبر/أيلول الماضي أعلنت وزارة الصحة اليابانية أن عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 100 عام أو أكثر في اليابان وصل نحو 86 ألفا و510 أشخاص.
لماذا يرتفع عمر الإنسان؟
بشكل عام يتعلق أمر الحياة الأطول بعوامل كثيرة من بينها الحصول على رعاية صحية جيدة، والالتزام بعادت صحية محددة، وكذلك التطور العلمي الذي حقق انتصارات كبيرة في مكافحة الأمراض الشهيرة التي كانت تقصف عمر الإنسان في سن صغيرة.
وبالاطلاع على تقارير الأمم المتحدة ذات الصلة يمكن التوصل إلى أنه خلال القرنين الماضيين ارتفع متوسط عمر الإنسان بمعدل سريع وثابت، ففي الوقت الذي كان عمر الإنسان في أربعينيات القرن الماضي لا يتجاوز الأربعين عاما بكثير، تمكن من الوصل إلى 60 عاما مع بداية القرن العشرين.
ويرجع الباحثون ذلك إلى أنه كان نتيجة مباشرة لعصر الثورة الصناعية الأولى (العصر الفيكتوري) الذي كان من بين نتائجه التغذية الصحية والاهتمام بالنظافة وتحسين ظروف السكن والصرف الصحي.
ويشير الباحثون إلى أنه مع بدايات القرن العشرين وما شهده من تطور كبير على كل الأصعدة وخاصة في مجالات تحسين الأوضاع الصحية والتوسع في تطعيمات الأطفال ارتفع أيضا متوسط العمر لدى الإنسان، وخاصة مع النصف الثاني من القرن العشرين مع ظهور علاجات للأمراض التي تؤدي إلى الموت المفاجئ مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك دخل الإنسان القرن 21 وهو يمتلك متوسط عمر أكبر إذ بلغ متوسط عمر المرأة 80 عاما والرجل 75 سنة.
لكن هناك من يعتبرها أكذوبة
رغم الدراسات الكثيرة التي تتحدث عن زيادة عمر الإنسان، إلا أن هناك الكثير من الباحثين يرون أن هناك تضليلا في الأمر، أو مسائل يجب توضيحها عن الحديث عن عمر الإنسان، وهي أن ما يحسبه العلماء هو متوسط عمر الإنسان وليس عمر الإنسان، وفسروا ذلك بمثال أنه إذا ولد طفلين في وقت واحد، مات الأول قبل أن يتم عامه الأول بينما وصل الثاني إلى سن 70، هناك يكون متوسط العمر بينهما 35 سنة.
ولتأصيل تلك الفكرة يرجع العلماء إلى دراسة حقب زمنية قديمة من خلال دراسة الهياكل العظمية التي تم العثور عليها لأسلافنا من البشر كالإغريق والرومان والفراعنة، والتي تعزز الاعتقاد بأنه بالفعل قد وصل البشر غاية أعمارهم، وعدم صحة ما قيل أن هؤلاء الأسلاف لم يصلوا إلى سن الخمسين والستين.
ومن بين المؤيدين لهذه النظرية الباحث وولتر شايدل، المهتم بالتركيبة الديمغرافية للمجتمع الروماني القديم، إذا يؤكد على وجود فارق أساسي وجوهري بين متوسط العمر وطول العمر، موضحا: “بخلاف متوسط العمر كناتج إحصائي فإن طول عمر البشر لم يتغير كثيرا”.
مشيرا إلى أن الحسابات التي تستند إليه متوسط العمر صحيح، ويمكن أن يطلعنا على عدة أمور تتعلق بظروف معيشة الطفلين، “لكنه، في الوقت ذاته لا يعطينا صورة كاملة، ويكون قاصرا حين ينسحب على حقب كاملة، أو مناطق بعينها، شهدت معدلات مرتفعة من وفيات الأطفال”.
الفراعنة عاشوا مثل المصريين حاليا
وفي 2018 كشف وزير الأثار المصرية السابق، أن متوسط أعمار المصريين القدماء لم تختلف كثيرا عن المتوسط الذي يعيشه المصريون حاليا، وقال في لقاء تلفزيوني وقتها، إن بعض ملوك الفراعنة وصلت أعمارهم إلى 100 عام مثل الملك بيبى الثانى.
المصدر: سبوتنيك
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))