هوى الشام
تسببت الأعمال التلفزيونية التي تُعرض خلال شهر رمضان المبارك بحوادث عنف متعددة في تونس، رغم أن طبيعة هذه الحوادث اختلفت باختلاف الأفكار التي تسوق لها هذا الأعمال، وهو ما فسره أحد الباحثين بـ «التناقض» الكبير داخل المجتمع التونسي.
وقام طفل لا يتجاوز سنه 12 عاما بقتل أحد أقربائه (16 عاما) طعنا بآلة حادة، مبررا فعلته بأنه حاول تقليد «علي شورب» الشخصية العنيفة التي يسوق لها أحد الأعمال الدرامية.
فيما تعرض الناشط السياسي منذر قفراش لاعتداء شديد من قبـل مجهولين بعد «قبوله» بالتطبيع مع “إسرائيل” في برنـامـج المقـالب «شـالوم»، الـذي يسوّق لهذا الأمر.
ويقول الباحث الاجتماعي جابر القفصي نقلا عن تقرير اعدته جريدة القدس العربي «المجتمع عموما والتونسي خاصة أصبح يسمى مجتمع الشاشة، خاصة أننا نعيش حضارة الصورة، وهناك نوع من الموضة الاجتماعية التي تجعل كما كبيرا من الناس يذهب في هذا الاتجاه بشكل لاشعوري”.
وفي شهر رمضان تقوم وسائل الإعلام ببث ثقافة معينة تحت أرضية شبابية منفلتة وجامحة في صراع مع الثقافة العربية الإسلامية الأًصيلة التي تدعو للقيم، ولكن هذا السلوك الظاهر لدى الشباب يخفي سلوكا أصيلا متشبثا بالقيم والدين يظهر أحيانا حين تم مس هذه الرموز، وهو ما يؤكد وجود تناقض داخل المجتمع التونسي.
ويضيف: «ثمة تناقض في السلوك لدى الشباب التونسي، فمن ناحية ثمة دعوات للإفطار في رمضان ونزوع نحو الجريمة والتمرد على كل ما هو سلطة (بما فيها سلطة الأب)، ومن ناحية أخرى ثمة من يدافع عن القيم والدين، فأنا أعرف شبابا يحرقون (يقومون على هجرة سرية) وقد يبيعون المخدرات كي يرسلوا أهلهم للحج، وأيضا ثمة لصان سرقا قبل مدة محفظة شاب فلسطيني، لكنهما أعاداها له بعد دقائق مع الاعتذار بعدما اكتشفا أنه فلسطيني إذا هناك تناقض في السلوك الاجتماعي بين إكراهات الواقع وانغراس القيم في المخزون النفسي والذات العميقة للتونسيين، ولذلك أقول مجددا إن المجتمع التونسي يتميز بالتناقض”.
يذكر أن القضاء التونسي رفض في وقت سابق إيقاف مسلسل «شورب» الذي يتهمه البعض بالتسويق لشخصية اجتماعية عنيفة و«مريضة»، فيما تم إيقاف بث برنامج «شالوم» على إحدى القنوات الخاصة بعد مقاضات القائمين عليه من قبل عدة شخصيات وأحزاب سياسية بتهمة الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني.