هوى الشام
دير ماما قرية سورية في منطقة مصياف في محافظة حماة بلغ عدد سكانها 8500 نسمة في 2014 .
تقع على السفح الشرقي من الجبال الساحلية وتتميز بمناخها المعتدل صيفا والبارد شتاء وبغناها الجغرافي والثقافي والسياسي وتعتبر إحدى العلامات المميزة في تاريخ بلدات وقرى جبال الساحل السوري.
اهلها طبيون وذوي حس فكاهي يميزهم عن باقى القرى، ولهم باع طويل في الادب والسياسة وان كان فيها الكثير من المثقفين ولكن بقوا مغمورين من أباء ديرماما المعروفين ممدوح عدوان .
سكان ديرماما مسيحيون ومسلمون علويون وتشتهر بمحاصيل موسمية من الاشجار المثمرة كالزيتون والعنب والتين والجوز والمشمش، يستخدم الاهالي العنب في صناعة العرق والزبيب وأنواع الحلويات.
وفيما يخص تسمية القرية بـ”دير ماما” يقال إن التسمية أتت من اسم دير قديم جداً موجود في المنطقة، وهو دير القديسة “ماما”، والقرية قديمة جداً، ويمكن أن تكون من العصر الروماني، مع تجدد الاستيطان البشري فيها عبر عصور متتالية.
لقد عمل أبناء القرية منذ القدم بتربية دودة الحرير، وتميز عملهم هذا على مستوى “سورية” من حيث الكمية المنتجة والجودة، ولكن في الفترة الحالية ضعف هذا العمل ليس كسلاً من الأهالي، وإنما لعدم توافر البيوض المستوردة بالأساس من اليابان وبعض الدول الأخرى، وزاد اعتمادهم على شجرة الزيتون رغم ضعف المساحات الزراعية الخاصة بالقرية.
كما اشتهروا بصناعة “دبس الرمان” من النخب الأول، من ثمارهم المحلية والمشتراة من الأسواق الزراعية، حيث إن التجار يأتون من مختلف المحافظات لشراء كامل الإنتاج لجودته، إضافة إلى أنهم كانوا قد عملوا في فترات تراثية سابقة بصناعة “هبول التين، والبسط، والعبي، وحبال الشعر، وبيوت الشعر” الخاصة بأبناء البادية.
كما يوجد في القرية مغارة طبيعية أخرى تسمى “مغارة الشقفين”، وتوجد في القرية عشرات الينابيع العذبة الباردة كنبع عين الكنة ونبع عين جامع ونبع الحداد وعين القرية الوسطة والعين القبلية وعين بربور ونبع الشقفين وغيرها الكثير.
اشتهرت القرية في فترات سابقة بالكثير من الحرف التي امتهنتها عائلات بكاملها وأورثتها لأبنائها من بعدها، ومنها مهنة “الشَعَارة” أي غناء الشعر على الربابة أو المزمار، والحلاق الجوال، وصانع البسط؛ وحرفة نول الحرير، وصناعة الكراسي الخشبية الصغيرة، وصناعة دواليب الحرير والأنوال التراثية التي أنا شخصياً أملك واحداً منها، يعمل بشكل جيد جداً من حوالي 180 عام.