معلمة سورية تتحدى الحصار

هوى الشام|     إيماناً منها بأن البحث والتعلم هما مصدر التميّز وأصل التغيير نحو الأفضل، استطاعت المعلمة فاديا علي الفوز بمسابقة المعلم العالمي “Global teacher awards 2021″، ومسابقة المعلم المبدع الخبير من مايكروسوفت “Microsoft Innovative Expert Eduacator ( MIE 2021)”.

ولا يزال في جعبة علي الكثير من الأحلام المشبعة بالإرادة والتصميم، التي تتطلع لإحرازها وضمها إلى سلسلة نجاحاتها المتلاحقة.

عن مسابقة المعلم العالمي 2021 “Global teacher awards التي تمنحها منظمة AkS، وهي منظمة عالمية مقرها الهند تقوم على الشراكة بين جامعات عالمية ومؤسسات تعليمية وشركات برمجية لتقديم خدمات تفاعلية في مجال التربية والتعليم، تقول علي لـ”سبوتنيك”: “تقدمت بطلب المشاركة في المسابقة الكترونياً عبر منصة المنظمة، وأجبت على مجموعة كبيرة من الأسئلة التي تهدف لكشف مهارات المتسابق العلمية والتعليمية، بالإضافة لإرسال تسجيل وروابط لدروس ومحتويات تعليمية قمت بتصميمها، إذ قيّمت لجان مختصة هذه المحتويات التعليمية”.
وبينت علي أنها صممت عدد كبير من المحتويات التعليمية والفيديوهات والاختبارات التفاعلية، كما سجّلت بث لعدة دروس ونشاطات تطوعية وأرسلتها إلى لجنة المسابقة، وجاءت النتيجة بالفوز.
وأضافت علي: “كما تمت دراسة السيرة الذاتية للمشاركين، والتأكد من عناوين المؤسسات والنشاطات التي قاموا بها من خلال التواصل مع زملاء لهم، ناهيك عن قيام المنظمة بمراسلة بعض الشخصيات العلمية الاعتبارية كنوع من التوصية والاعتراف بنشاط المتسابق في بلده”.
وبينت علي أنه شارك في المسابقة أكثر من 12000 معلم من 110 دول، بينها دول بارزة علمياً مثل روسيا، ألمانيا، اليابان، كوريا، ايطاليا، اسبانيا.

ومن أبرز الدول العربية المشاركة إلى جانب سوريا، أشارت علي إلى تونس، مصر، الأردن، الكويت، الإمارات، لافتة إلى أنه من المقرر إقامة حفل تكربم الفائز 10 تشرين الأول القادم في مقر منظمة AKS.

وتسعى منظمة “Aks” لاكتشاف المعلمين الرائدين في مجالهم و القادرين على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم و القادرين على دمج التكنولوجيا في التعليم و ابتكار وسائل تعليمية ملهمة وخاصة أصحاب المبادرات التطوعية والقادرين على العمل الفعّال والمؤثر حتى خارج الغرف الصفية في مجتمعاتهم

وعن المسابقة الثانية، المعلم المبدع الخبير من مايكروسوفت “Microsoft Innovative Expert Eduacator ( MIE 2021)” والتي تحمل شعار “Connecting The world Through education”، قالت علي: “منذ عدة سنوات أتاحت شركة مايكروسوفت منصة خاصة بالتربية والتعليم Microsoft Eduactor، حيث يمكن للمشتركين بها الخضوع لدورات تدريبية اون لاين حول استخدام التكنولوجيا في التعليم وفي نهاية كل دورة تدريبية يتقدم المتدرب لاختبار، وتحتفظ منصة مايكروسوفت بملف انجاز لكل مشترك”.

وأضافت علي: “رغم الحصار التقني والبرمجي على سوريا و رغم المعاناة والتحديات العديدة تمكنت من إنهاء 70 درس تدريبي في منصة مايكروسوفت التعليمية و حققت درجة 100 من 100 في 30 درس منها، وصممت أكثر من 120 محتوى تعليميا تفاعليا وسجلت عدة فيديوهات تعليمية وقمت بإرسالها إلى لجنة المسابقة، وتكللت جهودي بالفوز”.
وتبحث برامج Microsoft Innovative Educator (MIE)، حسب علي، عن المعلمين العالميين أصحاب الرؤية الملهمة والخلاقة الذين يستخدمون التكنولوجيا لتمهيد الطريق أمام أقرانهم من أجل تحقيق نتائج تعليمية أفضل للطلاب. هذه مجموعة متنوعة من البرامج لمساعدة المعلمين الذين بدؤوا للتو هذه الرحلة

وتابعت علي: “عندما يصل ملف إنجاز المشترك إلى مستوى معين من المهارة، ويصبح ماهراً في دمج التكنولوجيا في الفصل الدراسي، يمكنه الترشح للانضمام إلى برنامج مسابقة MIE Expert للعمل عن كثب مع Microsoft وقيادة الابتكار في التعليم”.

 

معلمة سورية تتحدى الحصار

وخلال التقدم يخضع المتسابقون أيضا لاختبار “اون لاين” يتضمن أسئلة تقيس مهاراتهم في تصميم الأنشطة التعليمة التفاعلية و مدى معرفتهم ببرامج “Micrrosoft Educator”.

الفوز بمسابقتين لا صلة بينهما سوى أن صدفة زمنية جمعت بين مواعيد الإعلان عن نتائجهما خلال يومين متتاليين، زاد من شعور علي بالمسؤولية إذ قالت علي: سيدفعني ذلك للمزيد من التعلم وتطوير الذات و الكثير من العمل الجاد و الدؤوب، وتضيف: “الفوز ثمنه غالٍ جداً وهو أن تراكمه بنجاحات أخرى تضاهيه وتجعل اسم سوريا موجود دائماً في المحافل العلمية الدولية”.

الحصار المفروض على سوريا صعّب على علي مهمتها التي وصفتها بالشاقة، مضيفة: أفخر بتمثيل الشباب السوري في هذه المسابقات العالمية رغم ظروف الحرب و الحصار الذي تتعرض له ليس فقط اقتصادياً و سياسياً و إنما أيضاً حصار تقني وبرمجي.

 

معلمة سورية تتحدى الحصار

وأضافت علي: “واقع حال الحصار التقني جعل مهمتي شاقة جداً حيث كنت استغرق في بعض الأحيان ساعات و أيام لإنجاز محتوى رقمي، ثم أفقده بعد أن يتم إغلاق الروابط و التطبيقات وتصلني رسالة ( غير متاح لبلدك)”.

وتابعت علي: “رغم ذلك، لم ايأس بل على العكس زاد تصميمي على مضاعفة الجهد والعودة من الصفر وتكرير المحاولة مرات عدة دون كلل أو ملل لمدة عام كامل”.

وبغبطة مشبعة بالثقة بالنفس، أردفت علي: “سوريا أرض ولاّدة ومتجددة، والشباب السوري ذو إرادة فولاذية قادرة على تحدي كل الظروف، و الأمثلة عن تميز الشباب السوري محلياً و عالمياً كثيرة جداً”.

وبينت علي أنه بهد فوزها بالمسابقة، ستقوم ماكروسوفت بإبرام عقود مع المعلمين الفائزين من كل دول العالم اعتباراً من٢٨ أيلول الجاري، وتضيف: اعتباراً من مطلع العام القادم سأكون سفيرة لمايكروسوفت في بلاد الشام، وسأعمل “أون لاين” على تصميم بعض المحتويات التعليمية.

وتتابع: “الطموح لا يقف عند هذا الحد وإنما سيكون هذا الفوز اساساً لتحقيق إنجازات أكبر لأترك أثراً أكبر في الطلاب من جهة، ورفع اسم سوريا في المحافل الدولية من جهة أخرى”.

 

 

وفي سجل علي الكثير من النجاح والتميز، فهي حائزة على شهادة تميز لفوزي على مستوى سوريا في الأولمبياد العلمي للمدرسين عام 2018، وحاصلة على وسام باحث ناشط و باحث مبادر من جامعة المدينة الماليزية الافتراضية عن نجاحها في دورات صناعة المحتوى التعليمي الرقمي السمعي لأطفال صعوبات التعلم و تصميم مواد تعليمية مجانية باللغة العربية والإنكليزية في ظل جائحة كورونا 2020، ناهيك عن تكريمها من قبل وزير التربية لمساهمتها في تعويض الفاقد التعليمي خلال فترة الحظر في ظل جائحة كورونا.

كما لعلي مساهمات عدة في مجموعات بحثية وعدة مقالات منشورة و اتبعت عدد كبير من الدورات العلمية التخصصية و التأهيلية في التربية والتعليم بالإضافة كما ساهمت في عدة مبادرات تطوعية محلية وعالمية وحققت إنجازات عدة.

المصدر: سبوتنيك

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))