مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. صراع محتدم بين بايدن وترامب
هوى الشام
بدأ ملايين الناخبين في الولايات المتحدة اليوم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وجو بايدن نائب الرئيس السابق عن الحزب الديمقراطي في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الصراع في ولايات متأرجحة بين الطرفين وقد تكون لها الكلمة الفصل في تحديد الفائز.
وتشهد العاصمة الأمريكية واشنطن إجراءات أمنية استثنائية قبيل بدء الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في وقت تم فيه تطويق البيت الأبيض بسياج أمني كبير إضافة إلى إغلاق شوارع العاصمة تحسباً لأي صدامات محتملة بين أنصار ترامب ومعارضيه وعلاوة على حراس البيت الأبيض من عناصر الخدمة السرية المسؤولة عن سلامة القيادة العليا الأمريكية هناك أيضاً 250 فرداً من احتياطي الحرس الوطني من المخطط أن يدعموا شرطة المدينة عند الضرورة.
وقال مسؤولون في واشنطن إن 7 مجموعات على الأقل قدمت طلبات خلال الأيام القادمة لإجراء مظاهرات احتجاجية فيما يتوقع أن تجري مظاهرات ضخمة في ساحة “حياة السود مهمة” قرب البيت الأبيض.
وتستخدم الولايات المتحدة نظاماً يعرف باسم “المجمع الانتخابي” الذي يشمل 538 صوتاً ويفوز المرشح الذي يتمكن من جمع 270 صوتاً بينما لا يكسب الانتخابات دائماً من يحقق العدد الأكبر من الأصوات الشعبية على المستوى الوطني.
وتكتسب الولايات المتأرجحة ما بين ترامب وبايدن أهمية كبرى وغير مسبوقة هذا العام نظراً لعوامل كثيرة بما فيها حالة الغليان الشعبي بسبب التمييز العنصري والمواجهات بين الأمريكيين البيض والمتحدرين من أصول إفريقية ولاتينية إضافة إلى التفاوت الطبقي ومشكلاته المتراكمة.
وفي الوقت الذي تمتلك فيه الولايات المتأرجحة القول الفصل في انتخابات هذا العام فإن خريطة الانتخابات التي أعدتها شبكة سي ان ان أظهرت أن الصراع بين ترامب وبايدن يكمن في عدة ولايات متأرجحة تتمثل بكل من أريزونا ولها 11 مندوباً في المجمع وفلوريدا 29 مندوباً وجورجيا 16 وماين مندوب واحد أما ولايات كارولينا الشمالية وأوهايو فلها 15 و18 مندوباً على التوالي.
ومن المتوقع أن تصل تكلفة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانتخابات الكونغرس هذا العام إلى 14 مليار دولار وفقاً لحسابات أجراها مركز السياسة المستجيبة وهي مجموعة غير حزبية تراقب الأموال في السياسة.
وعشية الانتخابات بذل ترامب وبايدن محاولات مستميتة لكسب الأصوات في ولايات تشهد منافسة كبيرة بينهما في حين تظهر استطلاعات الرأي في الولايات الرئيسة الجنوبية فلوريدا ونورث كارولينا وأريزونا نسباً متقاربة.
وأشارت أحدث استطلاعات نوايا التصويت عشية الاقتراع إلى أن بايدن يتقدم بحسب متوسط استطلاعات الرأي الذي حدده موقع ريل كليربوليتيكس الأمريكي على ترامب بحصوله على 51 بالمئة من نوايا التصويت.
إلى ذلك أدلى أكثر من 9 ملايين ناخب أمريكي في ولاية تكساس بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية حيث ذكرت صحيفة تكساس تريبيون أن 9.719.100 ناخبين أمريكيين أدلوا بأصواتهم بشكل مبكر اليوم في الولاية أي ما يعادل 57 بالمئة من إجمالى الناخبين المسجلين فيها متجاوزين بذلك إجمالي عدد الأصوات المدلى بها عام 2016 والذي بلغ 8.969.226 في الانتخابات العامة.
ووفقاً لمشروع الانتخابات الأمريكية بجامعة فلوريدا أدلى أكثر من 99 مليون أمريكي بالفعل بأصواتهم مبكراً إما شخصياً أو عن طريق البريد حتى مساء أمس وهو إقبال قياسي مدفوع بالاهتمام الشديد بالانتخابات والمخاوف من التصويت شخصياً في يوم الانتخابات بسبب جائحة كورونا.
وفي سياق متصل أعلنت السلطات في بلدة ديكسفيل نوتش وهي بلدة صغيرة في نيوهامشير قرب الحدود مع كندا عن نيل المرشح بايدن كامل الأصوات فيها وعددها 5 أصوات.
وأجرت البلدة التصويت بعد دقائق من منتصف الليل لتصبح إحدى أوائل البلدات التي تجري وتحصي نتائج الانتخابات فيها حيث لم يهتم الناخبون في المدينة من الوقوف بطوابير التصويت باعتبار أن هناك 12 ساكناً فقط في هذه البلدة.
ترامب استمر عشية الانتخابات بكيل اتهامات غير مدعومة بأدلة للاقتراع عن طريق البريد مشيراً إلى أنه سيرسل محامين لمراكز الفرز إذا واصلت الولايات عملية إحصاء الأصوات بعد يوم الانتخاب كما أنه نشر تغريدات محرضة على موقع تويتر حيث قال “إن حدوث عمليات غش في ولاية بنسلفانيا سيؤدي إلى عنف في الشوارع” ووصف قرار المحكمة العليا بشأن التصويت في الولاية بأنه خطير جداً”.
ووضع موقعا التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك علامة تحذير على المنشور كما أرفق تويتر مع التغريدة ما يفيد بإخلاء مسؤوليته قائلاً إن محتواها “محل خلاف”.
وكانت المحكمة العليا سمحت الأسبوع الماضي بتمديد المهلة الزمنية اللازمة لتلقي الأصوات الواردة بالبريد في انتخابات الرئاسة المقررة اليوم في بنسلفانيا ونورث كارولينا وهما ولايتان محوريتان في فرص فوز ترامب على خصمه جو بايدن.