هوى الشام| خمسة وعشرون عاما مرت خفافا كما لو أنها أعوام معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة… أعوام تحاول ناتاليا كولونسكيخ، روسية الأصل، أن تسترجع سريعا كيف انقضت وماذا فعلت خلالها، لتلمع عيناها وهي توجز أنها استطاعت خلال تلك السنوات أن تعلم اللغة الروسية لمئات الطلاب الذين لن ينسوا ماذا قدمت لهم.
تروي كولونسكيخ لوكالة “سبوتنيك” قصتها بأكثر ما يمكن من اختزال: “قدمت إلى سوريا قبل 25 عاما، بعد أن تعرفت على الدكتور علي الراهب في جامعة موسكو حيث كنت أدرس الهندسة فيما كان الراهب يحضّر للدكتوراة، تزوجنا وانتقلت للعيش معه في مدينة اللاذقية على الساحل السوري”.
وتضيف كولونسكيخ: “في البداية، تخصص مركز الراهب التعليمي الذي قمنا بافتتاحه، بتقديم دروس في المعلوماتية واللغات (الإنجليزية والفرنسية) بالإضافة للغة الروسية، إلا أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك إقبال على تعلم اللغة الروسية سوى عدد قليل جدا لأشخاص كانوا يريدون السفر إلى روسيا إما للعمل، أو لمنحة دراسية، فكانوا يسجّلون في المركز لتعلم اللغة الروسية قبل شهر من موعد سفرهم لتعلم مبادئ وأساسيات اللغة التي سيتحدثونها ويتلقون العلوم من خلالها”.
واستدركت كولونسكيخ: “لكن، بعد إدخال اللغة الروسية إلى المنهاج المدرسي وجعل الطالب يختار في الصف السابع بين تعلمه اللغة الفرنسية أو الروسية، أصبح أغلب الطلاب يختارون تعلم اللغة الروسية، وعليه أصبح هناك إقبال كبير من الطلاب على تعلمها في المركز، ما جعلني أشارك زوجي الدكتور علي الراهب في تعليمها، وأصبحت أعداد الطلاب تتضاعف”.
واللافت، بحسب كولونسكيخ، هو “الإقبال على تعلم اللغة الروسية من أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات، واللافت أكثر، هو محبتهم للغة ورغبتهم الكبيرة في تعلمها بإتقان منذ الصغر، بدعم من أهلهم”.
وبيّنت كولونسكيخ “أن الطلاب في البداية واجهوا صعوبة في التعلم، باعتبار الروسية لغة صعبة أساسا ومختلفة كثيرا عن اللغة الإنجليزية، مدللة بأن الأحرف في المنهاج الروسي متصلة، وكبيرة ليست كما اللغة العربية، بالإضافة إلى أن اللغة الروسية تختلف عن غيرها من اللغات بأنه يضاف إلى المذكر والمؤنث، المحايد وله قوانين غريبة على الطلاب. ناهيك أن عدد المدرسين الذين يتقنون اللغة الروسية في سوريا، قليل”.
ولم يقتصر تعليم اللغة الروسية للطلاب في مركز الراهب على تعليم مبادئ اللغة وأساسياتها فقط وفق المنهاج المدرسي، إذ قالت كولونسكيخ: “تعدى شغف الطلاب لتعلم اللغة الروسية الرغبة في معرفة القواعد والمخاطبة، ليصل إلى حد إتقان أداء الأغاني الروسية وإلقاء الشعر والنثر، ومن ثم تشكيل فرقة طلابية من مدارس جبلة حملت اسم “استارتا” أي عشتار سوريا، ما استقطب الاهتمام بالطريقة المبتكرة للمشرفين على المركز، وتميز الطلاب في إتقان لفظ اللغة الروسية بسهولة.
وأضافت كولونسكيخ: “كان الهدف من تدريب الطلاب على الأغاني الروسية بمختلف أنواعها تحسين اللفظ لدى الطلاب، وكسر روتين الدرس الذي يخفف من صعوبة اللغة ويجعل الطالب يتعلمها بمحبة وفرح بدون أن ينساها”.
وتابعت: “يوجد لدينا في المركز طلاب موهوبون جدا وأصواتهم جميلة، وقد استطعنا من خلال هذه المواهب أن نعد حفلات خاصة بالمركز، ومن خلال تعليم الطلاب على تأدية الأغاني وإلقاء الشعر، اكتشفت في داخلي موهبة جديدة وهي أنني قادرة على صناعة الحفلات من خلال اختيار الأغاني كل صوت بما يتناسب معه، وقد اكتشفت أن الإنسان في كل مرحلة من العمر يجب أن يبدأ بشيء جديد ليكتشف أن في داخله قدرات كبيرة ومواهب دفينة يجب عليه أن يستثمرها ليحافظ على شبابه”.
إتقان اللغة استقطب الإعجاب وانتقل بالمركز للمشاركة في مهرجانات ومسابقات عالمية حصد خلالها الطلاب العديد من الجوائز وحظوا بالتكريم في كل مرة شاركوا فيها، وتضيف كولونسكيخ: “الأغاني والمسرحيات التي كان الطلاب يؤدونها بالإضافة إلى الأشعار التي كانوا يلقونها كنا نقوم بتصويرها وننشرها على صفحة “فيسبوك” للمركز ونرسلها إلى مجموعة “معلمين باللغة الروسية في سورية على تطبيق “واتسآب” و”المركز الروسي لجامعة دمشق” على فيسبوك، حيث أعجبوا بنشاطاتنا وطلبوا منا المشاركة في مهرجان دار الأوبرا في دمشق وبالفعل شاركنا وحصلنا على تكريم، وأصبحنا نتلقى دعوة سنوية للمشاركة في دار الأوبرا.
كما أشارت إلى مشاركة طلاب من المركز في مهرجان يوسف كوبزون العالمي لأغاني الأطفال الوطنية “القرنفلة الحمراء” في موسكو عام 2019، حيث انبهر أساتذة جامعيون في روسيا بإتقان الطلاب للفظ اللغة الروسية، واستطاعت طالبة اسمها نور الهدى زيروق أن تفوز بالمركز الأول بعد أن غنت “أريد أن أعيش”.
وأضافت كولونسكيخ: كما شاركنا بمهرجان التربوي السوري للغات والفنون للغات حيث غنى فيها طلابنا بأربع لغات (عربية، روسية، إنجليزية، فرنسية)، وقد فزنا بالمركز الأول، بالإضافة لمشاركة الطلاب في الحفلات التي تقيمها القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم، حيث يقدم الطلاب العروض المسرحية بالإضافة للشعر والنثر والأغاني باللغتين الروسية والعربية وأحياناُ بأربع لغات لإعطاء فكرة كم هم ماهرين باللغات. وفي المقابل كانوا يحظوا دائماً بالإعجاب الشديد لتتم دعوتنا باستمرار لإقامة الحفلات، الأمر الذي كان ولا يزال يشكل حافزا قويا لنا وللطلاب للتحضير والحرص على تقديم الأفضل، وفي المقابل كان الأصدقاء الروس يكرمون الطلاب في كل مرة ويقدمون لهم الهدايا من حقائب مدرسية ودفاتر وأقلام تساعدهم في الدراسة.
لا شك أن اللغة الروسية صعبة لكن طريقة التعليم إلى جانب الترغيب باللغة تلعب دورا أساسيا في التعلم بإتقان وشغف، ويضيف الدكتور علي الراهب صاحب المركز ومدرس اللغة الروسية في عدد من مدارس مدينة جبلة لـ”سبوتنيك”: “عندما يتم شحن الطالب بطاقة إيجابية فإنه يستسهل تعلم اللغة بطريقة بسيطة، ولذلك علمنا الطلاب اللغة بطريقة موسيقية لتسهيل اللغة وإضافة المتعة إليها”.
وأشار الراهب إلى “أن تعليم الطلاب الأغاني والنثر وتأدية المسرحيات بأنشطة موازية للمنهاج لرفع مستوى اللغة وترغيب الطلاب بالمنهاج، أثار الاهتمام ولفت الانتباه إلى طريقتنا في تعليم اللغة الروسية، ما جعلنا نشارك عبر فرقة “استارتا” في حفلات ومهرجانات عدة داخل سوريا وخارجها. ناهيك عن المشاركة في الحفلات التي تقام في القاعدة الروسية في مطار حميميم، والتي تم تكريمنا فيها أول مرة بعبارة “شكرا لكم لمساهمتكم برفع الروح القتالية للجنود”.
وبيّنت كولونسكيخ “أن الطلاب في البداية واجهوا صعوبة في التعلم، باعتبار الروسية لغة صعبة أساسا ومختلفة كثيرا عن اللغة الإنجليزية، مدللة بأن الأحرف في المنهاج الروسي متصلة، وكبيرة ليست كما اللغة العربية، بالإضافة إلى أن اللغة الروسية تختلف عن غيرها من اللغات بأنه يضاف إلى المذكر والمؤنث، المحايد وله قوانين غريبة على الطلاب. ناهيك أن عدد المدرسين الذين يتقنون اللغة الروسية في سوريا، قليل”.
ولم يقتصر تعليم اللغة الروسية للطلاب في مركز الراهب على تعليم مبادئ اللغة وأساسياتها فقط وفق المنهاج المدرسي، إذ قالت كولونسكيخ: “تعدى شغف الطلاب لتعلم اللغة الروسية الرغبة في معرفة القواعد والمخاطبة، ليصل إلى حد إتقان أداء الأغاني الروسية وإلقاء الشعر والنثر، ومن ثم تشكيل فرقة طلابية من مدارس جبلة حملت اسم “استارتا” أي عشتار سوريا، ما استقطب الاهتمام بالطريقة المبتكرة للمشرفين على المركز، وتميز الطلاب في إتقان لفظ اللغة الروسية بسهولة.
وأضافت كولونسكيخ: “كان الهدف من تدريب الطلاب على الأغاني الروسية بمختلف أنواعها تحسين اللفظ لدى الطلاب، وكسر روتين الدرس الذي يخفف من صعوبة اللغة ويجعل الطالب يتعلمها بمحبة وفرح بدون أن ينساها”.
وتابعت: “يوجد لدينا في المركز طلاب موهوبون جدا وأصواتهم جميلة، وقد استطعنا من خلال هذه المواهب أن نعد حفلات خاصة بالمركز، ومن خلال تعليم الطلاب على تأدية الأغاني وإلقاء الشعر، اكتشفت في داخلي موهبة جديدة وهي أنني قادرة على صناعة الحفلات من خلال اختيار الأغاني كل صوت بما يتناسب معه، وقد اكتشفت أن الإنسان في كل مرحلة من العمر يجب أن يبدأ بشيء جديد ليكتشف أن في داخله قدرات كبيرة ومواهب دفينة يجب عليه أن يستثمرها ليحافظ على شبابه”.
إتقان اللغة استقطب الإعجاب وانتقل بالمركز للمشاركة في مهرجانات ومسابقات عالمية حصد خلالها الطلاب العديد من الجوائز وحظوا بالتكريم في كل مرة شاركوا فيها، وتضيف كولونسكيخ: “الأغاني والمسرحيات التي كان الطلاب يؤدونها بالإضافة إلى الأشعار التي كانوا يلقونها كنا نقوم بتصويرها وننشرها على صفحة “فيسبوك” للمركز ونرسلها إلى مجموعة “معلمين باللغة الروسية في سورية على تطبيق “واتسآب” و”المركز الروسي لجامعة دمشق” على فيسبوك، حيث أعجبوا بنشاطاتنا وطلبوا منا المشاركة في مهرجان دار الأوبرا في دمشق وبالفعل شاركنا وحصلنا على تكريم، وأصبحنا نتلقى دعوة سنوية للمشاركة في دار الأوبرا.
كما أشارت إلى مشاركة طلاب من المركز في مهرجان يوسف كوبزون العالمي لأغاني الأطفال الوطنية “القرنفلة الحمراء” في موسكو عام 2019، حيث انبهر أساتذة جامعيون في روسيا بإتقان الطلاب للفظ اللغة الروسية، واستطاعت طالبة اسمها نور الهدى زيروق أن تفوز بالمركز الأول بعد أن غنت “أريد أن أعيش”.
وأضافت كولونسكيخ: كما شاركنا بمهرجان التربوي السوري للغات والفنون للغات حيث غنى فيها طلابنا بأربع لغات (عربية، روسية، إنجليزية، فرنسية)، وقد فزنا بالمركز الأول، بالإضافة لمشاركة الطلاب في الحفلات التي تقيمها القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم، حيث يقدم الطلاب العروض المسرحية بالإضافة للشعر والنثر والأغاني باللغتين الروسية والعربية وأحياناُ بأربع لغات لإعطاء فكرة كم هم ماهرين باللغات. وفي المقابل كانوا يحظوا دائماً بالإعجاب الشديد لتتم دعوتنا باستمرار لإقامة الحفلات، الأمر الذي كان ولا يزال يشكل حافزا قويا لنا وللطلاب للتحضير والحرص على تقديم الأفضل، وفي المقابل كان الأصدقاء الروس يكرمون الطلاب في كل مرة ويقدمون لهم الهدايا من حقائب مدرسية ودفاتر وأقلام تساعدهم في الدراسة.
لا شك أن اللغة الروسية صعبة لكن طريقة التعليم إلى جانب الترغيب باللغة تلعب دورا أساسيا في التعلم بإتقان وشغف، ويضيف الدكتور علي الراهب صاحب المركز ومدرس اللغة الروسية في عدد من مدارس مدينة جبلة لـ”سبوتنيك”: “عندما يتم شحن الطالب بطاقة إيجابية فإنه يستسهل تعلم اللغة بطريقة بسيطة، ولذلك علمنا الطلاب اللغة بطريقة موسيقية لتسهيل اللغة وإضافة المتعة إليها”.
وأشار الراهب إلى “أن تعليم الطلاب الأغاني والنثر وتأدية المسرحيات بأنشطة موازية للمنهاج لرفع مستوى اللغة وترغيب الطلاب بالمنهاج، أثار الاهتمام ولفت الانتباه إلى طريقتنا في تعليم اللغة الروسية، ما جعلنا نشارك عبر فرقة “استارتا” في حفلات ومهرجانات عدة داخل سوريا وخارجها. ناهيك عن المشاركة في الحفلات التي تقام في القاعدة الروسية في مطار حميميم، والتي تم تكريمنا فيها أول مرة بعبارة “شكرا لكم لمساهمتكم برفع الروح القتالية للجنود”.
المصدر :سبوتنيك
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))