ندوة تخصصية للتعريف بالثروات المعدنية القابلة للصناعة في سورية
هوى الشام| بهدف التعريف بخامات الثروة المعدنية القابلة للصناعة في سورية نظمت المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بالتعاون مع الجمعية الجيولوجية السورية اليوم ندوة تخصصية، بمشاركة ممثلين عن وزارات الكهرباء والصناعة والإدارة المحلية والأشغال العامة والإسكان وهيئة الاستثمار السورية واتحادات غرف الصناعة والتجارة السورية والمعنيين من مختلف القطاعات النفطية وتصنيفها.
واستعرض المشاركون في الندوة التي أقيمت على مدرج الشركة السورية للنفط في مبنى وزارة النفط والثروة المعدنية بدمشق عدداً من الأبحاث، أبرزها خامات الحديد في سورية وأهميتها الاقتصادية والسجيل الزيتي وآفاقه الاقتصادية كبديل استراتيجي لتوليد الكهرباء، وصناعة البازلت وأهميتها الاقتصادية، والآفاق الصناعية للرمال الكوارتزية النقية، وتطوير استخدامات صخور الإسفلت بكفرية في اللاذقية.
وزير النفط والثروة المعدنية الدكتور فراس قدور أوضح في كلمة له خلال الافتتاح أن الندوة تأتي في إطار برنامج تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الثروة المعدنية الذي أقره مجلس الوزراء عام 2020، بهدف تحقيق التطوير والاستثمار الأمثل للثروات المعدنية، وتحقيق القيمة المضافة وزيادة مساهمة قطاع الثروة المعدنية بالناتج المحلي وتعزيز إيرادات الحكومة، وإحلال صناعات جديدة تعتمد على وجود الخامات الأساسية لها في أراضي البلاد وتخفيض فاتورة الاستيراد، نتيجة وجود خامات ومواد مصنعة من خامات محلية وتعزيز تصدير الخامات المصنعة والنصف مصنعة، وجعل قطاع الثروة المعدنية أكثر جذباً للاستثمارات المحلية والأجنبية، وخلق فرص عمل وتنمية الموارد البشرية، وخاصة في المناطق النائية وتعديل التشريعات التي تسمح باستثمار الخامات والموارد ذات القيمة الاقتصادية وجعلها أولوية وطنية.
وأضاف الوزير قدور: إن سورية تمتلك مقومات وثروات معدنية تنافس بها الدول العالمية، فضلا عن أن قطاع الثروة المعدنية في سورية يمتلك مزايا نسبية تشمل البنية التحتية والعمالة المدربة وشركات المقاولات المتخصصة وشبكات الطرق وانخفاض تكاليف التنفيذ والتشغيل بالمقارنة مع دول أجنبية، مشيراً إلى ضرورة متابعة الدراسات والأبحاث للوصول إلى استثمار أمثل لثرواتنا الوطنية، حيث إن هناك آفاقا مشجعة لا بد أن نسبر أغوارها، فبالإضافة إلى الثروات الدفينة التي تم اكتشافها وبدأنا بإنتاج بعضها هناك ثروات دفينة أخرى أكدت الأبحاث العلمية على وجودها، وستستمر هذه الأبحاث لتحديد مردودها ومختلف أماكن وجودها.
وأكد قدور استعداد الحكومة لتقديم كل الدعم والتسهيلات اللازمة لإقامة مشروعات صناعية، انطلاقاً من الخامات الباطنية المتوفرة وتشميلها ببرامج إحلال المستوردات أو بقوانين خاصة، إضافة إلى الانفتاح للتعاون المثمر مع القطاع الخاص المحلي من خلال غرف الصناعة والتجارة السورية كشريك أساسي لدعم عملية التطوير والتنمية الاقتصادية.
بدوره أكد المدير العام للمؤسسة العامة للجيولوجيا سمير الأسد رئيس مجلس إدارة الجمعية الجيولوجية السورية أن سورية تمتلك خامات متنوعة لمواد أولية للبناء والإنشاء والصناعة تتنوع بمكانها الجغرافي وخصائصها الفيزيائية والكيميائية، ما يعطيها أهمية اقتصادية متفاوتة، مشيرا إلى أن وجود أكثر من 21 خاماً في سورية أمر مهم للاقتصاد الوطني، فكل خام موجود يعني عشرات من الاستخدامات، وبالتالي مئات وآلاف من المستخدمين وملايين المستفيدين.
ولفت مدير عام مؤسسة الجيولوجيا إلى ضرورة الاستفادة من كل الموارد الأولية الذاتية، وتحديث الدراسات التي نفذت في السنوات الماضية والتي وضع قسم منها بالاستثمار، والقسم الآخر الذي لم يباشر به حتى الآن ليحقق ديمومة واستمرارية برفد الاقتصاد الوطني للتماشي مع الوضع الحالي، من حيث القيمة والنوعية، وبهذا لا بد من التفكير جدياً برفد السوق المحلية بمعطيات مناسبة لاستغلال الثروات بالشكل الأنسب، مشيراً إلى ضرورة إعادة تقييم الدراسات والمواد المتوفرة في المؤسسة والتي يطمح من خلالها لأن تكون خطاً استراتيجياً في إعادة الإعمار وتنشيط عملية التنمية.
وفي تصريحات للإعلاميين نوه الدكتور سنجار طعمة معاون وزير الكهرباء لشؤون تنظيم قطاع الكهرباء بالتعاون والتنسيق المستمر مع وزارة النفط والثروة المعدنية من أجل تأمين مصادر الطاقة الأولية اللازمة لإنتاج الكهرباء، مبينا أهمية صخر السجيل الزيتي الذي تعد سورية من البلدان الغنية فيه، وموجود في موقعين مهمين، وإنتاجه يتطلب زيادة التعاون والتنسيق مع الشركات المختصة على مستوى العالم لإقامة محطات تنتج الكهرباء بالاستفادة من السجيل الزيتي، حيث لاتزال هذه التكنولوجيا محصورة في بعض الشركات على مستوى العالم وتكلفتها مرتفعة.
ولفت طعمة إلى إمكانية التعاون والتنسيق مع الدول الصديقة من دول الجوار لاستقدام هذه التكنولوجيا مثل الأردن التي لديها محطة إنتاج خاصة بذلك، إضافة إلى أن السجيل الزيتي هو مادة يمكن حرقها بشكل مباشر وإنتاج الحرارة التي يمكن الاستفادة منها في العديد من الصناعات مثل صناعة الإسمنت، مبيناً ضرورة إمكانية دراسة اقتصادية لإقامة محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية بالاستفادة من السجيل الزيتي.
الدكتور مصطفى عتقي باحث في مجال البازلت ومستشار للعديد من الشركات الصناعية في العالم، قال: إن العصر الحالي هو عصر البازلت وعصر المواد الأولية، حيث لم يعد البازلت مادة بركانية فحسب، وإنما هو عبارة عن مواد صناعية متنوعة من ضمنها أنابيب وقضبان البازلت التي يمكن أن تساهم في النهضة العمرانية القادمة، مبيناً ضرورة إعادة دراسة بعض المواد المتنوعة الموجودة في سورية وربطها بالقطاع الصناعي.