لم ينعم الممثلون بنجاح مسلسلاتهم في نهاية الشهر الفضيل، إذ وجاء المونديال ليخطف وهج الحلقات الأخيرة، فمنها ما مرّ مرور الكرام، ومنها ما أثار جدلاً كان يمكن أن يمتد لأيّام، لو لم تخطف كرة القدم اهتمام الجمهور، ويصبح الحديث عن دراما رمضان من الأمور الثانوية.
انتهى الماراثون الدرامي 2018 بكثير من علامات الاستفهام، خرج بعض الممثلين بانتصارات كبيرة مثل عابد فهد بدور “جابر سلطان” في مسلسل “طريق”، ودانييلا رحمة في أوّل تجربة تمثيليّة لها في مسلسل “تانغو”، وناصر القصبي في مسلسل “العاصوف” الذي كسر المحظور وألقى الضوء على المجتمع السعودي في فترة السبعينيات، والبعض سجّل تراجعاً حاداً في دراما رمضان فخرج مهزوماً لأسباب عدّة تبدأ من سوء الاختيار ولا تنتهي عند سوء التسويق.
فمن هم أبرز الخاسرين في الماراثون الرمضاني 2018؟
-المخرجة رشا شربتجي :
رغم نجاح مسلسل “طريق” واحتلاله مراتب أولى في الماراثون الدرامي طول شهر رمضان المبارك، حظيت مخرجة المسلسل رشا شربتجي بالكثير من الانتقادات، إذ أجمع النقاد على أنّ بطلي العمل عابد فهد ونادين نجيم كانا رافعة المسلسل، الذي افتقر إلى أبسط القواعد الأساسيّة لعمل يحترم ذكاء الجمهور، ليتبيّن لاحقاً أن رشا تدخّلت شخصياً لتعديل السيناريو وأخذت على عاتقها مهمّة إدخال عناصر دخيلة إلى العمل، أبرزها الوصية التي جعلت من وفاء موصلي والدة عابد فهد وهي تقاربه سناً، والتي شكّلت مادّة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بحسب ما صرّحت به كاتبة العمل سلام الكسيري كما أنّ رشا افتقرت إلى الحس الإبداعي في المسلسل، فوقعت في مطبات لا يقع فيها مخرج مبتدىء، فنجح المسلسل جماهيرياً بشعبية أبطاله وخسر في ميزان الجودة.
يسرا :
على الرغم من الدعاية الضخمة التي حظي بها مسلسل “لدينا أقوال أخرى” قبل بدء الماراثون الدرامي، بسبب اللغط الذي حصل حول غناء فضل شاكر تتر الأغنية، واعتراض الصحافة اللبنانية على تعامل شركة “العدل جروب” المنتجة للعمل مع فنان هارب من العدالة، وقيام الشركة بفسخ التعاقد والاعتذار من الشعب اللبناني بحجة أنها لم تكن تعلم أنّ للفنان قضايا عالقة في القضاء اللبناني، لم يحظ المسلسل بأي ضجّة بعد عرضه.
فقد فوجئت الممثلة يسرا قبل رمضان بسحب العمل من القنوات المصريّة، ولم يحقّق في رمضان نجاحاً جماهيرياً فمرّ مرور الكرام.
كارين رزق الله وبديع أبو شقرا:
فيما يشبه ثنائية تيم حسن ونادين نجيم التي استمرّت ثلاث سنوات، لعب الممثلان كارين رزق الله وبديع أبو شقرا للسنة الثالثة على التوالي دور العاشقين في مسلسل “ومشيت”.
كان ثمّة ما يشبه الإجماع من النقاد في لبنان أنّ الثنائية استهلكت إلى حد أن المشاهد يشعر أمام التلفزيون، أنه يشاهد عملاً قديماً بعد مسلسلي “مش أنا” و”لآخر نفس” اللذين جمعا النجمين وحققا نجاحاً جماهيرياً خفت وهجه هذا العام.
لم يتصدّر المسلسل نسب المشاهدة، وقع في الملل لبطء أحداث الحلقات الأولى، كما أنّ إغراقه في المأساوية أدى إلى انصراف الكثير من المشاهدين عنه، بعد ثلاث سنوات حققت خلالها كارين رزق الله المرتبة الأولى في الماراثون الرمضاني في لبنان.
رامز جلال:
تؤكد أرقام MBC مصر أن برنامج “رامز تحت الصفر” حقق نجاحاً كبيراً لدى الجمهور المصري، إلا أنّه عربياُ كان اسماُ على مسمّى، لدرجة أنّ بعض المحطات المحلية التي اشترت حقوق عرضه من مجموعة MBC رفعته من قائمة برامجها في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، بسبب انصراف المشاهدين عنه مثل محطة LBCI اللبنانية.
وبدا رامز في مأزق حقيقي إذ أن مصداقيته باتت على المحك بعد اعتراف أكثر من فنان أنّه اتفق مع رامز قبل تصوير المقلب، كما أنّ اختيار نجوم محليين مصريين أدى إلى اقتصار نسب المشاهدة على مصر بشكل خاص.
-سيرين عبد النور:
رغم من الضجّة الكبيرة التي حظيت بها خماسية “الشهر السابع”، التي صورتها سيرين وهي حامل بابنها كريستيانو، ورغم المتاعب الصحيّة التي تعرّضت لها خلال التصوير، ذهب مسلسل “حدوتة حب” الذي يضمّ ست خماسيات أدراج الرياح بسبب الشركة المنتجة، التي أخلّت بتعاقدها، وعرضته على قناة BEIN دراما المشفّرة، وباعته بنسخة ثانية إلى محطة “الجديد” تحت اسم “الحب جنون”، فلم يعرف المشاهد العادي أنّ الإسمين يعودان لمسلسل واحد.
كما أنّ محطّة الجديد لم تقم بالدعاية للعمل، وسحبته من العرض قبل انتهاء الماراثون الدرامي، لتقرّر عرض ثنائية سيرين مع انطلاق المونديال، وانصراف المشاهدين إلى حضور المباريات، الأمر الذي حال دون وصول الخماسية إلى عدد كبير من المشاهدين، كانوا ينتظرون سيرين بعمل يعوّض غيابها عن الشاشة بسبب حملها وإنجابها.
-قصي خولي:
يبدو أنّ عصر المسلسلات التاريخيّة إلى أفول، وأنّ النجاح الذي حقّقته هذه الأعمال في الدراما التركية لم ينسحب على الدراما العربيّة، فمرّ مسلسل “هارون الرشيد” مرور الكرام، ولم ينافس في الماراثون الدرامي كما كان متوقعاً له ورغم الميزانية الضخمة التي رصدت له.
بطل العمل قصي الخولي كان الخاسر الأكبر، إذ حصد خيبة جديدة بعد غياب عن دراما رمضان، وعودة كان ينتظر منها الكثير لكنّها مرّت مرور الكرام، ما يحتّم على الفنان السوري دراسة خياراته في الأعوام المقبلة ليعود إلى صدارة المشهد الدرامي.
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website. If you continue to use this site we will assume that you are happy with it.Ok