هوى الشام| أكد وزير الخارجية الصينية وانغ يي استعداد بلاده” للعمل مع العالم الإسلامي، والدفاع عن مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وصيانة المنظومة الدولية”. وذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في 22 آذار في العاصمة إسلام أباد.
وقال الوزير الصيني: إن الصين وجدت والعالم الإسلامي طريقا للتعايش الودي والتعاون للكسب المشترك، مما يجعلهما نموذجا لممارسة نوع جديد من العلاقات الدولية، في وجه العالم المضطرب والمتحول.
وأضاف: تركز هذه الدورة لمجلس وزراء الخارجية على العنوان الرئيسي “بناء الشراكات من أجل الوحدة والعدالة والتنمية”، الأمر الذي يعكس المطالب المشتركة لأغلبية دول العالم. وفي هذا السياق، يحرص الجانب الصيني على بناء علاقات الشراكة مع الدول الإسلامية في أربعة محاور:
-تبادل الدعم للدفاع عن سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها، واستكشاف طرق تنموية تتناسب مع الظروف الوطنية لمختلف البلدان وبإرادة مستقلة، والدفاع عن حقوقه العادلة للتنمية والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية
-استمرار التعاون من أجل مكافحة جائحة كورونا سيواصل الجانب الصيني تقديم 300 مليون جرعة من اللقاحات إلى الدول الإسلامية في المرحلة القادمة، وتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، والتعاون في تنفيذ مبادرة التنمية العالمية.
-أن نكون شركاء في الأمن والاستقرار وسيواصل الجانب الصيني دعم الدول الإسلامية لحل القضايا الساخنة المعاصرة وتعزيز السلام.
– الصين ستواصل دعمها الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدعم عقد مؤتمر سلام دولي أكثر مصداقية وتمثيلا في يوم مبكر على أساس “حل الدولتين”، بما يسهم في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
كما لفت الوزير الصيني إلى العلاقة التاريخية التي تجمع الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية معتبراً أنها “من الحضارات العريقة التي لها تأثير مهم في العالم. وصمدت لأكثر من ألف عام أمام اختبار تغيرات الأوضاع الدولية”.
وفي هذا الصدد أشار وانغ يي إلى دعم الجزائر وقرابة 30 دولة إسلامية لمواقف الصين في الأمم المتحدة وكذلك دعم الصين للقضية الفلسطينية التي تعتبر في مقدمة اهتمامات العالم الإسلامي. كما أشار إلى ما قدمته “الدول الإسلامية” من “دعم ثمين للصين منذ بداية جائحة كورونا. وقال: قدمت الصين 1.3 مليار جرعة من اللقاح وكمية كبيرة من المستلزمات الوقائية إلى 50 دولة إسلامية في حينها.
أيضاً لفت وانغ يي إلى أهمية مبادرة “حزام واحد – طريق واحد “مؤكداً أنها ” جسر يربط بين الصين والدول المشاركة. مشيراً إلى أنه حتى تاريخ الاجتماع “تم توقيع وثائق تعاون مع 54 دولة إسلامية، وتنفيذ قرابة 600 مشروع بقيمة 400 مليار دولار أمريكي، مما يعود بالنفع على نحو ملموس على شعوب الدول المنضمة للمبادرة”.
وتطرق وزير الخارجية الصيني إلى القضة الأفغانية وقال إن “بلاده تحترم اختيار الشعب الأفغاني، وتدعم أفعانستان في بناء السلطة الشاملة وانتهاج الحوكمة المتزنة وتسجيل صفحة جديدة للسلام وإعادة الإعمار.”
كما أكد دعم الصين مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا والتوصل إلى وقف إطلاق النار ومنع الحرب وإحلال السلام. وتجنب حدوث كوارث إنسانية، والحيلولة دون انتشار الأزمة التي من شأنها منع تأثير تداعيات الأزمة أو إضرارها بالحقوق العادلة للمناطق والبلدان الأخرى.
وفي ختام كلمته قال وزير الخارجية الصيني: يتعين علينا أن نكون شركاء في الاستفادة المتبادلة بين الحضارات. من المطلوب أن نكرس القيم المشتركة للبشرية جمعاء المتمثلة في السلام والتنمية والعدالة والإنصاف والديمقراطية والحرية، ونرفض صنع الانقسام والمواجهة حسب الأيديولوجيات. ومن المطلوب أن نتمسك بالتواصل والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات، ونرفض “نظرية التفوق الحضاري” و”نظرية صراع الحضارات”، ونعارض التحريف والتشويه ضد الحضارات غير الغربية. ومن المطلوب أن نعمق التعاون في مكافحة الإرهاب بالتدابير الاحترازية ونزع التطرف، ونرفض ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب، ونرفض ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه.
وأضاف: أثبت التاريخ وسيظل يثبت أن الصين صديق مخلص وشريك تعاون للعالم الإسلامي. نحن على استعداد للعمل سويا مع الدول الإسلامية على تعزيز تعددية الأقطاب للمعادلة الدولية ودمقرطة العلاقات الدولية والتنوع للحضارات الإنسانية، وبذل جهود دؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
يشار إلى أنه هذه المرة الأولى التي يحضر فيها وزير خارجية صيني اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
المصدر: الوطن
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))