دمشق – هوى الشام
فيما تحتفل دول العالم باليوم العالمي للصحة النفسية يجد السوريون أنفسهم أمام معادلة تضاعف الاضطرابات النفسية جراء الظروف الراهنة مقابل تناقص عدد المختصين لنحو 3 أطباء نفسيين لكل مليون شخص وسط محاولات لتعويض النقص عبر برنامج يسمى “رأب الفجوة”ومبادرات مجتمعية وأهلية أخذت على عاتقها موضوع الدعم النفسي الاجتماعي.
وتحيي دول العالم في العاشر من تشرين الأول من كل عام اليوم العالمي للصحة النفسية لرفع الوعي بقضاياه وحشد الجهود لزيادة القدرة على وصول الأشخاص للخدمات الطبية الخاصة بها واختارت منظمة الصحة العالمية عنوان هذا العام “الإسعافات النفسية الأولية” لتحفيز أكبر عدد من الأشخاص لتقديم أي نوع من المساعدة في حالات الأزمات.
وفي سورية يصف رئيس رابطة الأطباء النفسيين الدكتور مازن حيدر واقع المهنة “بالسيئ” حيث تضاعفت الاضطرابات النفسية جراء الأزمة فيما عدد الاختصاصيين على المستوى الوطني لا يتجاوز 68 طبيبا ما يعني أن هناك 3 أطباء لكل مليون شخص فيما الحد العالمي طبيب لكل عشرة آلاف نسمة.
ويضيف الدكتور حيدر إنه فضلا عن نقص الأطباء فهناك توزيع غير عادل لهم بين المحافظات فدمشق وحدها تستأثر بنحو 40 طبيبا فيما هناك خمسة لكل من حلب وحمص واللاذقية وطرطوس واثنان في حماة مع وجود محافظات خالية تماما من هذا الاختصاص.
ويعزو الدكتور حيدر نقص عدد الأطباء إلى “سفر البعض إلى خارج سورية جراء ظروف الأزمة والبحث عن فرص عمل أفضل والوصمة المرتبطة بالطب النفسي عموما والتي تقلص عدد الخريجين الراغبين بدخول هذا المجال فضلا عن الصعوبة العلمية للاختصاص لارتباطه بالعلوم العصبية والنفسية”.
ويرى الدكتور حيدر أن إيجاد قانون أو تشريع يسمح بمزاولة مهنة معالج نفسي وافتتاح مراكز لهذا الغرض في سورية يخفف الأعباء على الأطباء النفسيين ويفتح نافذة جديدة لخدمات الصحة النفسية مشيرا إلى ضرورة إحداث اختصاص تمريض نفسي ضمن الكليات ومدارس التمريض.
وعن برنامج رأب الفجوة يقول رئيس الرابطة إنه “حل جيد” في ظل تحدي نقص الأطباء وهو ينفذ عبر وزارتي الصحة والتعليم العالي وجمعيات أهلية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية حيث يتم تدريب الأطباء غير الاختصاصيين على التعامل مع 10 اضطرابات نفسية رئيسية معتبرا أن البرنامج أيضا ساهم بتغير نظر المدربين تجاه الطب النفسي.
وفيما يخص الأدوية النفسية يذكر الدكتور حيدر “أن العام الجاري شهد تحسنا ملحوظا بتوفرها رغم وجود بعض الانقطاعات جراء صعوبات الاستيراد وتوقف بعض الخطوط والمعامل التي تنتج الأدوية الوطنية” مشيرا إلى وجود خلط لدى الصيادلة بين الأدوية المخدرة والنفسية.
سانا – دينا سلامة