هوى الشام

تعددت الشكاوى عن ارتفاع نفقات العلاج في المشافي الخاصة وحالات الاستغلال التي يتعرض لها المواطنون، فأجور المشافي الخاصة أصبحت تكوي حتى الأغنياء فما بالك بالفقراء وذوي الدخل المحدود؟!.

ما بين أيدينا حالة قد تكون فردية ولكن يمكن تعميمها على الكثير من الشكاوى التي تردنا عن الاستغلال الذي يتعرض له المريض.

أبو ماهر مواطن ميسور وابنته (آ.ص) تعمل مدربة في أحد نوادي الفروسية، سقطت عن الفرس وانكسرت الفقرة الخامسة العجزية في عمودها الفقري، أسعفها إلى أحد المشافي الخاصة، ثم أجرى لها عملية تثبيت صفيحة في مشفى خاص في دمشق، يضيف أبو ماهر: طلبوا منا مليوناً وسبعمئة وخمسين ألف ليرة أجرة العملية مع ثمن الجهاز، ووضعوا لها صفيحة(جهاز تثبيت فقرة بثماني براغي) ومن ثم أخرجناها إلى البيت في اليوم الرابع من العملية، وبعد ثلاثة أيام من تخريجها أسعفناها إلى مشفى خاص آخر في دمشق فتبين لنا -حسب الأطباء والتحاليل- أن لديها ترفعاً حرورياً وإنتاناً في الجرح، وشك الأطباء في أن تكون لديها( عصيات زرقاء معندة) وهي جرثومة مشفى، وبقيت هناك 14يوماً لمتابعة علاجها ثم أخرجناها بعد أن استقر وضعها وكلفتنا فاتورة المشفى الخاص أكثر من مليون وسبعمئة وخمسين ألف ليرة.

وأشار أبو ماهر إلى أن مجموع ما كلفته عملية ابنته في المشفيين مع ثمن الأدوية والتحاليل الأخرى بلغ أكثر من 4,5 ملايين ليرة، وتساءل: ما حال الفقير لو أصابه ما أصابني؟ اتفاق مسبق فراس حناوي -محاسب المشفى الخاص قال: المريضة (آ.ص) كانت قد اتفقت مع الطبيب الذي أجرى لها العملية قبل أن تدخل المشفى على أجور العمل الجراحي البالغة (1750000 ليرة) وهو المبلغ الذي تم دفعه للمشفى، موضحاً أن حساب المشفى 228 ألف ليرة من أصل المبلغ، بينما بقية المبلغ هي حساب الأطباء وثمن مواد الاستبدال(1401000 ليرة) إضافة إلى المصروفات الطبية(121000 ليرة).

الدكتور(م.ع) اختصاصي تخدير وعناية مشددة -مشرف قسم العناية في المشفى قال: تابعت المريضة بعد العمل الجراحي لوصف المسكنات اللازمة واللزوم الدوائي لما بعد العمل الجراحي، مشيراً إلى أن المريضة تخرجت من المشفى وهي في حالة ممتازة وبمخبريات كانت ضمن الطبيعي، ولم تكن تعاني من إنتان جراحي أو أي أعراض إلى ما بعد 12يوماً من العمل الجراحي.

وأضاف مشرف قسم العناية في المشفى: في اليوم ذاته الذي تم قبولها في مشفى خاص آخر وبعد ساعة ونصف الساعة من قبولها أخبرنا أحد أصدقاء والد المريضة أن لديها عصيات زرقاء ومن المعروف طبياً أن أسرع زرع جرثومي حتى ولو كان آلياً يحتاج إلى ما لا يقل عن 48 ساعة حتى يظهر النوع والأدوية التي تتحسس عليها الجرثومة فكيف بعد ساعة من قبولها في ذلك المشفى تم تشخيص النوع وتم الحديث عن وجود عصيات وعلاقتها بذلك المشفى؟!.

ملاحظة يفترض، وحسب أحد المختصين، أن يكون هناك بروتكول لعمل المشافي الخاصة يقتضي إيقاف المشفى بشكل كامل كل 6 أشهر أو سنة لإجراء عقامة تامة للمشفى (عقامة عناية- عقامة عمليات- إجراء مسحات وزراعة)، وبعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام يستأنف المشفى عمله، لا أن يمر أكثر من 7 سنوات ولا يجرِ المشفى أي برنامج عقامة؟!

المصدر: تشرين