خروج أهالي الغوطة الشرقية عبر ممر الوافدين
خاص هوى الشام من ندى عجيب

شهادات وحقائق كثيرة ملأت وما تزال تتردد على أخبار وتقارير وسائل الإعلام بعد خروج مدنيي الغوطة الشرقية من تحت سيطرة التنظيمات المسلحة “جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجبهة النصرة وغيرها من الفصائل التي كانت متواجدة في بلدات الغوطة” والتي مارست أشنع أنواع الإجرام والممارسات اللاإنسانية بحق المختطفين من خارج الغوطة بالإضافة إلى المعتقلين من أهالي الغوطة ممن لم يعملوا وفق أهواء هذه التنظيمات الاجرامية.

أحمد طعمة من أهالي حمورية ذكر لـ “هوى الشام” العديد من تلك الممارسات الإرهابية حيث فرض المسلحين على نساء الغوطة لبس “الجلباب والنقاب” وعدم الاكتفاء بالحجاب ولبس البنطلون والقمصان الطويلة التي اعتادت نساء حمورية ارتداءهن وفق تشريع الإسلام الحقيقي المعتدل الذي كانوا يتبعونه قبل سيطرة المسلحين المتطرفين فكرياً ودينياً، حسب وصف طعمة.

وأضاف طعمة : “لم يسلم أطفال المدارس من جشع المسلحين حيث كانوا يجبرون الطلاب على الخروج من المدرسة ليشاركوا بمظاهرات تمثيلية يقوم مسلحون آخرون بتصويرها وبثها على الانترنت ومن لا يقبل المشاركة يتم ضربه بعنف أو سوق أحداً من أهله إلى السجون”.

من جهة أخرى كان عدد من أفراد تنظيم “فيلق الرحمن” – حسب طعمة – يقومون بتمزيق الكتب التابعة لمنهاج الحكومة السورية أو اجبار المدرسين على حذف كل درس له علاقة بتاريخ وانجازات الرئيس الراحل حافظ الأسد أو الرئيس بشار الأسد مع إلغاء مادة الفلسفة والقومية من منهاج كل الصفوف الدراسية ومن لا يتقيد بتعليماتهم يحرمونه من توزيع المحروقات ويقطعون عنه الكهرباء والمياه والمعونات الغذائية وتابع : “في السنة الأولى من سيطرة المسلحين كانوا يفرضون على من توجد معه صورة الرئيس حافظ الأسد عقوبة قطع الرأس”.

وقال الشاب العشريني معتز من أهالي كفربطنا : “أفراد تنظيم جيش الإسلام الإرهابي كانوا يمنعون الطعام والشراب عن أهلي إذا لم أخرج معهم لمحاربة قوات النظام السوري كما يسمونه وعندما لم أقبل الانضمام لصفوف التنظيم سجنوني وعذبوني بالضرب الوحشي بحجة أني متخاذل عن نصرة أهل بلدتي”.

وأضاف : “التحقت مع فيلق الرحمن حتى تركني تنظيم جيش الاسلام وكانوا يتهمونني انا وعائلتي بأننا سارقون وخونه ضمن جيراننا ومعارفنا حتى قبلت الذهاب معهم ولكن عندما علمت بقدوم الجيش إلى الغوطة حاولت الهرب فأطلقوا الرصاص على قدمي إلى أن دخل الجيش السوري وحررنا والآن أقوم بتسوية وضعي مع المعنيين”.

أما الشاب محمد القاسم من زملكا تحدث عن إجرام عناصر تنظيم جيش الإسلام بحق والده المريض والذي أعطوه أدوية منتهية الصلاحية منذ سنوات حتى ساءت حاله الصحية كثيراً بالإضافة إلى ازدياد الأهالي المصابين بمرض السكر نتيجة الخوف والرعب الذي بثه المسلحين بين الأهالي و بدل الأدوية كان المسلحون يوزعون عليهم أقراص مهدئة للأعصاب.

وفرض مسلحو العصابات الإرهابية أسعاراً جنونية على المواد الغذائية ما اضطر الكثير من الأهالي لبيع مفروشات منازلهم ليتمكنوا من شراء الطعام لذويهم … وأوضح العم محمود درويش من بلدة جسرين لـ “هوى الشام” الأمر بالقول : “كيلو السكر تجاوز ال 10 آلاف ليرة ووقية الشاي ب ألف ليرة وكيلو الشعير 2000 ليرة” وتابع حديثه بحرقة : “كانوا يوزعون علينا مئة غرام شعير فقط لكل عائلة وحتى الكهرباء يبيعونا إياها”.

وانتشر مع مسلحي العصابات الإرهابية قادة للفصائل من دول مختلفة منها السعودية وقطر وباكستان والشيشان حسب وصف الرجل الستيني وفيق عنتر من بلدة كفربطنا الذي أوضح ممارساتهم الإجرامية واللاإنسانية : “كانوا يقطعون رؤوس من يسبهم أو يشتمهم ويعلقونها في الساحة ليرتعب الجميع واذا رأوا فتاة أعجبتهم في الطريق تسير مع زوجها أو أبوها أو أخوها يأخذونها دون رحمة تحت تهديد السلاح والقتل”.

وبيّن عنتر أن مسلحي جبهة النصرة كانوا يغتالون الأشخاص الذين يرفضون الانضمام إليهم في الليل ويأخذون نساءهم ويحللونها لهم ولعناصرهم وأضاف “كان لديهم قناعة تامة بأنهم يجب أن يفجروا أنفسهم وعائلاتهم ليقتلوا أكبر عدد من الناس”.

وعندما بدأت قوات الجيش العربي السوري بالدخول على بلدات الغوطة أخذ مسلحي فيلق الرحمن وجبهة النصرة العديد من الشباب والمشايخ الذين أيدوا دخول الجيش وقتلوهم وعذوبوا بعضهم ومنهم الشيخان أحمد وعبد القادر والشيخ بسام ضفدع في كفربطنا وفق حديث هيثم القاسم المتواجد في البلدة.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أعلنت في بيان لها، يوم 14/4/2018 ، تحرير الغوطة الشرقية بكامل بلداتها وقراها من التنظيمات الإرهابية وذلك بعد إخراج جميع الإرهابيين من مدينة دوما آخر معاقلهم في الغوطة الشرقية.

هوى الشام