هوى الشام| آلاف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر بين شهيد وجريح ومشرد بعد أن أصبحوا هدفاً لطيران الاحتلال الإسرائيلي في العدوان المتواصل على القطاع لليوم العاشر على التوالي حيث مزقت الصواريخ والقذائف الإسرائيلية أجسادهم أو حرقتها وهم نيام أو يلعبون في فناء منازلهم في جريمة ما زالت فصولها مستمرة.
في كل بيت في القطاع هناك معاناة ورعب وألم مستمر يعيشه الطفل الفلسطيني وأهله فمع كل عملية قصف يتعالى صراخ الأطفال خوفا من صوت الانفجارات ومن أن يكونوا هم أو أحد ذويهم الضحية التالية لقصف طيران الاحتلال الذي راح ضحيته حتى الآن 63 شهيداً و450 جريحاً.
ويقول أحمد حمد من شمال قطاع غزة وهو أب لأربعة أطفال ولجأ إلى مدارس الأونروا بعد أن دمر القصف منزله في بيت لاهيا لمراسل سانا.. القذائف والصواريخ كانت تتساقط علينا بكثافة.. أطفالي كانوا يعيشون حالة خوف مستمرة لدى سماعهم أصوات الانفجارات ويبكون خوفاً من القصف.. لقد تركوا كتبهم في المنزل ولا أحد يستطيع الوصول إليه لكثافة القصف وخطورة الحركة في الشوارع.
من جانبه يقول حسين المصري من مدينة بيت حانون إن ثلاثة من أطفال أبناء عمه استشهدوا في العدوان الإسرائيلي الذي قتل طفولتهم البريئة وأحلامهم بعد أن سقطت عليهم القذائف حين كانوا يلهون قرب منزلهم لافتاً إلى أن الأطفال الشهداء كانوا متفوقين في دراستهم وأن قتلهم من قبل الاحتلال جريمة حرب ضد الإنسانية.
وأشار المصري إلى أن والد الشهداء الأطفال يعيش حالة من الصدمة والذهول على فقدان فلذات كبده مطالبا المجتمع الدولي بالتوقف عن الصمت تجاه ما يحدث من عمليات إبادة ومجازر بحق الشعب الفلسطيني الذي سيواصل الدفاع عن حقوقه.
الباحث الحقوقي حسين حماد أوضح أنه منذ بداية العدوان استشهد 63 طفلاً وأصيب 450 بجروح مختلفة كما يوجد حالياً أكثر من 27 ألف طفل في 53 مركز إيواء منتشرة في مناطق عدة بالقطاع يعانون فيها ظروفاً نفسية سيئة في ظل ما تعرضوا له من استهداف مباشر مع أسرهم في العدوان الإسرائيلي المتواصل.
المختص الاجتماعي والنفسي شادي قاسم لفت إلى أن تعرض الأطفال الفلسطينيين في القطاع إلى كل أشكال العدوان والأذى الجسدي والنفسي من قتل وتهجير أدى إلى ضرر بصحة الأطفال الجسدية وقدراتهم الإدراكية مبيناً أن هذا الضرر قد يصل إلى اضطرابات نفسية شديدة ناجمة عن سماع الانفجارات ومشاهدة الأشلاء وما يصيبهم من ألم وحزن بسبب فقدان ذويهم.
وأشار قاسم إلى أن كثيراً من أطفال القطاع يعيشون حالياً صدمات نفسية وعزلة اجتماعية ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل الأطفال وسلوكهم مؤكداً أن ما يرتكب بحق الأطفال في القطاع جريمة بحق الطفولة وانتهاك صارخ لكل القوانين الدولية التي نصت على حماية الطفل.
المصدر:سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))