هوى الشام| فاز بحث علمي أنجز بجامعة دمشق ونشر العام الماضي في مجلة الاتحاد العالمي لمقومي الأسنان بجائزة (توماس غريبر) لعام 2023، ليكون أول بحث عربي يحصل عليها.
الجائزة التي تحمل اسم (غريبر) من الجوائز العالمية رفيعة المستوى، وتعود للمؤلف الرائد لمناهج تقويم الأسنان العالمي توماس غريبر، وتم منحها لأول مرة عام 2020 لأفضل بحث علمي منشور بالمجلة.
البحث الفائز أعده الطبيب عامر عويضة خلال مرحلة الماجستير بجامعة دمشق بإشراف الدكتور محمد يونس حجير الأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق، وبمشاركة الدكتور رشاد مراد الأستاذ في كلية الصيدلة بجامعة دمشق، وساعدت في الكتابة العلمية والتدقيق والمراجعة الدكتورة رباب الصباغ أستاذة تقويم الأسنان والفكين بكلية طب الأسنان بجامعة حماة.
وحمل البحث عنوان “تقييم فعالية المعالجة بالليزر منخفض الطاقة مقابل الباراسيتامول-كافئين في السيطرة على ألم الفصل التقويمي وتغيرات جودة الحياة المرتبطة بالصحة الفموية عند مرضى سوء الإطباق من الصنف الأول: تجربة سريرية ثلاثية الأذرع مضبوطة بالتداخل الوهمي”، استغرق أكثر من عامين، وطبق على 54 مريضاً من مراجعي قسم تقويم الأسنان والفكين بجامعة دمشق وفق الدكتور عويضة.
وفي تصريح لسانا أوضح عويضة طالب الدكتوراه حالياً بجامعة حماة أنه حصل على درجة الماجستير عام 2019، وتم اختيار جزء من رسالته لنشرها في مجلة الاتحاد العالمي لمقومي الأسنان كبحث علمي سوري من جامعة دمشق ليحصل على هذه الجائزة التي تضع الباحث بمسؤولية للمتابعة أكثر.وحول مضمون البحث أوضح عويضة أنه يقوم على فكرة السيطرة على الألم التقويمي المزعج للمريض أثناء المعالجة، والبحث عن وسائل آمنة لكون العلاج بمضادات الالتهاب التقليدية “البروفين والديكلون” من الممكن أن يؤثر على معدل الحركة التقويمية، لذلك كان الهدف تحديد فعالية الليزر في السيطرة على الألم خلال المعالجة التقويمية وإمكانية تحسين جودة الحياة المرتبطة بالصحة الفموية.
وأشارت النتائج وفق عويضة إلى فعالية طفيفة لليزر منخفض الطاقة في تخفيف الألم وكانت نتائج تطبيقه مماثلة على المرضى الذين استخدموا المسكنات كالباراسيتامول – كافئين، في حين لم تكن هاتان الوسيلتان قادرتين على تحسين جودة الحياة المرتبطة بالصحة الفموية.
من جانبه أوضح الدكتور حجير أنه تم اختيار البحث العلمي السوري من بين 80 بحثاً من مختلف دول العالم نُشرت العام الماضي بالمجلة وخضعت لتقييم دقيق من قبل لجنة تحكيم عينها الاتحاد العالمي لمقومي الأسنان منوهاً بأهمية البحث في تعزيز الممارسة السريرية للأطباء وتطبيق استخدام الليزر بشكل آمن لتخفيف درجة الألم، مؤكداً أهمية الجائزة في تشجيع الباحثين السوريين على النشر الخارجي وفتح آفاق للحصول على جوائز عالمية للأبحاث المميزة.
بدوره لفت مراد إلى أن الحصول على هذه الجائزة يؤكد تميز الأبحاث السورية وأهمية مخرجاتها على الصحة العامة، مشيراً إلى دور جامعة دمشق في دعم البحث العلمي وتحفيز الباحثين على إعداد أبحاث نوعية وتكريم المتميزين منهم لتقديم كل ما هو جديد في الخيارات العلاجية الطبية.
وأوضح أنه أشرف على الجانب الدوائي للبحث، داعياً إلى زيادة عدد المقررات المتعلقة بالبحث العلمي لمختلف المراحل الجامعية لتشجيع الشباب أكثر على إنجاز أبحاث تطبيقية يستفاد منها في التنمية وربط الجامعة بالمجتمع.
من جانبه أكد الدكتور فراس الحناوي نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي أهمية النشر الخارجي للأبحاث العلمية السورية التي ترفع من تصنيف الجامعة، إضافة إلى حصول بعض الأبحاث على جوائز عالمية ومنها هذا البحث، مبيناً أن الأبحاث العلمية التي تسجل باسم الجامعة كرسالة ماجستير أو دكتوراه بعد تقديم الاستمارة الخاصة بها يتم تعيين مشرف رئيسي ومشارك من قبل لجنة البحث العلمي بالجامعة ومتابعة هذه الأبحاث وفق تقارير تقدم بشكل دوري.
وأشار إلى أن الجامعة تشجع وتدعم البحث العلمي، وتم مؤخراً رفع قيمة تمويل الأبحاث العلمية كرسالة الماجستير من مليون ليرة سورية إلى 2 مليون ليرة سورية، ورسالة الدكتوراه من 2 مليون ليرة سورية إلى 5 ملايين ليرة سورية.
وبلغ عدد الأبحاث التي أعدت في جامعة دمشق، وتم نشرها خارجياً العام الماضي وفق الدكتور الحناوي نحو 430 بحثاً علمياً من مختلف الكليات، مشيراً إلى أهمية الأبحاث التطبيقية لما لها من انعكاس إيجابي على المجتمع لتحسين الخدمات الطبية وغيرها من المجالات، كما أنها تمكن القائمين عليها من الحصول على براءة اختراع.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))