المشرفة
هوى الشام من مرام قباقلي| بأشجار الكرمة واللوز تستقبلك قرية المشرفة بريف حمص لتأخذك بعد ذلك إلى عبق التاريخ كونها منطقة أثرية تتبع لمملكة قطنا التاريخية.
تفاصيل داخلية وخارجية تتمتع بها قرية المشرفة التي لابد أن تلفتك طبيعة أهلها من طيبة ومحبة وعطاء وارتباط بالأرض وتألف كبير بينهم في الأفراح والأحزان وهي من أكثر التفاصيل حضورا.
العظمة الكامنة التي تتمثل بداخل نفوس سكانها لا تعد ولا تحصى؛ ولكن نذكر منها مايقوم به أهلها في الأعياد (لدى المسلمون) كعيد الفطر والأضحى تجتمع النسوة قبل العيد بيوم في بيت إحدى الجارات يقمن بصنع شتى أنواع الحلويات من أقراص العيد والبيتفور ويسهرن للصباح الباكر يتجاذبن أطراف الحديث من نكات وفكاهة مايخلق جوا من السعادة والألفة؛ ومن ثم يأتي العيد لتقدم أشهى المأكولات وتقديم الذبائح وتوزيعها على العائلات التي تعايد بعضها بعضا احتفالا بقدوم العيد وتبدأ الزيارات  بزيارة منزل الجد والجدة ومن ثم الأقارب والجيران ويذهب الأطفال إلى الملاهي والحديقة بعد أخذ العيدية من الكبار ليمضوا أجمل الأوقات.
وفي أوقات الخلافات والمشاكل يذهب أصحاب  المشكلة من كلا الطرفين إلى كبير العائلة أو إلى رجل معروف لدى القرية بحكمته فيعطي الحلول والنصائح لفض الخلافات التي ترضي الجميع.
أما عند الطائفة المسيحية فيقومون بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام بتجمع اسمه (الكرمي) وهو الذي تجتمع فيه جميع الطوائف المسلمة والمسيحية ويقومون بتقديم الذبائح ويدورون حول الكنيسة ويوزعون اللحوم على جميع سكان القرية.
أما في وقت الخلافات فيذهب أبناء الطائفة المسيحية إلى الخوري الذي يحل المشاكل أو إلى رجل يعتبر من أشراف هذه الطائفة؛ ويضفي روح التقبل والألفة بين المتخاصمين فتسود المحبة والسعادة بين أبنائهم.
لا يجتمع سكان هذه القرية فقط في الفرح بل في أوقات الأحزان يتكاتفون مع بعضهم فأخلاقهم حثتهم وجعلتهم يقفون إلى جانب مع يحتاج المساعدة وأيضا في جميع المناسبات والأعياد يزورون قبور الأموات وأضرحة الشهداء ويأخذون معهم البخور والورود.
بالرغم من أن  عدد سكان القرية كبير (40) ألفا لكنهم متلاحمون متعاونون قلبوهم طيبة كالطبيعة الجميلة الساحرة التي تحتل مساحات واسعة وكبيرة موجودة ضمن القرية ؛  ففيها أشجار الزيتون واللوز والتين والكرمة التي يقوم العمال بقطفها من ورق العنب إلى عناقيد العنب وعصر الزيتون والتين المجفف وغيرها من المزروعات التي تباع ضمن أسواقها التجارية أو في أسواق القرى المجاورة لما تتمتع به القرية من موقع جغرافي  فهي تتوسط القرى الأخرى وأيضا نوع التربة التي تعد مناسبة جدا لزراعة الكرمة واللوز؛ ما يجعل من هذه المواسم الزراعية دخلا أساسيا في حياة سكانها؛ ويستفيد سكانها من الحطب في فصل الشتاء لدرء البرد القاسي وطبخ الطعام عليه.
التفاصيل الخارجية الكثيرة أبرزها الأبنية  الحديثة  والأرصفة المزفتة والخدمات المتعددة من مركز صحي ومجمع يضم بداخله عدة أبنية؛ ومستوصف  وكراج لنقل الركاب ضمن القرية وإلى خارجها والعديد من المدارس للفئات العمرية من الطلاب  جميعا؛ ومحلات تجارية تضم مختلف أنواع الاحتياجات التي يتطلبها السكان وتضم جامعاً يقع على جانب شارعها الرئيسي يؤذن  وبجانبه كنيسة تدق أجراسها  للطائفة المسيحية الروم واخرى للطائفة المارونية ما يعكس التآلف بين مختلف أديانها من مسلمين ومسيحيين.
ومايميز هذه القرية أيضا هي الآثار التاريخية التي تحيطها وهي مملكة قطنا التي تعود إلى  3000 قبل الميلاد ؛  واكتشفت على زمن الانتداب الفرنسي ؛ ومن أجل الحفاظ على الآثار لقرية المشرفة القديمة طلبت الحكومة من الاهالي في القرن العشرين السكن في القرية الحديثة حيث كان يبلغ عددهم 1200؛ وبقي من القرية القديمة بعض البيوت وكنيسة قديمة وتل المشرفة المشرف على عدد من المساحات الخضراء.
تناغم وتلاحم بين أبناء المشرفة مع حفاظهم على عاداتهم التي ورثوها وحبهم لأرضهم تلمسه من لحظة دخولك إلى القرية.

مصدر الصور : شبكة أخبار حمص وريفها المشرفة وما حولها