الطبيب الشرعي أسامة أبو الخير

خاص هوى الشام من نبوغ محمد أسعد | الطبيب الشرعي أسامة أبو الخير يقول لا أستطيع إلا أن أكون طبيبا ولي اختصاصات متعددة، ومازال طموحي أن أحصل على المزيد في مجال الطب لأنه مثل البحر مهما تعلمنا منه وخضنا تجاربه نجد أنفسنا نحتاج للمزيد بهذه العبارات يبدأ الطبيب الشرعي والدكتور أسامة أبو الخير الحوار الذي خص به هوى الشام.

أنت تحقق نجاحات في أكثر من مجال .. هل للعامل النفسي دور في هذا النجاح ..أم خبرة ..أم ماذا ترى ؟

إن العامل المهني في كل مهنة علمية يحققها الطبيب ارتكازا على الأسس العلمية وتراكم الخبرة المعرفية وخاصة عندما يختار الطبيب اختصاصه ويعمل به بكل مصداقية وتفان مما يحقق له النجاح والاستمرار في عمله مع مرور الوقت.

هل تجد نفسك باتجاه معين في الطب ؟

كما قلت أنا مع الاختصاصات المتعددة ولكنني ألتزم بالطب الشرعي وأجد نفسي أتطور به تدريجيا لأنه يحمل عدة وجهات تخصصية كطب الأسنان والاستعراف والطلق الناري والنفسي، وهي مهمة وقد قدمت رسالة الماجستير بالعجز الوظيفي وهو مهني وعضوي.. ونحتسب العجز نسبة لوظائف الجسم كاملة ..ربما تكون ١..٢..٣ وما فوق بالمئة، وحقيقة لم استطع البحث أكثر في هذا المجال لعدم قدرتي على المتابعة بسبب ظروف العمل الذي يأخذ الوقت الكبير  والبحث يتطلب وقتا أكثر بكثير مما نرصده له.

ماهي التحديات والصعوبات التي تتعرض لها كطبيب شرعي ؟

نحن في بلد تتعرض لظروف قاسية بجميع الأصعدة وهذا يجعلها غير قادرة على تأمين المستلزمات الطبية الحديثة لذلك أسوأ التحديات تكمن في نقص الموارد والتقنيات الشعاعية والمخبرية لأنها عامل مساعد للوصول لكشف المرض بسرعة واعتمادنا عليها لا يتجاوز ٢ بالمئة أما دول الغرب تصل إلى حدود ٩٢بالمئة وبسبب نقص هذه الوسائط التقنية بالتشخيص نقوم بالاعتماد على أقوال الشهود والبحث عن الأسباب بطرقنا البسيطة.

بماذا تعرف الطب الشرعي؟

الطب الشرعي يعني (ليغل ميكلن) كلمة لاتينية، أي العلم الوسيط الذي يشخص حالة طبية بمصطلحات مفهومة لرجل القانون والنائب العام والقاضي والمحامي لتوضيح الصورة وفي العراق يسمى الطب العدلي والقانوني ونحن الأطباء نعتبره وسيط يشرح ويعطي الدلائل التي تفيد العدالة للكشف عن ملابسات الحادثة وأسبابها لتدل على سبب جرمي أم لا، لتحقيق العدالة .

أنت تقصد في أكثر من حالة مرضية ..فهل الأمر متعلق بالمرض العضوي أم النفسي ..بعيدا عن الطب الشرعي .؟ كيف تقيم الأمور؟

أنا إنسان لا أجد نفسي إلا في الطب وهو ملعبي ودخلت هذا المجال بسبب حبي وتعلقي به، أن نكون صادقين ونحتاج أمناء على أرواح البشر رحماء بهم ..والطبيب يجب أن يكون أمينا على مصلحته واختصاصه وخاصة في الطب السريري ذي القيمة العليا في مجالنا فهو يعطي النتيجة بنسبة ٦٠ بالمئة كونه ذي قيمة وتراكم خبرة وهو جوهر الطب في الفحص السريري وموجود منذ ٣٠٠سنة إلى اليوم لأنه الأساس، ومهما كثرت التقنيات الطبية والوسائل الحديثة كالروبوت والذكاء الاصطناعي الذي بات ينتشر في دول الغرب وقريبا سوف يصل إلينا ويقال إنه يلغي كثيرا من التخصصات، لكنه يعطي نتائج سريعة في الأشعة وغيرها.

بينما نعاني نحن من تأخر كبير ونقص في العنصر البشري وتسرب الأطباء خاصة ،الطب الشرعي وهذا التسرب بسبب الحالة الراهنة في طلب الرزق.

أسامة أبو الخير

 

 ما هو شعورك وأنت تقوم بشفاء مريض قد استعصى عليه مرضه ولجأ إليك.؟

لقد أتاني عدة مرضى، أمراضهم تحتاج لعمل جراحي، وفي أسوأ حالاتهم النفسية يتملكهم اليأس وفقدان الأمل، فأقوم بالفحص السريري الذي لا يجب إهماله لأنه يقوم بدور الاحتكاك المباشر ما بين المريض والطبيب فيكسبه ثقة وأملأ مما يسهل عملية العلاج، وهذا يشعرني بالفخر والاعتزاز كوني قدمت ما كان ينتظره المريض للسير نحو الشفاء.

ومن ثم تأتي المعالجة النفسية التي تلعب دورا واضحا في خطة العلاج فيلتزم المريض بالاستشارة والدواء وأنا كطبيب داخلي، احتك بمريض ربما تكون الآفة نفسية اكثر ماهي داخلية وبالتحري عن المرض العضوي نقرر خطة العلاج.

الأطفال هم الأكثر أهمية اجتماعيا، وصحتهم تهمنا بشكل كبير، وهم يمتلكون نفس الأعضاء الجسدية ..أنت كطبيب أطفال أيضا ..هل يختلف اختصاصهم  عن الاختصاصات الأخرى؟

ليس كثيرا ولكن الأطفال وخاصة حديثي الولادة لا يعرفون الشكاية لذلك يجب أن نتعامل معهم بكل شفافية وحساسية للتقرب منهم لنستطيع الوصول للمرض.

ومن جهة أخرى هناك أمراض تشخص للطفولة مثل سوء الامتصاص أو عوز الفيتامينات ..الحمات الدفاعية، تأخر التطور الروحي والحركي، وهي خاصة بالأطفال حديثي الولادة وهناك عيوب خلقية وسنية وقد تم اعتماد جهاز جديد في الوزارة لكشف نقص السمع عند حديثي الولادة التي من شأنها أن تؤدي لأمراض خطيرة لا يستطيع الأهل التعرف إليها  لذلك كلما كان تشخيص الحالة مبكرا كلما استطعنا أن نحد من أمراض الطفل.

وأما مسألة النطق وهي مشكلة أيضا يعاني منها الأطفال بسبب الحساسية المزمنة بالأنف والحنجرة والجهاز التنفسي العلوي الذي يسبب ضيقا في الصدر وصعوبة التنفس، كما أن هناك أسبابا وراثية وعصبية وكلها آفات تؤثر على مخارج الحروف عند النطق بها.

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))