هوى الشام
تفترش أرصفة الاسواق الشعبية في العاصمة السورية دمشق بمادة الجوز من قبل الفلاحين الذين يعرضون منتجاتهم من الريف السوري في الاسواق، الى جانب بعض من منتجاتهم المستوردة من اوكرانيا وأمريكيا .
أسعار الجوز في سورية سجلت إرتفاعات قياسية خلال السنوات الماضية، حيث يباع الكيلو الواحد من الجوز الجديد المقشر في اسواق دمشق ما بين 6000 و6500 ليرة سورية ،من انتاج سرغايا او جبل الشيخ ،وهناك النوع الاوكراني يباع ب4500 ، والنوع الامريكي ب5000 ، والحبة الواحدة بين 25 و30 ليرة سب حجمها .
وقد زاد إقبال الأهالي على زراعة هذه الشجرة بسبب المردود الاقتصادي الجيد لموسم الجوز، وزيادة الاستهلاك المحلي لثمار الجوز، ورواج تجارته داخلياً وخارجياً، نتيجة استعماله في صناعة الحلويات والمعجنات وعدد من المأكولات، واستجرار كميات كبيرة منه إلى معامل الصناعات الغذائية ، وبالتأكيد طعمه يختلف باختلاف طريقة الجني والنقل والتجفيف، فهو يحتاج إلى عناية كبيرة، حتى يحافظ على نكهته البلدية.
ويلاحظ وجود بضاعة في الاسواق مخزنة من سنوات سابقة، تم اعادة تنقيتها وعرضها في الأسواق بأسعار 3500 و 3000 ليرة، ومن المستغرب السماح باستيراد مادة الجوز علما انها متوفرة في جميع المحافظات وبكميات كبيرة.
وسبب ارتفاع سعر الجوز بحسب الفلاح محمد ابو الخير الذي يعرض منتجاته في سوق باب سريجة الى الجهد الكبير في قطافها، كونها اشجار معمرة وكبيرة، والى ما تحتاجه من جهد للتقشير والتكسير، وتحتاج الى خبير لكسرها والمحافظة على لبها دون تفتيت، والصعوبة في بيعها كون الناس في الشارع تسأل عن الأسعار وعندما تسمع عن سعر الكيلو تدير ظهرها .
وانتشرت في الاونة الأخيرة أنواع من أشجار الجوز القزمي في بعض المشاتل، تمتاز بكثرة أثمارها وقلة ارتفاع الشجرة مما يسهل قطافه ويبلغ سعر الغرسة في طور النضج 10 الاف ليرة .
ومع هذا الارتفاع في أسعار مادة الجوز الذي تستخدمه جميع النسوة السوريات في منازلهن خلال هذه الفترة من العام لصناعة المكدوس “الأكلة الشهيرة لدى السوريين” ،تلجأ النسوة حسب السيدة ميساء خالد تتسوق من باب سريجة بضع غرامات من الجوز الى استبدال مادة الجوز بالفستق العبيد، بسبب رخص سعرها قياسا بالجوز، وتقول “الغلاء لا يطاق” صنعت مونة المكدوس في الحدود الدنيا، واستبدلت مادة الجوز بالفستق العبيد، وزيت الزيتون بزيت دوار الشمس .. الله يرحم أيام زمان كانت مونة الجوز أساسية في البيت .