الطفل
التربية

هوى الشام

كثيرون من الآباء والأمهات لا يعطون اهتماما للحوار مع أطفالهم والحديث معهم مما يحرمنا لذة الاستماع لهمومهم وتبادل النقاش معهم وبالتالي توجيههم الاتجاه الصحيح .

يحتاج الطفل من والديه الرعاية والاهتمام والانتباه لما يريد أن يقوله وخاصة وأنه يكون مشحونا بالمشاعر والعواطف والأسئلة المتنوعة الكثيرة ، ولذا فإن أول خطوات الحوار والصداقة مع الطفل هي الاستماع له بانتباه واهتمام عندما يتحدث وينقل مالديه من قضايا ومشاهدات واستفسارات .

الخطوة الثانية هي الابتعاد عن صيغ التهديد والأوامر القسرية التي عادة ما يمارسها الوالدان لاعتقادهم بأنها أسرع وسيلة لإنهاء الموضوع مع الطفل ولكنها بالتأكيد ليست الأفضل فمدارك الطفل محدودة وكل توجيه لعمل سلبي أو إيجابي يحتاج الطفل أن يدرك أبعاده المختلفة حتى يمارس هذا العمل عن قناعة وفهم بدل من أن يكون استجابة لأوامر أبوية لا يفهمها .

من سبل الحوار والصداقة مع الأطفال أيضا التنزه والخلوة مع الطفل وأخذه في رحلات ترفيهية مع بقية أفراد الأسرة حيث تتاح له الفرصة للحركة والانطلاق والتعرف على مختلف أبعاد الحياة والطبيعة ونترك حرية الحركة والتوقف عند الأشياء التي تثير اهتمامه وتفاعله ويتطلب ذلك اهتماما بشرح هذه الأمور له بصورة مبسطة والإجابة على أسئلته بصورة واضحة .

كما ينصح بالقراءة للطفل بصوت مرتفع ومسموع حتى يتمكن من التعود على القراءة والفهم ، وتتضمن القراءة محاولة شرح بعض المفردات والأفكار له وكذلك الرد على أسئلته والإجابة عليها .

إن هنالك الكثير من السبل والوسائل التي يمكن استغلالها للتقرب من الطفل ومصادقته فهو كما يقول الأخصائيون : فيلسوف بطبيعة تكوينه وينطق بما يقول بصورة متناهية النقاء والوضوح ومن المؤسف أن الوالدين في معظم الأحيان لا ينتبهون إلى الجواهر التي ينطقها الأبناء بعفوية وبراءة الطفولة .