بدأت محافظة حمص ومجلس مدينة تدمر ومديرية الآثار فيها أمس وبمشاركة المجتمع المحلي مشروعاً تطوعياً لتعزيل وإعادة تأهيل مجرى نبع أفقا التاريخي ورفع الأتربة والأحجار من مدخل النفق وداخله والتي خلفها الإرهابيون.
ويهدف المشروع إلى عودة جريان مياه النبع التي تدفقت في نيسان الماضي بعد جفاف دام نحو 25 عاماً وإعادة الحياة إلى هذا المرفق الأثري والسياحي الذي كان سبباً بوجود مدينة تدمر وتجمع الإنسان في هذه المنطقة منذ أكثر من ستة آلاف عام.
وذكر عضو المكتب التنفيذي لقطاع المياه والري في محافظة حمص كمال الحلاق في تصريح لمراسل سانا أن هذا المشروع الذي يتم بمبادرة من أهالي المنطقة من خلال العمل بشكل يدوي لتفادي إلحاق الأضرار بهذا الموقع الأثري أثناء أعمال تعزيل وتنظيف درج الكهف ومجراه يعتبر بادرة مهمة تسهم في إعادة إحياء مياه النبع واستمرار تدفقها باتجاه واحة بساتين تدمر العطشى مشيراً إلى أنه تم وضع جدول زمني فني لهذا المشروع المهم حتى عودة نبع أفقا كما كان عليه سابقاً.
بولص قسيس رئيس مؤسسة التطوير للبيئة المشاركة في المشروع أوضح في تصريح مماثل أن الحفاظ على نبع أفقا الأثري الذي تقدر درجة حرارة مياهه بـ 33 درجة مئوية ثابتة صيفاً شتاء يسهم في عودة الحياة إلى واحة النخيل والزيتون ويحافظ على البيئة في المنطقة مؤكداً أهمية مشاركة المجتمع الأهلي في إنقاذ النبع من الجفاف مرة ثانية وإعادة جريانه بشكل طبيعي.
من جانبه بين أمين متحف تدمر الوطني خبير الأثار خليل الحريري أن نبع أفقا كان سببا بازدهار مدينة تدمر عبر العصور واستمرارية الحياة في هذه المنطقة الصحراوية منذ أكثر من ستة آلاف عام حيث تتدفق مياهه في كهف يبلغ طوله نحو 400 متر داخل جوف جبل المنطار لافتاً إلى أن مياه هذا النبع التي حافظت على كهفه الأثري كانت مقدسة لدى التدمريين القدماء الذين كانوا يقدمون النذور والقرابين لإله النبع “يرحبول” مانح البركة الدائمة لهذه المياه ورجاء ديمومتها.
من جهته أشار نضال علي أحد المتطوعين بأعمال تنظيف مجرى النبع إلى أن الفرحة عمت أهالي المدينة لدى مشاهدتهم مياه النبع تتدفق وخاصة بعد إزاحة جزء من أكوام الأتربة التي تعيق انسياب المياه داخل المجرى موضحاً أن هذا العمل يساعد على عودة الأهالي والفلاحين إلى مزارعهم التي سعى الإرهابيون إلى تخريبها كما أن مياه هذا النبع تعتبر مقصداً سياحياً للزوار كونه وسيلة للاستشفاء من العديد من الأمراض وخاصة الجلدية والمعوية والمفصلية.
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website. If you continue to use this site we will assume that you are happy with it.Ok