هوى الشام
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن الدول التي تعمدت مقاطعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين والذي عقد في دمشق الأسبوع الماضي ارتكبت خطأ جسيما.
ونقلت سبوتنيك عن لافروف قوله إن “الدول التي أرسلت وفودها لحضور المؤتمر أكدت اهتمامها بحل الأزمة في سورية دون أي محاولات لإحداث ألاعيب جيوسياسية لكن الدول التي اتخذت مسارا متعمدا لتجاهله وبذلت قصارى جهدها لإجبار حلفائها على عدم إرسال وفود إلى هذا الحدث المهم ارتكبت خطيئة خطيرة للغاية”.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي عقد في دمشق في الـ 11 والـ 12 من الشهر الجاري على التمسك الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها ورفض جميع المحاولات الرامية إلى تقويض سيادتها مشددا على استعداد سورية ليس لإعادة مواطنيها فحسب بل ومواصلة جميع الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم.
من جهة أخرى اعتبر لافروف أن أمن أوروبا أصبح رهينة لسياسات ضيقة الأفق يتم فرضها من وراء المحيط داعيا إلى إقامة هيكل للأمن والسلام في أوروبا غير قابل للتجزئة.
وقال لافروف في رسالة عبر فيديو إلى المنظمين والمشاركين في منتدى (لقاء بوتسدام) إن “التوتر الحالي مكلف لشعوب أوروبا التي أصبح أمنها رهينة السياسة الضيقة المفروضة من وراء المحيط لكننا مقتنعون بأن فرصة إقامة هيكلية سلام وأمن متكافئ وغير قابل للتجزئة في أوراسيا والمنطقة الأوروبية الأطلسية لا تزال قائمة وخاصة أننا جميعا نواجه تحديات وتهديدات مشتركة عبر الحدود بما فيها الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وجائحة فيروس كورونا”.
وشدد لافروف على أن التعامل مع هذه التهديدات يتحقق من خلال التعاون على أساس قانوني دولي مقبول بشكل عام والتخلي عن فلسفة الهيمنة والسيطرة معربا عن استعداد روسيا دائما للعمل النزيه على قدم المساواة لإيجاد توازن للمصالح.
وشهدت العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي تراجعا في السنوات الأخيرة على خلفية الازمة في أوكرانيا عام 2014 والعقوبات التي فرضها التكتل الأوروبي على موسكو بحجتها إضافة إلى تكثيف حلف شمال الأطلسي (ناتو) وجوده العسكري قرب الحدود الروسية الامر الذي أدى إلى توتر العلاقات أكثر بين الطرفين.
وحول النزاع في منطقة ناغورني قره باغ أعرب وزير الخارجية الروسي عن أمل بلاده بمشاركة هياكل الأمم المتحدة بما فيها مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في حل المشكلات الإنسانية في تلك المنطقة.
وأشار لافروف إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر موجودة منذ فترة طويلة في المنطقة ويمكن أن تكون خبرتها مفيدة لمنظمات أخرى.
يذكر أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في الـ 27 من أيلول الماضي على خط التماس في ناغورني قره باغ والمناطق المتاخمة في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ قرابة ثلاثة عقود وسط اتهامات متبادلة ببدء القتال.
وأعلن الكرملين الاثنين الماضي أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا وقعوا إعلانا مشتركا حول وقف إطلاق النار في الإقليم.