هوى الشام
أود بأكثر من زاوية حالية وقادمة الحديث عن الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي فارق الحياة عن عمره البالغ ستين عاماً.. حيث سبق له قبل أسبوعين اثنين لوفاته مغادرة المستشفى التي تمت فيها العملية الجراحية في رأسه نتيجة الجلطة الدماغية ليصاب بعدها بفشل رئوي حاد وقصور في قلبه ما أدى لمغادرة الحياة حيث تم إيصال جثمانه فوراً إلى القصر الرئاسي لبلاده، حيث أتيح لزوجته وابنتيه وللعديد من اللاعبين السابقين والحاليين إضافة للجماهير الذين كانوا بصفوف طويلة إلقاء النظرة الأخيرة عليه، خصوصاً أنه كان أفضل من أنجبته الملاعب الكروية حتى الآن، حيث إن جميع الأندية والاتحادات في العالم قد عبّرت عن حزنها العميق على رحيله.
ولقد تابعت مسيرته الكروية شخصياً وميدانياً في نهائيات كأس العالم بشكل خاص خلال الأعوام التالية 1982- 1986- 1990- 1994، حيث كنت عضواً في لجنة الحكام الدولية للفيفا خلال هذه الفترة وبعدها، ومراقباً دولياً للحكام في العديد من المباريات المونديالية، حيث ما زلت أتذكر بأني كنت المراقب التحكيمي للمباراة المونديالية التي جمعت المنتخب الإنكليزي بالمنتخب الأرجنتيني عام 1986 وما زلت أتذكر أيضاً بأن الحكم التونسي علي بن ناصر قد كان حكماً للساحة في تلك المباراة إضافة للحكم البلغاري «دوتشيف» حكماً للتماس حيث إن كليهما قد أعلنا عن الهدف الذي تم تسجيله «مارادونا» باليد وبكفاءة عالية وسريعة.. وقد صرح اللاعب الإنكليزي «لينيكر» هداف هذا المونديال بأن «مارادونا» كان نجماً رياضياً خارقاً لا يمكن الاقتراب من مستواه.. كما أن رئيس الاتحاد الدولي قد أعلن بأن يوم وفاته كان يوماً حزيناً لا يصدق، حيث توقفت قلوبنا عن الخفقان للحظة.
أما البرازيلي «بيليه» قد صرح بأننا خسرنا نحن والعالم أسطورة كروية رائعة، والمهاجم البرازيلي «رونالدو» فقد أعلن عن صدمته لرحيله لأنه كان الموهبة الكروية لي منذ كنت طفلاً.
وبعد.. فإن ما ذكرته حتى الآن هو أقل بكثير مما يمكن أن أكتبه حوله، حيث سيكون لي الكثير مما يجب أن أذكره حول هذه الأسطورة الكروية في زاوية قادمة..!
فاروق بوظو